المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



سادة أهل الجنّة  
  
2608   11:17 صباحاً   التاريخ: 13-4-2019
المؤلف : إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني.
الكتاب أو المصدر : فرائد السمطين
الجزء والصفحة : ج‏2، ص30-35.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

[في أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و حمزة و جعفرا و عليّا و الحسن و الحسين و المهديّ صلوات اللّه عليهم هم سادة أهل الجنّة].

- أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن عبد الكريم بقراءتي عليه و إجازة منه، قال: أنبأنا المؤيّد بن محمد بن عليّ الطوسي قال:

حدّثني جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري الطوسي المعروف بعباسة سماعا عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرّخزادي، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي، قال: حدّثنا أبو العباس سهل بن محمد بن سعيد المروزي بها، حدّثنا خالي أبو الحسن المحمودي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمران الإرسابندي، حدثنا هدبة بن عبد الوهاب، حدّثنا سعيد بن عبد الجليل، حدّثنا عبد اللّه بن زياد اليمامي، حدثنا عكرمة بن عمار اليماني‏  عن إسحاق بن عبد اللّه ابن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): نحن ولد عبد المطّلب سادة أهل الجنّة: أنا و حمزة [و جعفر] و عليّ و الحسن و الحسين و المهديّ‏ .

- أنبأني الشيخ أبو طالب عليّ بن أنجب بن عبيد اللّه بن الخازن عن كتاب الإمام برهان الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرّزي عن أبي المؤيّد ابن الموفق، أنبأنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقاق‏  قال أنبأنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:

أنبأنا موسى بن عمران عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن عليّ بن حمزة عن أبيه:

عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن عليه السلام فلمّا رآه بكى ثم قال: إليّ إليّ يا بنيّ. فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى، ثم أقبل الحسين عليه السلام فلما رآه بكى ثم قال: إليّ إليّ يا بنيّ. فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى، ثم أقبلت فاطمة عليها السلام؛ فلما رآها بكى ثم قال: إليّ إليّ يا بنيّة فاطمة. فأجلسها بين يديه؛ ثمّ أقبل أمير المؤمنين عليّ [صلى اللّه عليه و آله و سلم‏] فلمّا رآه بكي ثم قال: إليّ إليّ يا أخي. فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن، فقال له أصحابه يا رسول اللّه ما ترى واحدا من هؤلاء إلّا بكيت أ و ما فيهم من تسرّ برؤيته؟ فقال: صلى اللّه عليه و آله [و سلم‏] و الذي بعثني بالنبوّة و اصطفاني على جميع البريّة إنّي و إيّاهم لأكرم الخلائق على اللّه عزّ و جلّ، و ما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليّ منهم؟!.

أمّا عليّ بن أبي طالب عليه السلام فإنّه أخي و شقيقي و صاحب الأمر بعدي، و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة، و صاحب حوضي و شفاعتي و هو مولى كل مسلم‏ و إمام كل مؤمن و قائد كل تقيّ و هو وصيّي و خليفتي على أهلي و أمتي في حياتي و بعد موتي و محبّه محبّي و مبغضه مبغضي و بولايته صارت أمّتي مرحومة، و بعداوته صارت المخالفة له ملعونة؛ و إني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الأمّة به بعدي حتى إنّه يزال عن مقعدي و قد جعله اللّه له بعدي ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضّب منها لحيته في أفضل الشهور شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.

و أمّا ابنتي فاطمة فإنها سيّدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و هي بضعة مني و هي نور عيني و هي ثمرة فؤادي و هي روحي التي بين جنبيّ و هي الحوراء الإنسيّة متى قامت في محرابها بين يدي ربها جلّ جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض و يقول اللّه عزّ و جلّ لملائكته يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيّدة إمائي قائمة بين يديّ ترعد فرائصها من خيفتي و قد أقبلت بقلبها على عبادتي أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار. و إني لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع [بها] بعدي كأني بها و قد دخل الذلّ بيتها و انتهكت حرمتها و غصب حقها و منعت إرثها و كسر جنبها و أسقطت جنينها و هي تنادي يا محمداه فلا تجاب و تستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية فتذكر انقطاع الوحي من بيتها مرّة و تتذكّر فراقي أخرى و تستوحش إذا جنّها الليل لفقد صوتي التي كانت تستمع إليه إذا تهجّدت بالقرآن، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كان في أيّام أبيها عزيزة و عند ذلك يؤنسها اللّه تعالى فيناديها بما نادى به مريم ابنة عمران فيقول: يا فاطمة إن اللّه اصطفاك و طهّرك و اصطفاك على نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربّك و اسجدي و اركعي مع الراكعين، ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض فيبعث اللّه عزّ و جلّ إليها مريم ابنة عمران تمرّضها و تؤنسها في علّتها فتقول عند ذلك: يا رب إني قد سئمت الحياة و تبرّمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي فيلحقها اللّه عزّ و جلّ بي فتكون أوّل من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم عليّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة؛ يقول رسول اللّه [صلى اللّه عليه و آله و سلم‏] عند ذلك:

اللّهمّ العن من ظلمها و عاقب من غصبها و ذلّل من أذلّها و خلّد في نارك من ضرب جنبها حتّى ألقت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك آمين.

و أمّا الحسن عليه السلام فإنّه ابني و ولدي و منّي و قرة عيني و ضياء قلبي و ثمرة فؤادي و هو سيّد شباب أهل الجنّة و حجّة اللّه على الأمّة أمره أمري و قوله قولي، من تبعه فإنّه منّي و من عصاه فإنه ليس منّي و إني إذا نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذلّ بعدي و لا يزال الأمر به حتى يقتل بالسمّ ظلما و عدوانا فعند ذلك تبكي الملائكة و السبع الشداد لموته و يبكيه كل شي‏ء حتى الطير في جوّ السماء و الحيتان في‏ جوف الماء، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون، و من حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، و من زاره في بقعته ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.

و أمّا الحسين عليه السلام فإنّه مني و هو ابني و ولدي و خير الخلق بعد أخيه و هو إمام المسلمين و خليفة ربّ العالمين و غياث المستغيثين و كهف المستجيرين [و] رحمة اللّه على خلقه أجمعين و هو سيّد شباب أهل الجنّة و باب نجاة الأمة أمره أمري و طاعته طاعتي، من تبعه فإنّه منّي و من عصاني فليس منّي، و إني لما رأيته تذكّرت ما يصنع به بعدي كأني به و قد استجار بحرمي و قبري [ظ] فلا يجار فأضمّه في منامه إلى صدري و آمره بامرهة () عن دار هجرتي و أبشّره بالشهادة فيرتحل عنها إلى أرض مقتله و موضع مصرعه أرض كربلاء [موضع‏] قتل و فناء تنصره عصابة من المسلمين أولئك سادة شهداء أمّتي يوم القيامة كأني أنظر إليه و قد رمي بسهم فخرّ عن فرسه صريعا ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما ثم بكى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله [و سلم‏] و بكي من حوله و ارتفعت أصواتهم بالضجيج. ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله اللّهمّ إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي.

ثم دخل منزله.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.