أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014
1707
التاريخ: 26-1-2023
1703
التاريخ: 18-11-2014
2058
التاريخ: 8-7-2016
6840
|
مرّ... ضلال مدعي أهل السنة والجماعة في مجال المحكم والمتشابه، كذلك
المعتزلة وشيوخها وإن كانوا أقل انحرافا إلا أن مبالغتهم بإطلاق العنان للعقل،
جعلهم يجانبون الحق ؟! بينما والحق يقال يتجلى كل الحق في فهم أئمة أهل البيت
عليهم السّلام لحل المشكلة الكبرى في تفسير المحكم وللمتشابه ، وكيف لا وهم أعدال
الكتاب والثقل الثاني لخلافة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الحقه من بعده ؟!
فقد أثر عنهم عليه السّلام نفي وجود آية متشابهة لا يمكن معرفة مدلولها الحقيقي،
بل الآيات التي لم تستقل في مداليلها الحقيقة على معرفة تلك المداليل بواسطة آيات
أخرى- كما هي طريقتهم عليهم السّلام في تفسير القرآن ببعضه - وهذا معنى إرجاع
المحكم إلى المتشابه. فإن ظاهر قوله تعالى {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى} [طه : 5]. وقوله {وجاءَ رَبُّكَ} [الفجر : 22].
يدل على الجسمية كما أوهم الأشاعرة وغيرهم
من مدعي السنة والجماعة، وقالوا بأن اللّه تعالى مادة، ولكن لو رجعنا إلى قوله
تعالى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [الشورى : 11]. علمنا أن الاستواء والمجيء ليسا بمعنى الاستقرار
في مكان أو الانتقال من مكان إلى مكان آخر (1).
أقول : وهكذا يتبين لنا مدى مجازفة ومغامرة
الخائض في التفسير وهو يدعي أن كل ما عنده والحق وإن فسر برأيه وقصور اجتهاده، عند
ما يتشابه عليه المتشابه ويضل في ردّه الصحابي وتابعيه وإن اجتمعوا وادعوا ذلك!
بينما هو واضح التفسير عند أهل ذكره والراسخون في العلم ووارثي علوم جدهم رسول
اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؟!! وذلك لأنهم عليهم السّلام أخذوا عند ما قال
صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وهو يصف القرآن الكريم : «وأن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا، ولكن
نزل يصدق بعضه بعضا، فما عرفتم فاعلموا به وما تشابه عليكم فآمنوا به» (2).
وقال أمير المؤمنين علي عليه السّلام : «يشهد بعضه على بعض وينطق بعضه
ببعض» (3).
وقال الإمام الصادق عليه السّلام : «المحكم ما يعمل به والمتشابه
ما اشتبه على جاهله؟!» (4).
وفي هذا الصدد يجعل الإمام الرضا عليه
السّلام ميزانا للهدى والضلال في تفسير المحكم والمتشابه ، عند ما قال : «من ردّ متشابه القرآن إلى
محكمه هدي إلى صراط مستقيم» ثم قال : «إن في أخبارنا متشابها لتشابه القرآن فردوا متشابهها إلى محكمها
ولا تتبعوا متشابهها فتضلوا» (5).
إن هذه الأحاديث خاصة الأخيرة منها صريحة في
أن الآيات المتشابهة هي الآيات التي لا تستقل في مدلولها بل لا بد من ردها إلى
الآيات المحكمة.
ومعنى هذا أنه ليس في القرآن آية لا يمكن
معرفة معناها بطريق من الطرق ؟! ولكن هيهات لمن قاده التعصب الأعمى لمذهبه ورجاله
ورأيه أن يصل بالأمة إلى نور الحق ، وإن استخدم الشعارات المختلفة اتفاق وإجماع
السلف من أهل السنة والجماعة وأئمة أهل التفسير وغيرها، وفي المقابل يتهم الآخرين
بالضلال والبدع ... الخ.
______________________________________
(1)
للمزيد راجع : القرآن في الإسلام- للطباطبائي - ص 38.
(2) الدر المنثور : 2/ 8.
(3) نهج البلاغة ، الخطبة : 131.
(4) تفسير العياشي : 1/ 162.
(5) عيون الأخبار : 1/ 290.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
مكتبة العتبة العباسية.. خدمات رقمية متطورة وجهود لتلبية احتياجات الباحثين
|
|
|