أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-6-2018
897
التاريخ: 26-1-2018
636
التاريخ: 9-10-2017
707
التاريخ: 9-10-2017
610
|
خلع المستعين والصلح مع المعتز :
بعد المقاومة البطولية التي أبداها سكان بغداد والشجاعة العظيمة والمقدرة العالية في الدفاع عن مدينتهم ، وكتب لهم النصر أول الامر ، ولكن بسبب انحراف محمد بن عبد الله بن طاهر عن الخليفة المستعين بالله وتعاونه مع بعض القادة الترك مثل وصيف وبغا (1) وانضمام أغلب الترك والفراغنة والمغاربة الى المعتز (2) واستحواذ الترك على المواد الغذائية الموجهة من الرقة (*) وتوجيهها الى منازلهم بسامراء (3) ومنع الاتراك الناس من الانحدار الى بغداد ، وقلة المال، إذ كان المستعين قد خلف ببيت المال بسامراء نحو خمسمائة ألف دينار وفي بيت مال أمه ألف ألف دينار، وفي بيت مال العباس بن المستعين قيمة ستمائة ألف دينار ، فضلاً عن شدة الحصار ، كل ذلك أدى الى ضعف موقف الخليفة المستعين بالله رغم استماتة أهل بغداد وتضحياتهم (4) . ولكن طيلة القتال والحصار الاقتصادي على بغداد أدى الى ضعف معنويات البغداديين حتى ألحوا على محمد بن عبد الله بن طاهر في طلب الصلح ورفع الحصار (5) .
أما شروط الصلح فكانت تتضمن الامان للمستعين ولأهله وما حوته أيديهم من أملاك على أن ينزل مكة هو ومن شاء من أهله وان يقيم بواسط الى وقت مسيره الى مكة (6) وأن يدفع اليه مالاً معلوماً قدره خمسون ألف ديناراً، ويقطع غلة ثلاثين ألف دينار في السنة (7) . وكذلك يخلع المستعين بالله نفسه من الخلافة وان يوليها للمعتز (8) .
لقد تألم الناس كثيراً للحال الذي وصلت اليه الخلافة، بعد أن استولى الترك على مقاليد الامور (9) ومدح بعض أهل بغداد المستعين واستفضعوا ما أرتكبه الترك بحق الخليفة وتخليهم عنه والغدر به إذ قال شاعرهم يصف الحالة:
لبس الخـــــلافة واستجـد محبةّ *** يقضي أمــور المسلمين جميعاً
وتجــــانف الاتراك عنــه تمرداً *** أضحــى وكان لا يراع مروعا
غدروا به، مكروا به، خانوا به *** لزم الفراش وحالف التضجيعا (10)
________________
(1) الطبري، الرسل والملوك، ج9، ص 341؛ ابن تغري بردي ، النجوم الزاهرة ، ج2، ص 331.
(2) الطبري، الرسل والملوك ، ج9، ص 290؛ ابن الاثير ، الكامل، ج7،ص 145.
(*) الرقة: هي مدينة مشهورة على الفرات ، معدودة على بلاد الجزيرة ، الا انها من جانب الفرات الشرقي، فتحها القائد عياض بن غنم سنة 17هـ، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب .
ياقوت الحموي، معجم البلدان ، ج3، ص 58ـ 59.
(3) الطبري، الرسل والملوك ، ج9، ص 287.
(4) المصدر نفسه، ج9، ص 282، 284؛ ابن الاثير ، الكامل، ج7، ص 143.
(5) المصدر نفسه، ج9، ص 366؛ ابن الاثير ، الكامل، ج7، ص 158.
(6) الطبري، الرسل والملوك ، ج9، ص 344؛ المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص 165؛ ابن الاثير، الكامل ، ج7،ص 161.
(7) الطبري، الرسل والملوك، ج9، ص 343؛ اليعقوبي ، تأريخ ، ج2، ص 351.
(8) الطبري، الرسل والملوك، ج9، ص 344؛ المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص 165.
(9) اليعقوبي، تأريخ، ج2، ص 351؛ الطبري، الرسل والملوك ، ج9، ص 443.
(10) الطبري، الرسل والملوك ، ج9، ص 350.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|