تعريفه : هو اسم مشتق من الفعل على وزن ( أفعل ) للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة معينة وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة .
مثل : أكرمُ ، أحسنُ ، أفضلُ ، أجملُ ، أقبحُ ، ألطفُ ، أبخلُ ، أجبنُ .
ص20
ومنه قوله تعالى : { إذ قَالُوا لَيُوسُفُ وأخُوهُ أَحَبُّ إلى أَبِينَا مِنَّا } يوسف :8 .
وقوله تعالى : { أنا أكثرُ مِنكَ مالاً وأعزُّ نَفَرًا } الكهف :34 .
وتقول : أنس أكرمُ من محمد ، والعصير أفضلُ من القهوة .
ونحو : موسى أبخلُ من محمد .
صياغة اسم التفضيل :
يجب أن تتوافر في الفعل الذي يصاغ منه اسم التفضيل الشروط التالية :ـ
1 ـ أن يكون الفعل ثلاثياً ، مثل : كَرُم ، ضَرَب ، عَلِم ، كَفَر ، سَمِع ، فَهَم .
كقوله تعالى : { هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً } القصص :34 ، من الفعل فَصُح .
وقوله تعالى : { ذلكم أَقْسَطُ عِنَد اللهِ وَأقوَمُ لِلشِّهادةِ } البقرة : 282 ، من الفعل قَسَط . ونحو : أخوك أَعْلم منك ، من الفعل عَلِم.
2 ـ أن يكون تاماً غير ناقص ، فلا يكون من أخوات كان أو كاد وما يقوم مقامهما .
3 ـ أن يكون مثبتًا غير منفي ، فلا يكون مثل : ماعَلِم ، ولا يَنْسى .
4 ـ أن يكون مبنياً للمعلوم ، فلا يكون مبنياً للمجهول ، مثل : يُقال ، ويُعلم .
5ـ أن يكون تام التصرف غير جامد ، فلا يكون مثل : عسى ، ونعم ، وبئس ، وليس ، وحبّذا ، وحرى ، ونحوها .
6ـ أن يكون قابلاً للتفاوت ، بمعنى أن يصلح الفعل للمفاضلة بالزيادة أو النقصان ، فلا يكون مثل : مات ، وغرق ، وعمي ، وفني ، وباد ، وعدم ، وهلك ونجا ، وحم ، وما في مقامها ؛ لأنها أفعال يتساوى فيها جميع الناس .
7 ـ ألا يكون الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنثه على وزن فعلاء ، مثل : عرج ، وعور ، وحول ، وحمر ، فالوصف منها على وزن أفعل : أعرج ومؤنثه عرجاء ، وأعور ومؤنثه عوراء ، وأحول ومؤنثه حولاء ، وأحمر ومؤنثه حمراء وذلك كي لا يلتبس الوصف باسم التفصيل ، فإذا قيل : الوردُ أحمرُ . عُلِم أن أحمر وصف وليست اسم تفضيل .
ملوحظة (1) :ـ فإذا استوفي الفعل الشروط السابقة صغنا اسم التفضيل منه على وزن " أفعل " مباشرة وتسمى الطريقة المباشرة .
ص21
كقوله تعالى : { والفِتنَةُ أكْبَرُ مِن القَتلِ } البقرة :217 .
وقولنا : أنس أَصْدَقُ مِن أحمد . وغيرها من الأمثلة السابقة الذكر .
ملوحظة (2) :ـ أما إذا افتقد الفعل شرطاً من الشروط السابقة فلا يصاغ اسم التفضيل منه مباشرة وإنما يتوصل إلى التفضيل منه بذكر مصدره الصريح مع اسم تفضيل مساعد مثل ( أكثر ، أشد ، أكبر ، أجمل ، أحسن ، ونظائرها . ) وتسمى هذه الطريقة الطريقة غير مباشرة ، ويُعرب المصدر بعدها تمييزاً ، ونلخص ذلك في أربعة قواعد وهي كالتالي :
القاعدة الأولى : إذا كان الفعل غير ثلاثي فنأتي باسم تفضيل ملائم على وزن أفعل ثم نأتي بمصدر الفعل نفسه ، ( اسم تفضيل مناسب + مصدر الفعل غير الثلاثي ) ، نحو : الكويت أَكْثرُ إنتَاجًا للبترول من غيرها .
ونحو : المؤمنون أَشدُ احتمالاً من غيرهم .
القاعدة الثانية : إذا كان الفعل ناقصًا ، نأتي باسم تفضيل ملائم على وزن أفعل ثُمَّ نضع الفعل الناقص مسبوقًا بما المصدرية ، ( اسم تفضيل + ما المصدرية + الفعل الناقص ) ، نحو : الظلم أَوْقعُ ما يكون مؤلمًا .
ونحو : الطالب أَفضلُ ما يصير مجتهدًا .
القاعدة الثالثة : إذا كان الفعل مبنيًا للمجهول فنأتي باسم تفضيل ملائم على وزن أفعل ثُمَّ نضع أن المصدرية وبعدها الفعل المبني للمجهول ، ( اسم تفضيل + أن المصدرية + الفعل المبني للمجهول )، نحو : الأم أحقُ أن تُرعى .
ونحو : المُحسن أَحقُ أن يُكافأ .
القاعدة الرابعة : إذا كان الفعل منفيًا فنأتي باسم تفضيل على وزن أفعل ثم نضع أن المصدرية ثُمَّ الفعل المنفي ، ( اسم تفضيل + أن المصدرية + الفعل المنفي )
نحو : الكلام الرزيل أولى أن لا يُسمع .
ونحو : الأمهات أولى أن لا يشعرن بضيق .
حالات اسم التفضيل وأحكامه
لاسم التفضيل في الاستعمال أربع حالات هي :
ص22
أولاً : أن يكون مجرداً من أل التعريف والإضافة – " نكرة " – وحينئذ يكون حكمه وجوب الإفراد والتذكير أي أنه لا يتبع المفضّل في عددهِ ولا في جنسهِ ، ويُذكَر بعدهُ المفضل عليه مجرورًا بِمن وقد يُحذف ، ولا يطابق المفضّل .
ومنه قوله تعالى : { وَلَعَذابُ الآخِرَة أَشَدُّ وَأبقَى } طه :127 .
ومنه قوله تعالى : { وإِثمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفعِهِمَا } البقرة :219 .
ومثل : محمد أكْبرُ من أخيه ، أو محمد أكبرُ سناً .
ونحو : الأمُّ أَغلى من العيون .
ومثل : البنتان أكبر من أختيهما . فالمفضّل مثنى (البنتان) واسم التفضيل مفرد مذكر .
وكذلك : الأولاد أكبر من إخوانهم . فالمفضّل جمع (الأولاد) واسم التفضيل مفرد مذكر .
ومنه قوله تعالى : { هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الذِين آمنُوا سَبِيلاً } النساء :51 .
وقوله تعالى : { لخلق السَّمَواتِ والأرضِ أَكْبَرُ مِن خَلقِ النَّاسِ } غافر :57 .
وقولنا : رُبَّ صديقٍ أَودّ من شقيقٍ .
ثانياً : أن يكون نكرة مضافاً إلى نكرة ، وحكمة مثل الحالة الأولى ، لكنه لا يؤتي بعده بـ ( من ) ، ويعرب الاسم الذي بعده مضاف إليه .
كقوله تعالى : { وَكانَ الإنسَانُ أَكْثَرَ شيءٍ جَدَلاً } الكهف :54 .
وقوله تعالى : { وللآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وأَكْبَرُ تَفضِيلاً } الإسراء :21 .
وقوله تعالى : { ولا تَكُونوا أَوَّلَ كَافِر بِهِ } البقرة :41 .
وقوله تعالى : { ثُمَّ رَدَدناهُ أَسْفَلَ سَافِلينَ } التين :5 .
ونحو : الكتاب أَفضَلُ صديق .
ومثل : القصة أفضَلُ وسيلة للتخفيف عن النفس .
ونحو : الفقر والجوع أبرَزُ عائقين في طريق التقدم .
وقولنا : الكتابان أفضَلُ صديقين .
ونحو : القصتان أفضلُ قصتين في المكتبة .
ثالثاً : أن يكون معرفاً بأل ، وحكمه وجوب مطابقته للمفضّل ، ولا يذكر بعده المفضل عليه .
ومنه قوله تعالى : { يَومَ الحَجِّ الأَكْبَرِ } التوبة :3 .
ص23
وقوله تعالى : { حَافِظوا على الصَّلواتِ والصَّلاةِ الوُسْطَى } البقرة :238 .
وقوله تعالى : { مِن الذِين استَحقَّ عَلَيهمُ الأَوْليانِ } المائدة :107 .
وقوله تعالى : { هل تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إحدَى الحُسْنَيَينِ } التوبة :52 .
وقوله تعالى : { فَأُولئِكَ لَهُم الدَّرَجَاتُ العُلَى } طه :75 .
وقوله تعالى : { ولا تَحزنُوا وَأنتُمُ الأَعْلَونَ } آل عمران :139 .
ونحو : خليل هو الأصغر سنًا ، فالمفضل مفرد مذكر واسم التفضيل مفرد مذكر .
ومثل : الطالبة هي الصغرى سنًا ، فالمفضل مفرد مؤنث واسم التفضيل مفرد مؤنث .
ومثل : الطالبان هما الأصغران سناً ، فالمفضل مثنى مذكر واسم التفضيل مثنى مذكر .
ونحو : الطالبتان هما الصغريان سنًا .
ونحو : الطالبات هن الصغريات سنًا .
ونحو : الطلاب هم الأصاغر سنًا أو الأصغرون .
رابعاً : أن يكون مضافاً إلى معرفة ، وحكمة جواز المطابقة وعدمها ، وامتناع مجيء مِن والمفضل عليه بعده .
ومنه قوله تعالى : { فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقينَ } المؤمنون :14 .
وقوله تعالى : { وَلتجدَنَّهُم أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَيَاةٍ } البقرة :96 .
وقوله تعالى : { وَقَالت أُولاهُم لأُخراهُم } الأعراف :39 .
وقوله تعالى : { وَكَذلِكَ جَعلنَا في كُلِّ قَريَةٍ أَكَابِر مُجرِمِيهَا ليمكُرُوا فِيهَا } الأنعام : 123 .
ونحو : فاطمة أفضلُ النساء ، أو فاطمة فُضلى النساء .
ونحو : أنس أفضلُ الرجال .
ونحو : كانت لهجة قريش أفصحُ أو فُصحى اللهجات العربية .
وقولنا : قرأت الخبر في كُبريات أو أكبر الصحف .
ومثل : المحمدان أفضلُ الطلاب ، أو المحمدان أفضلا الطلاب .
ومثل : الفاطمتان أفضلُ الطالبات ، أو الفاطمتان فضليا الطالبات .
ونحو : إن سيادة العدالة هي الطريقة المُثلَى لأمن الناس .
يُعرب اسم التفضيل حسب موقعة في الجملة .
ـ نحو : شعراء المهجر أكثرُ تأثيرًا .
ص24
شعراء : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف .
المهجر : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
أكثر : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
ـ ونحو : الشاعران شوقي وحافظ أبرزُ علميين .
الشاعران : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .
شوقي : بدل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
وحافظ : الواو حرف عطف وحافظ اسم معطوف مرفوع .
أبرز : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف .
علميين : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه مثنى .
ـ ونحو : ولله المثل الأعلى .
الواو : حسب ما قبلها ، واللام حرف جر والله : لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ، وشبة الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم .
المثل : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
الأعلى : نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره .
ـ ونحو : فهاتان الصفتان الصدق والسيادة تحققان المنهجين الأمثلين للنجاة .
تحققان : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وألف الاثنين ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل .
المنهجين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى .
الأمثلين : نعت منصوب وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى .
فوائد في غاية الأهمية :
هناك ثلاثة أسماء تفضيل جاءت على غير قياس أي لم تأتِ على وزن أفعل وهي :ـ ( خير ، وشر ، وحَبّ ) .
هذه الألفاظ قد ترد بمعنى التفضيل أو بمعنى لغير التفضيل .
والضابط في التمييز بين المعنيين هو السياق فإذا كانت خير بمعنى أفضل وشرّ بمعنى أسوأ وحبّ بمعنى أحبّ فهي أسماء تفضيل وإلا فلا .
ومن الأمثلة التي وردت بمعنى التفضيل ( أي تعتبر اسم تفضيل ) :ـ
قوله تعالى : { قَولٌ مَّعرُوفٌ وَمَغِفرة خَيرٌ مِّن صَدَقةٍ يَتبعُها أَذَى } البقرة :263 .
وقوله تعالى : { والآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقَى } الأعلى :17 .
ص25
وقوله تعالى : { قَالَ أَنتُم شَرٌّ مَّكاَناً } يوسف :70 .
وقوله تعالى : { وَتَزوَّدُوا فإنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى } البقرة :197 .
وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - " المُؤمِن القوي خَيرٌ مِن المؤمِن الضعيف " .
ونحو : ابنك حَبٌّ إليّ من الآخرين .
وقولنا : الصلاة خَيرٌ من النوم .
ومن الأمثلة التي وردت ليست للمفاضلة ( أي لا تعتبر اسم تفضيل ) :ـ
كقوله تعالى : { فوقاهم الله شّر ذلك اليوم } الإنسان : 11، ( مصدر ) .
وقوله تعالى : { وما تنفقوا من خَيرٍ فإن الله عليم } البقرة : 273 ، ( مصدر ) .
ونحو : خَيرُ الله عمَّ الجميع ، ( مصدر ) .
ونحو : وعرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر يقع فيه ، ( مصدر ) .
ونحو : ترى بعَر الآرام في عرصاتها ... وقيعانها كأنه حَبُّ فُلفل . ( اسم )
ومثل : ما تفعل من خيرٍ تجده . ( مصدر )
قد يكون التفضيل بين أمرين في صفتين مختلفتين ، مثل : العسل أحلى من الخل .
والمعنى المراد أن العسل في حلاوتهِ يزيد على الخل في حموضته .
ونحو : الصيف أحر من الشتاء .
إذا كان الفعل معتل الوسط بالألف ترد هذه الألف إلى أصلها في التفضيل.
نحو : قال – أقول ، وعام – أعوم ، وساد – أسود ، أي أكثر سيادة ، وباع – أبيع ، وهام – أهيم ، وسار – أسير . أي أكثر شيوعاً من غيره.
قاعدة : دائماً ما بعد اسم التفضيل إذا كان منصوباً يُعرب تمييزًا .
هنالك كلمات تفضيل شاذة لقد شذت عن القواعد السابقة وهي :ـ
1 ـ أقفر ، ورد شاذاً ؛ لأنه من فعل رباعي ( أقفر ) بمعنى خلا .
2 ـ أعطى ، ورد شاذاً ؛ ( أعطى ) .
3 ـ أسود ، ورد شاذاً ؛ لأن الصفة المشبهة منه على وزن أفعل ومؤنثه فعلاء .
4 ـ أخصر ، ورد شاذاً ؛ لأنه من الفعل المبني للمجهول ( أختصر ) .
ص26