أهميـة تـحسيـن الجـودة
المؤلف:
أ . د . علاء فرحان طالب م . م زينب مكي محمود البناء
المصدر:
استراتيجية المحيط الازرق والميزة التنافسية المستدامة
الجزء والصفحة:
ص247 - 249
2025-11-27
20
* أهمية تحسين الجودة
يعد (نجم, 2001) برامج تحسين الجودة من المهام الأساسية لإدارة الجودة خاصة وإن للجودة تأثيراً على سمعة المنظمة وقدرتها على المنافسة ويمكن أن نحدد الأسباب التي تؤدي إلى اهتمام المنظمات ببرامج تحسين الجودة بالآتي:
1. السمعة
أن السمعة الجيدة والشعور الودي للمستهلك حيال المنظمة هو انعكاس مباشر لجودة منتجاتها، بينما تكون السمعة الضائعة نتيجة مباشرة للجودة الرديئة لهذا فان حماية المنظمة لسمعتها يتطلب التحسين المستمر لجودة منتجاتها بما يحقق أفضل إشباع لحاجات المستهلك ورغباته.
2ـ المسائلة القانونية
ان تحمل المالكين أو الإدارة للمسؤولية القانونية عن أية أضرار او خسائر مادية او بشرية تنجم عن الجودة الرديئة للمنتجات، يجعلهم يجدّون في البحث عن كل ما يؤدي إلى حمايتهم من المساءلة القانونية، خاصة إن بعض التشريعات أخذت تمنع استخدام بعض المواد الكيميائية أو المضرة صحياً أو بيئياً في المنتجات مما يفرض على المنظمات البحث عن مواد بديلة تساعد على تحسين جودة منتجاتها.
3 ـ الكلفة
إن كلفة الجودة الرديئة عالية جداً سواء في معالجة الإخفاق الداخلي (الخردة، إعادة العمل) أو الخارجي (برامج تحسين السمعة المتضررة، واستبدال المنتجات التالفة) وغيرهـا مـما يجعل من برامج تحسين الجودة ذات نتائج اقتصادية ايجابية في خفض كلفة الإخفاق بالجودة.
4. الإنتاجية
إن المعدات ذات جودة أدنى أو مواد أو عمل أو منتجات ذات جودة أدنى تعني إنتاجها أدنى, وبالمقابل فان معدات أو مواد أو عمل أو منتجات ذات جودة أعلى تعني انتاجية أعلى, لان كفاءة المنظمة تتحدد بإنتاجيتها، لهذا فان برامج تحسين الجودة تكون ضرورية لزيادة إنتاج المنظمة.
لذلك فأن (1996,Adam& Roland )يقسما العوامل التي تؤثر على الجودة إلى نوعين وهما:
1- عوامل داخلية.
2- عوامل خارجية.
ويعد التركيز على هذين العاملين من أسباب نجاح المنظمة كذلك يرى بأن المنظمة عبارة عن نظام يتعامل مع العوامل الخارجية مثل الزبائن والبائعين واعتبارهما العنصران الأساسيان اللذان يؤثران على الجودة ويجب على المنظمة أن يكون اعتمادها الأساس على تحقيق رغبات الزبائن الذي تستند إليه أهداف الجودة. أما العوامل الداخلية التي تؤثر على الجودة مثل المديرين والعمال والموارد والتسهيلات والعملية الإنتاجية والمعدات والمكائن وجميعها تؤثر على جودة المنتج.
أن ترجمة رغبات الزبائن إلى مقاييس جودة يتطلب من التسويقي تحديد ماذا يريد الزبون بالضبط من خلال دراسة سلوكه وترجمة هذا السلوك في كيفية وضع التصميم الملائم للمنتج الذي يشبع ويرضي رغبات الزبون بالمستوى المطلوب، لذلك لابد هنا من التنويه إلى مفهوم سلوك الزبون ومراحل القرار الشرائي لدى الزبون. وأوضح (Kraiweski& Ritzman1993) قرار الشراء لدى الزبون لا يتم بصورة عشوائية بل يمر بعدة مراحل وهي:
1- مرحلة الإحساس بالحاجة لدى الزبون التي لابد من إشباعها.
2- مرحلة البحث عن المعلومات المتعلقة بالمنتجات المتاحة في الأسواق وإجراء عملية مفاضلة من حيث الجودة والسعر
3- مرحلة تقييم المعلومات السابقة فيما يتعلق بجودة المنتج وسعره ووضع المعايير اللازمة التي على ضوئها يتم تحديد البديل للشراء.
4- قرار الشراء وهنا اختيار أحد المنتجات أي اختيار الأفضل من حيث الجودة والسعر، أو حسب أي أسبقية تنافسية كانت.
5- تقييم الحالة ما بعد الشراء وهنا يتم تقييم القرار الذي اتخذه الزبون هل كان صحيحاً أم لا؟ لأجل أن يشعر هذا الزبون بالرضا عن القرار المتخذ.
ان تحقيق رضا الزبون وإيجاد ميزة تنافسية في الأسواق العالمية يعتمدان بدرجة كبيرة على السلع والخدمات المقدمة لتلك الأسواق، لذلك يعد مبدأ التركيز على العملية الإنتاجية احد الاستراتيجيات المهمة التي تعتمدها اغلب المنظمات الصناعية حيث تقوم هذه الاستراتيجية على تنظيم الأجهزة والمعدات, وقوة العمل حول عملية تقليل فرص الضياع والذي ينعكس على العملية بشكل ايجابي ويجعلها بشكل مرن وقابلة للاستجابة لرغبات الزبون المتغيرة وبالتالي يحقق للمنظمة زيادة في الإنتاجية والارتقاء في مستوى الجودة، وهو الشيء الذي تعمل من اجله كافة المنظمات الصناعية والخدمية على السواء. ومن خلال ذلك يتضح أن الجودة هي نظام يستخدم بشكل أمثل مجموعة من الفلسفات الفكرية المتكاملة والموارد المالية والبشرية ويلتزم بتقديم قيمة للزبائن من خلال ايجاد بيئة يتم فيها تحسين وتطوير مستمر لمهارات الافراد ولنظم العمل مع الالتزام بارضاء الزبون ودعم العمل الجماعي، ومن ثم تحقيق اهداف المنظمة الاستراتيجية وامتلاك ميزة تنافسية مستدامة.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في الادارة الاستراتيجية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة