المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6346 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



عجائب المأكولات  
  
2558   05:18 مساءً   التاريخ: 22-4-2019
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص258-261
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-14 554
التاريخ: 1-4-2020 2438
التاريخ: 2024-10-28 537
التاريخ: 9-2-2021 7225

عمدة ما يتوقف عليه الأكل و أصله و مناطه ، هي الاغذية و الأطعمة المأكولة ، و للّه - تعالى- في خلقها عجائب كثيرة لا تحصى ، و أسباب متوالية لا تتناهى.

والاغذية و الادوية من الأطعمة لم يبلغ عددها من الكثرة حدا يمكن احصاؤها و حصرها  فضلا عن بيان عجائبها و أسبابها فنحن نترك الجميع، و تأخذ من جملتها حبة من الحنطة ، و نبين بعض أسبابها و حكمها و عجائبها .

فنقول : قد خلق اللّه في حبة الحنطة من القوى ما يغتذى به كما خلق فيك , فان النبات انما يفارقك في الحس و الحركة دون الاغتذاء ، لانه يغتذى بالماء.

ولا نتعرض لذكر آلات النبات في اجتذاب الغذاء إلى نفسه ، بل نشير إلى لمعة من كيفية اغتذاء الحبة.

فنقول : ان الحبة لا تغتذي بكل شي‏ء ، بل يتوقف اغتذاؤها على ارض فيها ماء.

ولا بد ان تكون ارضها رخوة متخلخلة يتغلغل الهواء إليها ، فلو تركتها في ارض ندية صلبة متراكمة لم تنبت لفقد الهواء , ثم الهواء لا يتسرب إليها بنفسه ، فلا بد من حصول أسباب الريح حتى تحرك الهواء و تضربه و ينفذ فيها بقهر و عنف ، و إليه الإشارة بقوله - تعالى- : {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22] ‏ .

والقاحها انما هو ايقاعها الازدواج بين الهواء و الماء و الأرض , ثم لا يكفي ذلك في انباته في برد مفرط ، فيحتاج إلى حرارة الصيف و الربيع.

فهذه أربعة أسباب ، فان الماء لا بد ان ينساق إلى ارض الزراعة من البحار و الشطوط و الانهار و العيون و السواقي ، فانظر كيف خلق اللّه جميع ذلك.

ثم الأرض ربما تكون مرتفعة لا ترتفع إليها مياه العيون و القنوات ، فخلق اللّه الغيوم ، و هي سحب ثقال حاملات للماء ، و سلط عليها الرياح لتسوقها باذنه إلى أقطار العالم من المرتفعات و المنخفضات ، و ترسلها مدرارا على الاراضي في وقت الربيع و الخريف على حسب الحاجة ثم خلق الجبال حافظة للمياه تنفجر منها العيون تدريجا على قدر الحاجة ، ولو خرجت دفعة لغرقت البلاد ، و هلك الزرع و المواشي , و نعم اللّه - تعالى - و عجائب صنعه و حكمته في السحاب و البحار و الجبال و الامطار لا يمكن احصاؤها و اما الحرارة ، فانها لا يمكن أن تحصل في الماء و الأرض ، لكونهما باردين.

فخلق اللّه الشمس ، و سخرها ، و جعلها - مع بعدها عن الأرض - مسخنة لها في وقت دون وقت ، ليحصل الحر عند الحاجة إليه ، و البرد عند الافتقار إليه ، و هذه اخس حكم الشمس ، و الحكم فيها أكثر من ان تحصى , ثم النبات ان ارتفع على الأرض كان في الفواكه انعقاد و صلابة ، فتفتقر إلى رطوبة تنضجها ، فخلق اللّه القمر، و جعل من خاصيته الترطيب ، كما يظهر لك ذلك إذا كشفت رأسك له في الليل ، فانه تغلب على رأسك‏ الرطوبة المعبر عنها : (الزكام)، فهو بترطيبه ينضج الفواكه و يرطبها ، و يصبغها بتقدير الخالق الحكيم ، و هذا أيضا أخس فوائد القمر و حكمه ، و ما فيه من الحكم و الفوائد لا مطمع في استقصائه ، بل كل كوكب في السماء فقد سخر لفوائد كثيرة لا تفي القوى الشرية بإحصائها.

وكما أنه ليس في اعضاء البدن عضو لا فائدة فيه ، فكذلك ليس عضو من اعضاء بدن العالم لا تكون فيه فائدة أو فوائد كثيرة , و العالم كله كشخص واحد ، و آحاد أجسامه كالأعضاء له ، و هي متفاوتة تفاوت اعضاء البدن ، و شرح ذلك ليس في مقدرة البشر، و كلها مسخرات للّه  سبحانه ، و آثار من قدرته الكاملة ، و رشحات من أبحر عظمته الباهرة ، وليست في انفسها إلا اعدام صرفة.

فأرباب القلوب العارفون باللّه المحبون له ، إذا نظروا إلى ملكوت السماوات و الأرض ، و الآفاق و الأنفس ، و الحيوانات و النباتات ، لا ينظرون إليها إلا من حيث إنها آثار قدرة ربهم  ورشحات صفاته ، و يكون تفكرهم و سعيهم في العثور على عجائبها و حكمها ، و ابتهاجهم و شغفهم لأجل ذلك.

كما أن من أحب عالما لم يزل مشغوفا بطلب تصانيفه ، فيزداد بمزيد الوقوف على عجائب علمه حبا له , فكذلك الامر في عجائب صنع اللّه ، فان العالم كله من تصنيفه - تعالى- ، بل جميع المصنفين أيضا من تصنيفه الذي صنفه بواسطة قلوب عباده ، فان تعجبت من تصنيف  فلا تتعجب من المصنف ، بل من الذي سخر المصنف لتأليفه بما انعم عليه من هدايته و تسديده و تعريفه.

كما إذا رأيت لعب المشعوذ  يترقص و يتحرك حركات موزونة متناسبة ، فلا تتعجب من اللعب   فانها خرق محركة لا متحركة ، و لكن تعجب من حذق المشعوذ المحرك لها بروابط دقيقة عن الابصار.

وقد ظهر أن غذاء النبات‏ لا يتم الا بالماء و الهواء و الشمس و القمر و الكواكب ، و لا يتم ذلك إلا بالأفلاك التي هي مركوزة فيها ، و لا تتم الأفلاك إلا بحركاتها ، ولا تتم حركاتها إلا بملائكة سماوية يحركونها ، و كذلك تتسلسل الأسباب إلى أن تنتهي إلى مسبب الأسباب و غاية الكل ، و ليس لنا سبيل إلى ادراك تفاصيلها و استنباط عجائب حكمها و دقائق مصالحها.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.