القرآن الكريم ليس معجزاً ببلاغته لأنه يفتقد لنهج الفصاحة والبلاغة على الأُصول والقواعد العربيّة |
550
08:47 صباحاً
التاريخ: 17-1-2019الإ
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2019
682
التاريخ: 18-1-2019
896
التاريخ: 14-11-2016
1516
التاريخ: 17-1-2019الإ
512
|
[نص الشبهة] : لمّا كانت الفصاحة والبلاغة القرآنيّة هي الأساس الأوّل في الإعجاز القرآني ، ولمّا كان للعرب قواعد وأُسُس لتلك الفصاحة والبلاغة ، تشكّل المقياس الرئيسي لديهم في تمييز ما هو بليغ وفصيح عن غيره ، نجد أنّ بعض آيات القرآن الكريم تأتي خلافاً لتلك القواعد ، أو لا تنطبق عليها تمام الانطباق ، وعليه فإنّ القرآن الكريم يفتقد لنهج الفصاحة والبلاغة على الأُصول والقواعد العربيّة ، فهو إذن ليس معجزاً ببلاغته .
[جواب الشبهة] سوف نكتفي بمناقشة أصل الفكرة والأساس الذي تقوم عليه هذه الشبهة ، ونفي إمكان الاعتماد على هذا الأساس في الطعن بإعجاز القرآن فنقول :
1 ـ من خلال مراجعة تاريخ تأسيس قواعد اللغة العربيّة نجد أنّها ظهرت في زمن لاحق لنزول القرآن الكريم ، وذلك عندما بدرت الحاجة إلى هذه القواعد خوفاً على اللغة العربيّة والنص القرآني الذي نزل على نسَقِها ، من الاختلاط والضياع نتيجة اتّساع نطاق الدعوة الإسلاميّة ، وامتداد رقعة دولتها ، وتداخل العرب بغيرهم من الشعوب الأعجميّة . ولم يُثبِت لنا التاريخ مبادرةً قبل مبادرةِ أبي الأسود الدؤلي تحت إشراف وإرشاد الإمام عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أيّام خلافته .
على أنّ عمليّة وضع قواعد اللغة العربيّة كانت عبارة عن اكتشاف قام به بعض المهتمّين بشؤون اللغة العربيّة ، على أساس ما كان يتّبعه العرب من أساليبٍ في البيان والنطق خلال كلامهم ، وليس اختراعاً أوّليّاً من قِبل واضعي اللغة العربيّة . إذاً فكلام العربي الأصيل هو المصدر الأساسي في بناء القاعدة اللغويّة وصياغة تفصيلاتها ، والقرآن الكريم كان في مقدّمة تلك المصادر المعبّرة عن الكلام العربي الأصيل ، بل أوثقه وأبلغه على الإطلاق . لذا نجد أنّ جميع ما وصلنا من صياغات لقواعد اللغة العربيّة كانت تجعل القرآن الكريم مقياساً يحكم عليها بالصحّة أو الخطأ . وهذا هو الذي يجب أنْ ننحوه في لحاظ قواعد اللغة العربيّة وليس العكس .
2 ـ يُضاف إلى ذلك أنّنا لم نجد ما بين نزول القرآن الكريم وحتّى اكتشاف وتدوين قواعد اللغة العربيّة أنّ التاريخ قد نقل لنا نقداً أو مطعناً في بلاغة القرآن وبيانه صدر من العرب المعاصرين لنزوله ، وهم أهل البلاغة والفصاحة وذوو الخبرة والمعرفة المحيطة باللغة العربيّة ، رغم شدّة عداء العديد منهم للرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وتكذيبهم لنزول الوحي الإلهي عليه بالقرآن الكريم .
بل نجدهم على العكس من ذلك ، فقد أذعنوا لعظمة بلاغة القرآن الكريم واستسلموا لجمال بيانه الساحر ، حتّى وصفه بعضهم لشدّة تأثّره به بأنّه سِحر ، كنايةً عن مدى إيمانه بدقّة انسيابه البياني وانسياقه التعبيري ، بشكلٍ يفوق مطلقاً ما هو مألوف لديهم من صيَغ البلاغة والبيان والتعبير .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|