المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Electrolytic capacitors
29-4-2021
الانتقام
28-4-2017
Abu Ali al-Husain ibn Abdallah ibn Sina (Avicenna)
16-10-2015
آفات القطن
2024-09-20
Margin of Error
13-2-2021
التقادم الصرفي
30-4-2017


نعم اللّه في خلق الملائكة للإنسان  
  
2680   06:13 مساءً   التاريخ: 22-4-2019
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص264-269
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /

إن كثرة الملائكة لم تبلغ حدا يمكن تصوره تفصيلا أو إجمالا ، و لهم طبقات و أصناف : منها : طبقات الملائكة الأرضية , و منها : الملائكة السماوية , و منها : حملة العرش العظيم , و منها : المسلسلون , و منها : المهيمنون , و غير ذلك مما لم نسمع اسمهم و رسمهم ، و لا يحيط بهم إلا اللّه - سبحانه -.

فكل صنع من صنائع اللّه في الأرض و السماء لا يخلو عن ملك أو ملائكة موكلين به , فانظر كيف و كلهم اللّه بك فيما يرجع إلى الأكل و الاغتذاء الذي كلامنا فيه ، دون ما يجاوز، و ذلك من صنائع اللّه و افعاله ، و من الوحي إلى الأنبياء و الهداية و الإرشاد و غيرها ، فان استقصاء ذلك ليس من مقدورات البشر .

فنقول : إن كل جزء من اجزاء بدنك ، بل من اجزاء النبات ، لا يغتذي إلا بأن يوكل به سبعة من الملائكة ، هم أقل الأعداد ، الى عشرة إلى مائة ، الى أكثر من ذلك بمراتب.

بيان ذلك : ان معنى الاغتذاء : أن يقوم جزء من الغذاء مقام جزء تلف من بدنك , و هذا موقوف على حركات و تغيرات و استحالات للغذاء ، حتى يصير جزء للبدن ، كالجذب و الهضم و صيرورته لحما و عظما.

ومعلوم أن الغذاء و الدم و اللحم اجسام ليست لها قدرة و معرفة و اختيار حتى تتحرك و تتغير بأنفسها.

ومجرد الطبع لا يكفي في ترددها في اطوارها ، كما أن البُر بنفسه لا يصير طحينا و عجينا و خبزا مطبوخا إلا بصناع ، و الصناع في الباطن هم الملائكة ، كما أن الصناع في الظاهر هم أهل البلد , فالغذاء ، بعد وضعه في الفم إلى أن يصير دما ، لا بد له من صناع من الملائكة ، و لا نتعرض لهم و لبيان عددهم ، و نقول : بعد صيرورته دما إلى أن يصير جزء للبدن ، يتوقف على سبعة من‏ الملائكة ، إذ لا بد من ملك يجذب الدم إلى جوار اللحم و العظم ، إذ الدم لا يتحرك بنفسه ، ولا بد من ملك آخر يمسك الغذاء في جواره ، ولا بد من ثالث يخلع عنه صورة الدم ، و من رابع يكسوه صورة اللحم و العظم و العرق ، و من خامس يدفع الفضل الزائد من الحاجة ، و من سادس يلصق ما اكتسب صفة اللحم باللحم ، و ما اكتسب صفة العظم بالعظم  و ما اكتسب صفة العرق بالعرق حتى لا يكون منفصلا ، و لا بد من سابع يراعى المقادير في الالصاق ، فيلحق بالمستدير على ما لا يبطل استدارته ، و بالعريض على ما لا يبطل عرضه  وبالمجوف على ما لا يبطل تجويفه و هكذا , و يراعى في الالصاق لكل عضو ما يليق به و يحتاج إليه , فلو جمع لأنف الصبي - ملا- من الغذاء ما يجمع على فخذه ، لكبر أنفه ، و بطل تجويفه ، و تشوهت صورته ، بل ينبغي أن يسوق إلى الاجفان مع رقتها و إلى الافخاذ مع غلظتها ، و إلى الحدقة مع صفائها ، و إلى العظم مع صلابته ، ما يليق بكل واحد منها من حيث القدر و الشكل ، و يراعى العدل في القسمة و التقسيط ، و إلا بطلت الصورة ، وتشوهت الخلقة   ورق بعض المواضع و ضعف البعض , فمراعاة هذه الهندسة مفوضة إلى ملك من الملائكة   وإياك و أن تظن ان الدم بطبعه يهندس شكل نفسه ، فان من احال هذه الأمور الى الطبع جاهل ولا يدري ما يقول ، فان أراد من الطبع قوة عديمة الشعور، و يقول : ان كل فعل من هذه الافعال موكول إلى قوة لا شعور لها ، فنقول : ذلك أدل على عظمة اللّه و حكمته و قدرته ، اذ لا ريب في ان ما لا شعور له ليس في نفسه أن يفعل فعلا ما ، فضلا عن ان يفعل أفعالا متقنة محكمة ، مشتملة على الحكم الدقيقة و المصالح الجلية و الخفية , فتكون هذه شروطا ناقصة لإيجاد اللّه - سبحانه- هذه الأفعال بلا واسطة ، أو بواسطة عدد هذه‏ القوى من الملائكة , و على أي تقدير، لا بد من سبعة اشخاص من مخلوق اللّه - سبحانه- مسخرين في باطنك ، موكلين بهذه الافعال ، قد شغلوا بك ، و أنت في النوم تستريح ، و في الغفلة تتردد ، و هم يصلحون الغذاء في باطنك و لا خبر لك منهم ، و كذلك في كل جزء من اجزائك التي لا تتجزأ ، حتى يفتقر بعض الأجزاء - كالعين و القلب - الى أكثر من مائة ملك , ثم الملائكة الأرضية مددهم من الملائكة السماوية على ترتيب معلوم ، لا يحيط بكنهه الا اللّه ، و مدد الملائكة السماوية من حملة العرش ، و المنعم على جميعهم بالتأييد و التسديد و الهداية المهيمن القدوس ، المتفرد بالملك و الملكوت و العز و الجبروت , و من أراد ان يعلم - إجمالا- كثرة الملائكة الموكلين بالسماوات و الأرضين ، و أجزاء النبات و الحيوانات ، و السحب و الهواء و البحار و الجبال و الامطار و غير ذلك ، فليرجع في ذلك إلى الاخبار الواردة من الحجج (عليهم السلام).

ثم لا بد أن يفوض كل فعل من الافعال السبعة المذكورة إلى ملك من الملائكة ، و يكون الموكل به ملكا واحدا على حدة ، و لا يمكن أن يفوض جميعها إلى ملك واحد ، كما لا يمكن أن يتولى انسان واحد سبعة أعمال في الحنطة ، كالطحن و تمييز النخالة ، و دفع الفضلة عنه ، و صب الماء عليه ، و العجن ، و قطعها كسرات مدورة ، و ترقيقها رغفانا عريضة ، والصاقها بالتنور.

اذ الملك وحداني الصفة ، ليس فيه خلط و تركيب من المتضادات , فلا يكون لكل واحد منهم الا فعل واحد ، كما أشير إليه بقوله - تعالى- : {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} [الصافات : 164] ‏ .

 و لذلك ، ليس بينهم تحاسد و تنافس , و مثالهم في تعيين مرتبة كل واحد منهم و عدم مزاحمة الآخر له مثال الحواس الخمس ، و ليس كالإنسان الذي يتولى بنفسه أمورا مختلفة ، و سبب ذلك اختلاف صفاته و دواعيه ، فانه لما لم يكن وحداني الصفة لم يكن وحداني الفعل ، و لذلك ترى أنه يطيع اللّه تارة و يعصيه أخرى , و ذلك غير موجود في الملائكة ، فانهم مجبولون على الطاعة لم تتصور في حقهم معصية ، و لكل منهم طاعة خاصة معينة.

فالراكع منهم راكع أبدا ، و الساجد منهم ساجد دائما ، و القائم منهم قائم أبدا ، لا اختلاف في افعالهم و لا فتور، و لكل واحد منهم مقام معلوم.

وإذ قد ظهر لك عدد ما يحتاج إليه بعض افعال مجرد الاغتذاء من الملائكة الارضية المستمدين من الملائكة السماوية ، فقس عليه سائر افعال الاغتذاء ، و سائر افعالك الباطنة و الظاهرة   فان بيان ذلك ليس ممكنا.

ثم قس على ذلك إجمالا جملة صنائع اللّه و افعاله الواقعة في عالمي الجبروت و الملكوت ، و عالم الملك و الشهادة ، فسماواته و ارضه و ما بينهما و ما تحتهما و ما فوقهما ، فان اعداد الملائكة و الموكلين بها غير متناهية ، كيف و مجامع طبقات الملائكة و انواعهم خارجة عن الإحصاء ، فضلا عن الآحاد الداخلة تحت الطبقات؟.

وقد ظهر مما عرفت من توقف كل نعمة على نعم كثيرة متسلسلة ، الى أن ينتهي إلى اللّه ، و اتصال البعض بالبعض و وقوع الارتباط و الترتب بينهما : أن من كفر نعمة اللّه فقد كفر كل نعمة في الوجود ، فمن نظر إلى غير محرم - مثلا- فقد كفر، ففتح العين نعمة اللّه في الأجفان و لا تقوم الأجفان الا بالعين ، و لا العين الا بالرأس ، و لا الرأس إلا بجميع البدن ، و لا البدن الا بالغذاء ، و لا غذاء الا بالماء و الأرض و الهواء و المطر و الغيم و الشمس و القمر و سائر الكواكب ، و لا يقوم شي‏ء من ذلك الا بالسماوات و لا السماوات إلا بالملائكة , فان الكل كالشيء الواحد ، يرتبط البعض منه بالبعض ارتباط اعضاء البدن بعضها ببعض , فاذن قد كفر كل نعمة فى الوجود ، من ابتداء الثرى إلى منتهى الثريا , و حينئذ لا يبقى جماد و لا نبات و لا حيوان ، و لا ماء و لا هواء ، و لا كوكب و لا فلك و لا ملك ، إلا يلعنه.

ولذلك ورد في الأخبار : «ان البقعة التي يجتمع فيها الناس ، إما تلعنهم إذا تفرقوا ، أو تستغفر لهم» , و كذلك ورد : «أن الملائكة يلعنون العصاة».

وورد : «ان العالم يستغفر له كل شي‏ء ، حتى الحوت في البحر» , و أمثال هذه الأخبار الدالة على ما يفيد المراد خارجة بطرفه عن الإحصاء ، و كل ذلك إشارة إلى أن العاصي بتطريفه واحدة يجنى على جميع الملك و الملكوت.

ثم جميع ما ذكرناه إنما يتعلق بجزء من المطعم ، فاعتبر ما سواه , ثم تأمل هل يمكن أن يخرج أحد عن عهدة الشكر؟ , كيف و للّه في كل طرفة على كل عبد من عبيده نعم كثيرة خارجة عن الإحصاء؟ , فان في كل نفس ينبسط و ينقبض نعمتين ، إذ بانبساطه يخرج الدخان المحترق من القلب ، و لو لم يخرج لهلك ، و بانقباضه يجتمع روح الهواء إلى القلب ، و لو لم يدخل نسيم الهواء فيه لانقطع قلبه و هلك , و لما كان اليوم و الليلة أربعا و عشرين ساعة ، و في كل ساعة يوجد الف نفس تخمينا ، و إذا اعتبرت ذلك و قست عليه سائر النعم ، يكون عليك في كل يوم و ليلة آلاف الوف نعمة في كل جزء من اجزاء بدنك ، بل في كل جزء من اجزاء العالم ، و كيف يمكن احصاء ذلك ، و لذلك قال اللّه - تعالى- : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } [النحل : 18] .

وورد : «ان من لم يعرف نعمة اللّه إلا في مطعمه و مشربه ، فقد قل‏ علمه و حضر عذابه». فالبصير لا تقع عينه في العالم على شي‏ء ، و لا يلم خاطره بموجود ، إلا و يتحقق أن للّه فيه نعمة عليه , و لذلك قال موسى بن عمران : «إلهي! كيف أشكرك و لك علي في كل شعرة من جسدي نعمتان : أن لينت اصلها ، و ان طمست رأسها».




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.