أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-4-2021
2844
التاريخ: 4-7-2016
3247
التاريخ: 25-12-2015
5436
التاريخ: 17-9-2019
4714
|
وإذا كان القرن التاسع عشر قد انقضى، ولم تحتل فيه القصة العربية الموضوعة مكانها في عالم الأدب، وكان أغلب القصص التي تطبع مترجمة من شتّى اللغات، فإن المقالة منذ بدأت الصحافة العربية بإنشاء الوقائع المصرية، ثم روضة المدارس، ثم الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية، وقد صارت عماد الكُتَّاب والأدباء والقالب المعتاد الذي يصبون فيه أفكارهم، وينشرونها بين الناس.
وليست المقالة غريبةً عن الأدب العربي القديم، وإن تغيرت صيغها وشروطها، فعبد الحميد الكاتب حين تكلم عن الشطرنج أو الصيد أو الكتابة, كان يكتب شيئًا قريبًا من المقال، والفصول الأدبية التي أنشأها الجاحظ في كتبه: البخلاء, والمحاسن, والأضداد، والحيوان, والبيان والتبيين، مقالات مطولة تنقصها شروط المقالة الحديثة، وإن كان هذا القول لا يرضي بعض النقاد، بل إنهم لا يوافقون على المقالة الأدبية التي يدبجها الكتاب اليوم إذا قاسوها بمقاييس النقد الأجنبية، ويتطلبون من المقالة أن تكون "على غير نسق من المنطق، وأن تكون أقرب إلى قطعة مشعثة من الأحراش الوحشية منها إلى الحديقة المنسقة المنظمة" ويحتجون بتعريف "جونسون" ومكانته من الأدب الإنجليزي في الذروة العليا للمقالة الأدبية بـ "أنها نزوة عقلية لا ينبغي أن يكون لها ضابط من نظام، هي قطعة لا تجري على نسق معلوم، ولم يتم هضمها في نفس كاتبها"(1) ويطبقون هذا القول على المقالة الأدبية في مصر؛ فيرون ألا يكون لها نقط ولا تبويب ولا تنظيم.
وهذا لعمري شرط لا يوافق عليه الأدباء في كل أنحاء العالم, فقد تغيرت المقالة منذ عهد "جونسون" في القرن الثامن عشر حتى اليوم, ومنذ أن قال "بيكون" يصف مقالاته: "إنها ملاحظات مختصرة كتبت من غير اعتناء" واشترط النقاد في المقالة شروطًا أخرى غير تلك التي سار عليها "جونسون أو بيكون" ورأوا أن الكاتب ملزم بالتفكير فيما يريد أن يكتب قبل أن يتناول القلم.
(1/409)
ثم السير في موضوعه سيرًا منطقيًّا متجنبًا الفضول، ومركزًا فكره في النقط الرئيسية، على أن يكون لموضوعه وحدة تربط بين أجزائه، وأن يكون واضحًا في تعابيره، ومنتخبًا لكلماته، ولأسلوبه طلاوة, وعليه جمال, وقد يحتاج المقال إلى مقدمة, وقد لا يحتاجها، ولكن لا بد له من نتيجة أو خاتمة، ولابد من تنسيق الأفكار؛ فالأفكار غير المنسقة تدعو إلى اضطراب الكاتب في كتابته، وعدم فهم القارئ لما يكتب، وليست هذه الشروط -كمات يقال سخرية- هي شروط الإنشاء المدرسي، وشتان بين هذا وبين المقال الأدبي، فإن الفكرة التي يراد التعبير عنها سواء كانت في نفس طالب مبتدئ, أو كاتب نابغ, محتاجة إلى الوضوح وإلى التمهيد لها؛ ثم إلى عرضها عرضًا جيدًا منطقيًّا يفهمه القارئ بيسر، لا أن تكون مشعثة غامضة تسير في غير اتساق ونظام، فإن ذلك قد يؤدي إلى عدم فهمها فضلًا عن أنه لا يتفق مع البلاغة في شيء(2).
هذا وقد تكون المقالة:
1- إخبارية تقص حادثة ما، أو مجموعة من الحوادث، وهي حينئذ قريبة من الأقصوصة تتخذ شكلًا قريبًا من شكلها، وفيها ما يثير الشوق، وياسر الانتباه, ويدعو إلى التقصي والتتبع، ومن المقالات الإخبارية التراجم.
(1/410)
2- وقد تكون وصفًا لحادثة أو شخص أو شيء, تعطي تقريرًا كاملًا تفصيليًّا عنه وعن محيطه.
3- وقد تكون معرضًا لفكرة وتوضيحًا لها حينما تكون الفكرة غامضة، والموضوع معنويًّا ومهمة العرض أن يفسر لماذا حدث هذا الشيء، أو كيف يمكن أن يحدث ذلك الشيء، والفرق بين العرض وبين الوصف أن العرض لا يأبه بالتفصيلات, ولكن يعنى بالصفات العامة وبالمبادئ، والميزات التي تخص نوعًا ما؛ وقد تذكر بعض التفاصيل أثناء العرض، ولكنها لا تحتل المكانة الأولى، بل تذكر لإيضاح فكرة, أو تضرب مثلًا على قانون عام، فقد تصف صورة ما، ولكن الكلام عن التصوير عرض، وقد تصف مسجدًا ما، ولكن الكلام عن هندسة المساجد يحتاج إلى عرض.
4- وهناك المقالة الجدلية التي تناقش فكرة ما، وتبين ما بها من خطأ وصواب، وصدق وكذب، وقد يكون الموضوع عادة سؤالًا يناقشه الكاتب ويجيب عنه بما يراه؛ كسؤالنا مثلًا عن الحرب وهل هي معقولة؟ أو عن الكذب وهل ثمة ما يسوغه في الحياة؟ أنتصدق على الشحاذين؟
وهذه الصور هي التي تظهر فيها المقالة في الأدب الغربي(3)، ونرى مثلها في الأدب العربي الحديث(4)؛ لأنها صورة طبيعية يلجأ إليها كل كاتب، وقد بينت لك فيما سبق الفرق بين أسلوب المقالة الصحفية والمقالة الاجتماعية.
والكلام عن المقالة يدعونا حتمًا إلى الكلام عن الصحافة في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر؛ لأن المقالة لم تظهر إلّا في الصحف، ونحن قد تتبعنا الصحافة في عصر إسماعيل وأوائل عهد توفيق, أما الصحافة في عهد الاحتلال فقد تكلمنا عنها آنفًا عن مجلة الأستاذ عبد الله نديم التي أنشئت في سنة 1893، وكيف كانت حربًا عوانًا، ونارًا مضطرمة على الاحتلال والأجانب، ولكن هؤلاء ضاقوا به ذرعًا فأغلقوا جريدته ونفوه من البلاد.
(1/411)
وإذا كان عبد الله نديم قد ترك مصر، وعطلت جريدته الوطنية الحرة، فإن الأسباب التي تدعو إلى ظهور مثلها في حرارتها وصدق لهجتها ومحاربتها الاستعمار الإنجليزي كانت قائمة، على الرغم من أن سياسة الإنجليز في أوائل عهد الاحتلال كانت ترمي إلى كم الأفواه، وقتل الروح الوطنية في نفوس دعاة الحرية، وإن تظاهروا بأنهم أطلقوا للصحافة العنان وتركوها حرةً تقول ما تشاء(5)؛ لأن كرومر ممثل الاحتلال بمصر لم يكن يأبه للصحافة وما قد تثيره من سخط, وتحت إمرته جيش إنجليزي جاثم على صدر الوادي يبطش بكل من تحدثه نفسه بالشغب، وعلى أن الصحافة في رأي كرومر كانت من الهوان والضعف بدرجة لا تدعو إلى القلق والاضطراب؛ وإذا بدر من إحدى الصحف ما يسيء إلى الإنجليز, أو يشوه سمعتهم بمصر, عاجلوها بالتعطيل, ولقد مرَّ بك كيف حاربوا مجلة العروة الوثقى ومنعوها من دخول مصر، وعطلوا جريدة الأهرام شهرًا(6) لتنديدها بالسياسة الإنجليزية في سنة 1884، وتبطش يد الاستعمار بكثير من الجرائد لأتفه الأسباب فتعطل جريدة الوطن مع أنها موالية لهم، وتلغي الزمان، ومرآة الشرق لأنهما من محاربي الاحتلال.
وتاريخ الصحافة في هذه الحقبة متأثرة بعدة عوامل:
1- فتركيا كانت -على الرغم من ضعفها، وإذعانها للأمر الواقع في مصر- تحاول إثارة النفوس ضد الاحتلال الإنجليزي، ضنًّا بمصر الغنية أن تفلت من يدها إلى الأبد، وكان كثير من المصريين يدين لتركيا بالولاء، وهو ولاء ديني مبعثه وجود الخلافة العثمانية، والمسلمون مكلفون شرعًا بطاعة الخليفة، وكانت هذه النزعة تتملك قلوب الجمهرة الغالبة من المصريين وبعض السوريين المقيمين بها، وقد ظهر من الجرائد التي تحمل لواء هذه السياسة وتنفث الحمم
(1/412)
ملتهبًا، والسم ناقعًا ضد الإنجليز وسياستهم الاستعمارية جريدة "المؤيد, ثم جريدة "اللواء".
2- وهناك الاحتلال البريطاني، وهو احتلال تديره سياسة محنكة يصفها اللورد كرومر بقوله: "يجب أن تكون السياسة الاستعمارية قائمة على قواعد التبصر والحكمة، ويجب أن تكون أصول أحكامنا -التي هي الصلة بيننا وبين جميع الشعوب الداخلة في حكمنا، من حيث الاعتبار السياسي والاقتصادي والأدبي- قواعد صحيحة سليمة منزهة عن الشائبة والنقص، هذا هو حجر الزاوية في بناء الإمبراطورية، إن المبرر الأكبر للاستعمار يجب أن يظهر جليًّا في حسن التصرف بما في أيدي هذه الإمبراطورية من القوى(7)" وأراد الاحتلال أن يجتثَّ نفوذ تركيا من الأساس، ويقتلع من النفوس هذا الولاء، وقد استطاع أن يجد لسياسته هذه أنصارًا ومؤيدين, وأن يجتذب قلوبًا عزيزة المنال تدافع عنه أو تسكت عن مخازيه، وجد الاستعمار أنصاره بين بعض السوريين المسيحيين الناقمين على تركيا استبدادها وغلظتها وسوء تصرفها معهم في ديارهم، وتفريقها بين عناصر الأمة، فرأوا في الإنجليز من يحميهم ويعطف عليهم؛ فأنشئوا جريدة المقطم(8) تشيد بسياستهم، وتلهج بأعمالهم، وقد صرَّح أصحابها بأن غرضهم السياسي من تأسيسها معلوم ظاهر في كل صفحة من صفحاته، "وهو تأييد السياسة الإنجليزية التي لولاها ما كان في الشرق بلد يستطيع أن يعيش فيه ويجاهر بآرائه وأقواله(9) ومن هؤلاء الذين شرعوا أقلامهم في محاربة الترك وتأييد الإنجليز: سليم سركيس صاحب جريدة "المشير" ويقول من مقالة، بعنوان "هل مصر عثمانية؟ "(10): "لم أجد في حياتي، ولا قرأت في مطالعاتي عن أمة تريد الانتقال من الاستقلال إلى ظلمات العبودية إلّا هذا القسم من الأمة المصرية الذين يريدون التمسك بأذيال العرش العثماني"، ومن شعره في التنديد بظلم الأتراك قوله(11):
(1/413)
نرجو صلاح الترك قد ... خابت أمانينا الكواذب
هي دولة ظملت وليس الـ ... عدل عن ظلم بذاهب
فانشد معي قولًا ترد ... ده المشارق والمغارب
ليس العجيبة فقدها ... بل عيشها إحدى العجائب
وقد وجد الإنجليز بجانب هؤلاء أقلامًا أخرى تناصرهم لنفورهم من الظلم التركي؛ مثل: ولي الدين يكن، مع أنه كان تركيًّا صميمًا لا يبغي بتركيا بديلًا، ولكنه كان يحب الإنجليز لحمايتهم -فيما يزعم- الأحرار، وقد مر بك كيف اجتذبوا إليهم الشيخ محمد عبده، وإن لم يكن من صنائعهم، ولكنه كان من المحتمين بهم, المستظلين بظلهم, وقد استطاعوا أن يطفئوا تلك النار الملتهبة التي يصبها عليهم الشيخ علي يوسف وشيعته في المؤيد، وأن يسكتوا تلك الأقلام القوية التي تصور في جرأة وقوة فظائعهم, وتملأ القلوب إحنًا وبغضاء عليهم(12)، ولكن لم يستطيعوا مع كل هذا أن يجعلوا من المؤيد بوقًا يدعو لهم, وسنعود إليه بعد قليل.
وبذلك انقسمت الصحافة قسمين؛ قسم يشايع تركيا, وفي الغالب يدعو للخديو ويناوئ الإنجليز، ويندد بالاستعمار, إما مدفوع بالولاء الديني، أو الكراهة للإنجليز, أو بتحريض دولة أجنبية؛ مثل: الأهرام وفرنسا، وقسم يدافع عن الإنجليز ويذيع مساوئ العهد التركي، ويترنم بنعمة الاحتلال، وينتقص المصريين وعلى رأسهم الخديو، ويتمثل في جريدة المقطم, وفي بعض الأقلام التي فتنها بريق الحرية الكاذبة التي لوح بها الإنجليز.
(1/414)
وأكبر ظاهرة تستحق منا العناية قبل أن نفرغ من هذا الجزء ظهور جريدتين إسلاميتين كان لهما شأن عظيم في تاريخ مصر، وفي توجيه الحركة والإصلاح الاجتماعي, وقد أشرنا إليهما فيما سبق إشارات عابرة, ولكن سنخص المؤيد هنا بكلمة؛ لأن الصحافة اليومية المشهورة بمصر كانت إلى ظهور المؤيد واللواء سورية تتحكم فيها نزعات وأهواء متباينة، وأما اللواء فله شأن آخر, وموعدنا به في الأجزاء التالية -إن شاء الله؛ لأنه أنشيء في السنة الأخيرة من القرن التاسع عشر، والكلام عنه يطول.
المؤيد:
والفضل في ظهور المؤيد يرجع إلى سياسة الإنجليز واصطناعهم أصحاب المقطم، فإن هذا أثار حفيظة الوطنيين، فتقدم الشيخ علي يوسف(13) صاحب مجلة الآداب لإخراج المؤيد, جريدة وطنية مصرية, وشجعه رياض باشا وكثير من زعماء مصر(14)، وغدت المؤيد ميدانًا تتألف فيه الأقلام الوطنية الجريئة, تثيرها حربًا شعواء على الاستعمار الإنجليزي وعلى الأجانب الذين يناصرونهم، ونازلت المقطم نزالًا عنيفًا مرًّا، فما لبثت أن راجت حتى صارت أقوى جريدة عربية في الشرق العربي كله، وفسحت صدرها لمصطفى كامل ولفئة صالحة من كتاب الشباب، وتلاميذ جمال الدين ومحمد عبده(15), وعنيت بالمسائل الوطنية في جميع نواحيها، وبالأمور الإسلامية، ولم يستطع الإنجليز أن يعطلوها كما عطلوا
(1/415)
الأستاذ لعبد الله نديم لقوتها وكثرة قرائها، ولكن تمكنوا بعد مدة من استمالة الشيخ علي يوسف إليهم، ولعل صحبته لمحمد عبده قد أثرت فيه؛ فنهج منهجه في مسالمتهم.
لقد كانت المؤيد أمل المصريين، ومدرسة تخرَّج فيها عدد كبير ممن قادوا الأمة في الصحافة بعد ذلك، وكانت غنية منتشرة في العالم الإسلامي كله، وهي أول جريدة استعملت مطبعة كهربائية في الشرق، وقد احتلت منزلةً كبيرةً في نفوس الناس, حتى اعترف لها بهذه المكانة العدو والصديق، ولذلك عزَّ على المصرين وقوفها موقفًا سلبيًّا من الاستعمار الإنجليزي بعد أن كانت من أكبر خصومه، وإن لم تفقد قراءها، لسابق فضلها وقوة تحريرها، ولسياستها الإسلامية، ولحسن الدعاية لها، وفي المؤيد وصاحبه يقول حافظ إبراهيم حين أخرج المؤيد في ثماني صفحات سنة 1906.
أحييت ميت رجائنا بصحيفة ... أثنى عليها الشرق والإسلام
أضحت مصلى للهداية عندما ... سجدت برحب فنائها الأقلام
فعلى مؤيدك الجديد تحية ... وعلى مؤيدك القديم سلام
ويقول ولي الدين يكن عنه:
"الشيخ على يوسف سهل التأليف، شديد المضاء، وهو في بيانه أقرب إلى العامة منه إلى الخاصة، وإذا غلب بصورته دون روحه، صحافي محنك، وليست الكتابة من عمله:
كأنما يراعه سوطه ... يضرب إن جد ولا يكتب
لا تدع العجمة أسلوبه ... فليس في أسلوبه معرب
ولعلك أدركت أن ولي الدين ليس ممن يحبون الشيخ، وقد كانا على طرفي نفيض في سياستهما كما مر بك.
(1/416)
وفيه قال يوسف البستاني: "أنظر إليه بعين الصحافي فأراه عظيم البراعة في تقليب اليراعة, وشديد الحصافة في ميدان الصحافة، ولو وجد قلمه من عواطفه دعامة لرفعه بيننا إلى مقام الزعامة، ولقد زاد فضله أنه من الطبقة العصامية وجهال اللغات الأجنبية"(16).
ويقول تشارلز آدمز "أما الشيخ علي يوسف فقد كان صحفيًّا ماهرًا، وله دهاء يشوبه المكر أحيانًا، وقد رفع المؤيد إلى مقام الصدارة في العالم العربي"(17).
وحسبنا هذه الكلمة الموجزة عن الصحافة في أخريات القرن التاسع عشر, ولنا إليها عودة في الأجزاء التالية -إن شاء الله؟ لأن كثيرًا من الصحف التي ظهرت في هذه الحقبة ازدهرت ونمت في القرن العشرين، وتأثرت بعوامل سياسية واجتماعية كانت وليدة أحداث في أوائل هذا القرن.
(1/417)
__________
(1) الدكتور زكي نجيب محمود في مقدمة كتابه أدب المقالة.
(2) راجع: Essay Writing and Rhetoric by Egerton Smith طبعة جامعة أكسفورد سنة 1913 المقدمة والفصل الأول.
وراجع مقدمة English Eassays by. J.H. Lobban.
وراجع لنخبة من كبار الأدباء Modern literary Essays.
(3) راجع 19، 25، Eassy Writing Rhetoric and Prosody by Egerton Smithp.
(4) راجع كتابنا نشأة النثر الحديث وتطوره, ففيه بحث مستفيض عن تطور المقال الأدبي.
وفي ذلك يقول جورد يونج G. Young في كتابه مصر Egypt (5) مشيرًا إلى تقرير اللورد "دفرين" ونصحه لسلطة لاحتلال بمصر أن ترخي العنان للصحافة، وإن نصيحته قد وجدت أذنًا صاغية حتى "أهمل قانون سنة 1881 إهمالًا تامًّا, ونالت مصر حرية صحفية لا عهد لشمال أفريقية أو غرب أسيا بها" انظر ص 108-178.
(6) كانت جريدة الأهرام في ذلك الوقت تحارب الإنجليز؛ لأنها كانت تعمل لحساب الفرنسيين، وفي ذلالشعب "19128مايو " تصف الأهرام وسك تقول جريدة ياستها:
"إن سياستها عثمانية مصرية تدافع عن صالح فرنسا في مصر؛ سواء كانت اقتصادية أو سياسية, وأحيانًا تشتد في نقدها كأكثر الصحف الوطنية تطرفًا".
(7) حاضر العالم الإسلامي ج4 ص10.
(8) 14 فبراير سنة 1889.
(9)مجلة الجامعة لفرج أنطوان ج1 ص82.
(10) المشير عدد 103.
(11) العوامل الفعالة في الأدب العربي الحديث لأنيس المقدسي ص8.
(12) وقد قال في هذا التغير حسين شفيق المصري صاحب "المباحث السياسية": "المؤيد الذي يقرأ الآن غير المؤيد الذي كان المصريون يحبونه, والشيخ علي يوسف صاحب المؤيد الحاضر غير الشيخ علي يوسف الذي حمل على الأعناق بعد حكم قضية التلغراف المشهورة, فقد تغيرت الحال مع الصحيفة وصاحبها، والبون بعيد بين اجتماع الوطنيين لتوقير أم الصحف وأبي الصحفيين, وبين إجماعهم للنداء بإسقاطهما في الحضيض الأسفل، وليس الإقرار بهذه الحقيقة من الأمور التي تسر الوطنيين" راجع تاريخ الصحافة العربية "للفيكونت فيليب دي طرازي" ج3 ص38.
(13) الشيخ علي يوسف صاحب المؤيد، ولد بقرية بلصفورة بمدينة جرجا سنة 1863, من أسرة شريفة أخنى عليها الدهر، ودرس في الأزهر مدةً إلّا أن ميله الأدبي صرفه عن إتمام دروسه به، وأنشأ في سنة 1887 "مجلة الآداب" أسبوعية في ثماني صفحات، ولكنها اهتمت بالدراسات القديمة، وحررت بأسلوب يعلو على جمهرة القراء، فتعثرت في خروجها، ثم أسس جريدة المؤيد في أول ديسمبر سنة1889، فكانت أول جريدة مصرية يومية كبيرة، وراجت رواجًا عظيمًا, وفي سنة 1913 أسند للشيخ علي يوسف مشيخة السادة الوفائية، فاستقال من جريدته، ومات بعد ذلك في سنة 1913, وكان الشيخ "علي " قوي العزم, أديبًا متلافًا وقد أثار زواجه من بنت السيد عبد الخالق السادات ضجةً عظيمةً؛ لأن السيد عبد الخالق عده دونه في الحسب والنسب، وشغلت الصحف بذلك وقتًا طويلًا، وقد رمي بالتعصب الديني، ولكنها تهمة يشيعها من لم يفهموا سياسة ذلك الوقت, والعوامل التي حركت الصحافة, والدوافع التي جعلت من بعض المسلمين متعصبين,
وسنخصه بترجمة مطولة في أحد الأجزاء التالية -إن شاء الله, على أننا ترجمنا له ترجمة وافية بمجلة الكتاب, عدد يولية 1948, وفي كتابنا "دراسات أدبية".
(14) راجع تطور الصحافة لإبراهيم عبده ص152.
(15) من كتاب المؤيد المشهورين بجانب صاحبه، جميل مدور، وعبد الحميد الزهراوي، والشيخ عبد القادر المغربي، ومحمد كرد علي، ومحب الدين الخطيب، والمنفلوطي، وحافظ عوض, ومحمد أبو شادي، وإمام العبد وسليمان فوزي "صاحب الكشكول".
(16) تاريخ الصحافة العربية - الفيكونت فيليب دي طرازي, ج3 ص40.
(17) الإسلام والتجديد, تعريب عباس محمود ص218.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|