المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

كيف وصل ابليس الى جنة آدم
9-11-2014
عوامل تخفيف الغضب عند الأطفال
7/12/2022
المساواة بين الأطفال
17-6-2016
سنتيمتر زئبق cm Hg
3-5-2018
منشـآت الدولـة والمرافـق العامـة بيـن التأميـم والخصخصـة 4
11-7-2021
الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر
7-03-2015


هل في مراسيم عاشوراء عمل حرام شرعاً ؟  
  
3192   12:15 صباحاً   التاريخ: 24-6-2019
المؤلف : الشيخ عبد الوهاب الكاشي .
الكتاب أو المصدر : مأساة الحسين (عليه السلام) بين السائل والمجيب
الجزء والصفحة : ص146-151.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016 3299
التاريخ: 28-3-2016 3073
التاريخ: 28-3-2016 3293
التاريخ: 7-5-2019 4000

أكثر ما يثير الاستغراب والتساؤل في مظاهر عاشوراء عند الشيعة هو ما يقوم به بعضهم من مظاهر عزائية قاسية تتصف بالعنف أحياناً مثل اللطم على الصدور العارية والضرب على الظهور والأكتاف المجرّدة بالسلاسل الحديدية الجارحة وإدماء الرؤوس بالسيوف وغير ذلك ممّا يثير الاستغراب لدى البعض بل يثير الاستهجان والانتقاد لدى البعض الآخر ويتساءلون : لماذا يفعل هؤلاء هكذا بأنفسهم ؟ ولماذا لا يمنعهم العلماء ورجال الدين ؟ وهل أنّ هذه الأعمال جائزة شرعاً وصحيحة بحسب العرف العقلائي ؟

والجواب على هذا السؤال هو : إنّ تلك الأعمال من حيث الأصل مباحة شرعاً إذا كان القيام بها لهدف مشروع وغرض عقلائي ولم يترتّب عليها ضرر كبير أو خطر على حياة الإنسان . هذا ما يقوله العلماء مراجع التقليد العُليا في كلّ زمان ومكان .

هذا من حيث الأصل وأمّا قيام الشيعة بها في عاشوراء فهو أولاً : لأغراض عقلائيّة مشروعة وبدافع الحبّ والولاء الشديد للحسين (عليه السّلام) ؛ فهم بتلك الأعمال يعبّرون عن تأسّيهم بالحسين (عليه السّلام) ومواساتهم له في تحمّل ألم الجراح وجريان الدماء وفي نفس الوقت يمثّلون بها دور العمل الفدائي في سبيل قضية الحسين (عليه السّلام) التي استشهد دفاعاً عنها ويظهرون استعدادهم للتضحية من أجلها بكلّ غال وعزيز .

بالإضافة إلى أنّها ـ أي تلك الأعمال ـ عندهم كتظاهرة كبرى ضد أعداء الحسين (عليه السّلام) الذين يخطّئون الحسين (عليه السّلام) في قيامه ضدّ الدولة الاُمويّة ويبررون إقدام يزيد على قتل الحسين (عليه السّلام) وهؤلاء موجودون بيننا وفي عصرنا بكثرة .

ومن جهة اُخرى : هي كتأييد عملي ودعم شعبي لثورته المقدّسة وبالتالي هي استنكار صارخ للظلم والعدوان وتأييد للتحرر والإصلاح في كلّ زمان ومكان . كيف لا ومظاهر القسوة والعنف في أعمال الاحتجاج أمر متداول في عصرنا هذا ؟! فكم نسمع عن أشخاص أحرقوا أنفسهم حتّى الموت وأضربوا عن الطعام حتّى أشرفوا على الموت كلّ ذلك احتجاجاً على ظلم أو اعتداء فلم يسخر منهم شباب العصر بل يعتبرونهم بذلك أبطالاً مناضلين ولكن إذا قام شيعة أهل البيت بما هو أقل من ذلك وأبسط اتّهموا بالسخف والرجعية والوحشية . . . لماذا ؟

أضف إلى ذلك أنّ قيامهم بتلك الأعمال هو بمثابة تدريب وتمرين على خلق الروح النضالية وعلى عمل التضحية والاستشهاد عندهم ؛ ليكونوا دائماً وأبداً على استعداد تام لتلبية نداء الحقّ وداعية الثورة الإصلاحية العلميّة في أي وقت .

لا شك أنّ الروح النضالية الفعّالة والمعنوية العسكرية الراقية لا تتحقّقان لدى شباب الاُمّة بمجرد بعض التمارين الخالية الجوفاء والتمثيليات الفارغة التي لا تخلق سوى جيشاً انهزامياً فرّاراً غير كرار يصدق عليهم قول الشاعر العربي القديم :

وفي الغزواتِ ما جرّبتُ نفسي         ولكنْ في الهزيمة كالغزالِ

ويصدق عليهم قوله تعالى : {إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنّهُمْ خُشُب مُسَنّدَة يَحْسَبُونَ كُلّ صَيْحَة عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوّ} [سورة المنافِقُون : 4] .

أجل إنّ الاستهانة بالموت تحتاج إلى تهيُّؤ وتدريب جدّي وتمارين شاقّة خشنة وإلاّ فالواقع ما قاله البطل الثائر زيد بن علي بن الحسين (عليه السّلام) : ما كره قوم حرّ السيف إلاّ ذلّوا .

والخلاصة : هي أنّ هذه دوافع الشيعة وأهدافهم لدى قيامهم بتلك الأعمال في عاشوراء وهي كما تراها دوافع مشروعة وأهداف عقلائيّة نافعة .

هذا مع العلم بأنّهم لا يرون فيها ضرراً ولا يحسون منها خطراً على صحتهم ولا على حياتهم حسب ما يؤكدونه هم أنفسهم القائمون بتلك الأعمال وحسب ما يشاهد منهم بالوجدان بل الثابت منهم وعنهم عكس ذلك أي إنّهم قد يستفيدون من بعضها فوائد صحية .

نعم قد تقع بعض الأخطاء من قبل بعض القائمين بتلك الأعمال أو من بعض المشرفين عليها فتؤدي عفواً إلى بعض الأضرار البسيطة وذلك نادراً والنادر الشاذ لا يُقاس عليه . أمّا إذا أيقن أحد بحصول ضرر بالغ على نفسه من تلك الأعمال فلا يجوز له خاصة أن يقوم بها حتماً .

هذه خلاصة وجه نظر الشيعة ورأي علمائهم الكبار والمطابقة لفتاوى مراجعهم العُليا في النجف الأشرف وغيرها منذ خمسين عاماً أو أكثر حتّى اليوم . وتلك الفتاوى مجموعة ومدوّنة مع ذكر تواريخها وبنصوصها التفصيليّة في ضمن بعض الكتب المؤلّفة حول موضوع الشعائر الحسينية أو في كراسات خاصّة مطبوعة يمكنك الاطّلاع عليها إذا شئت .

ولا أعلم مرجعاً دينياً من مراجع التقليد عند الشيعة سُئل عن حكم هذه الأعمال العزائية في عاشوراء إلاّ وأجاب بالجواز والمشروعية هذا مع العلم بأنّ هذه الأعمال كانت تجري ويقوم بها الشيعة أيّام عاشوراء منذ قديم الزمان وتحت سمع وبصر كبار العلماء السابقين أرباب الكلمة النافذة واليد المبسوطة أمثال الشيخ المفيد والكليني والصدوق والسيد المرتضى والسيد الرضي والشيخ الطوسي والسيد مهدي بحر العلوم الكبير والشيخ جعفر الكبير والشيخ الأنصاري . . . وهكذا إلى عصرنا هذا أمثال الميرزا النائيني والسيد أبي الحسن والشيخ كاشف الغطاء والسيد الحكيم وغيرهم فكانوا يؤيّدون تلك الأعمال ويدعمونها ماديّاً ومعنويّاً .

وفي هذا دلالة كافية على جواز تلك الأعمال ومحبوبيتها شرعاً وفيه أيضاً قناعة كافية لمَنْ يطلب الحقّ ومعرفة الواقع بدون تعنّت وتصلّب واستبداد في الرأي .

أمّا الناقدون والمعارضون لتلك الأعمال العزائية فليس عندهم سند منطقي ولا قاعدة عامّة عقلائيّة يصح الاستدلال بها في معارضتهم لها فإنّهم يقولون مثلاً : إنّ القيام بهذه الأعمال توجب السخرية والاستهزاء بهم من قبل الأجانب .

ونقول في الجواب : إنّ السخرية والاستهزاء والاشمئزاز من قبل بعض الناس على عمل ما لا يثبت فساد ذلك العمل ولا يقتضي تركه لمجرد ذلك ولا توجد قاعدة عقلائيّة تقول : إنّ كلّ عمل أثار السخرية من قبل شخص أو أشخاص فذلك العمل باطل فاسد يجب تركه ؛ لا لشيء سوى استهزاء بعض الأشخاص البعيدين عن معرفته وحقيقته .

ولا يوجد عاقل في العالم يؤمن بأنّ محض السخرية ومجرّد الاستهزاء بشيء ما سبب كاف وعلّة تامة لفساد ذلك الشيء ؛ إذ لو كان الأمر هكذا لوجب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في بدء الدعوة أنْ يترك الرسالة والدعوة إلى الإسلام ؛ لأنّ قريش صارت تستهزئ به وتسخر من دعوته وتشمئز منه لذلك أو لوجب عليه أنْ يترك الصلاة على الأقل ؛ لأنّها كانت أكثر ما في الإسلام إثارة لسخرية المشركين واستهزائهم منه بها .

فهل ترك الصلاة ؟ طبعاً كلاّ بل أقول لو كان مجرّد استهزاء البعض على القيام بعمل ما يبرّر تركه لكان يلزمنا نحن المصلّين في هذا العصر أن نترك الصلاة ؛ لأنّها أصبحت موضع سخرية واستهزاء من قِبل أكثر الشباب والمتمدنين من أهل زماننا هذا فهل يصح تركها لذلك خوف أن يُقال لنا رجعيين ؟!

وها هو الحجاب للمرأة أصبح عيباً وعاراً ومدعاة للسخرية والاتّهام بالرجعية فهل صار حراماً وخلعه واجباً أو جائزاً شرعاً لذلك ؟! وها هي أكثرية النساء في البلاد الإسلاميّة قد خلعن حجابهم وبرزن سافرات فهل أحسنَّ بهذا صنعاً ؟!

وأعود فأكرر القول : بأنّ مجرّد استهزاء ومحض سخرية تصدر من أُناس على أفعال وأعمال أُناس آخرين لا يبرر الحكم على تلك الأعمال بالفساد والسوء حتّى يثبت فساد تلك الأعمال من حيث العوامل والنتائج .

فإذا كان العمل صحيح العوامل والأسباب وصحيح النتائج والثمرات بشكل عام فحينئذ الاستهزاء

به كهواء في شبك : {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد: 17].

وإنّني إذ أقول هذا لا أستبعد أن يكون أكثر هؤلاء المنتقدين للشعائر الشيعيّة الحسينية قد وقعوا تحت تأثير الدعاية الاُمويّة من حيث يشعرون أو لا يشعرون . تلك الدعاية التي نشطت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في كثير من البلدان الشيعية ؛ وبقصد القضاء نهائياً على كلّ أثر من ذكر ثورة الحسين (عليه السّلام) ؛ علماً منهم بأنّ هذه الذكرى هي الوسيلة الوحيدة الباقية للدعوة الصادقة المخلصة إلى الحقّ ومكافحة الباطل .

من إحياء ذكرى الحسين فقط ترتفع أصوات المعارضة الصحيحة ضد الظلم والظالمين ومن هذه الذكرى تنطلق الأضواء الكاشفة فتتسلّط على كلّ زوايا المجتمع ومنعطفات طريق السعادة الاجتماعية ؛ لتلفت أنظار الناس إلى ما أمامها من أخطار وعقبات فيتجنبونها ويواصلون سيرهم بسلام آمنين .

أيّها القارئ الكريم : إنّ ساحة كربلاء يوم العاشر من المحرّم سنة (61) هجريّة كانت أشبه بمسرح تمثيل ؛ في جانب منه قام الحسين (عليه السّلام) وأصحابه بتمثيل أروع دور لمثاليّة الإنسان وأسمى ما يمكن أن يرتفع إليه بروحه وخلقه وأريحيته بحيث لا يبقى في الوجود ما هو أشرف منه وأفضل سوى خالقه العظيم .

وفي الطرف الآخر قام أعداء الحسين (عليه السّلام) بتمثيل أدنى وأسفل درك من الحضيض يمكن أن يتدنّى إليه ويهوي فيه هذا البشر من اللؤم والخبث والقسوة والأنانيّة بحيث يندى منه جبين الوحش ولا يبقى في الوجود ما هو شرّ منه ولا أسوأ مطلقاً . ولا تزال حوادث تلك المعركة هي المعالم الواضحة والحدّ الفاصل والسمات الظاهرة بين الحقّ والباطل وهي المقياس الدقيق لمعرفة الخير من الشرّ إلى أبد الآبدين .

أجل إنّ معركة كربلاء لم تنتهي بنهاية يوم العاشر من المحرّم بل هي لا تزال قائمة بصورها المختلفة وأحجامها العديدة وفصولها المتغيّرة في كلّ زمان ومكان وما دام في الحياة خير وشر وحق وباطل . وما أحسن تصوير الشاعر لهذا المعنى في معركة كربلاء حيث قال :

 كأنّ كلّ مكان كربلاء لدى         عيني وكلّ زمان يوم عاشوراء

فالحسين (عليه السّلام) من وجهة نظر الشيعة وكل الخبراء في العالم إنّما هو رمز الخير والعدل والديمقراطيّة الحقّة والعدالة الاجتماعية والاُمويّون هم رمز الرذيلة والجور والاستبداد والظلم الاجتماعي . وكلّ الأعمال العزائية التي يقوم بها الشيعة أيّام عاشوراء إنّما يعبّرون بها عن دعمهم وتأييدهم للخير والعدل والحقّ واستنكارهم وكرههم للظلم والباطل .

وهذا دليل على وعيهم الاجتماعي ونضجهم السياسي الكامل حسب ما يؤكّده الباحثون وحسبما هو واضح من ثوراتهم التحرريّة عبر تاريخهم الطويل والمليء بالتضحيات .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.