آيات القرآن الواردة في كون أغلب الناس من المنحرفين
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج2/ص93-96
2025-11-12
49
جاء في الآية 100، من السورة 5: المائدة: {قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ والطَّيِّبُ ولَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}[1]، {إِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}[2]، فلو كانت أصوات الأغلبيّة على الحقّ، ينبغي، في هذه الحالة، استفتاء مشركيّ قريش حول دعوة النبيّ الأكرم في مكّة. ومن المؤكّد أنّ رأى هؤلاء هو قتل النبيّ وتقطيعه إرباً إرباً، كما نجد ذلك عند ما اجتمع أهل الحلّ والعقد ورؤساء مكّة في دار الندوة، وبعد التشاور، أصدروا أمراً بقتله، فجمعوا أشخاصاً من مختلف القبائل للقيام بهذه المهمّة.
وعلى هذا النمط صمّمت أغلبيّة المشركين، بعد التشاور والأخذ برأي أهل الحلّ والعقد مثل أبي سفيان، على تجهيز الجيوش من مكّة إلى المدينة لقتال رسول الله والمسلمين، واجتثاث جذور الإسلام، واقتلاع القرآن. والاعتداء على أعراض المسلمين ونواميسهم، فكانت معركة بدر، واحد، والأحزاب وأمثالها، وكانت تلك الخسائر الفادحة كلّها.
كان هذا هو المستوى الفكريّ لأهل الجاهليّة، وظلّ هذا المبدأ متداولًا بين الناس على مرّ العصور، وإن اختلفت مظاهره في كلّ عصر. ولم يكن هذا معروفاً فقط عند القبائل التي عاشت في عصر النبيّ، بل كان سائداً عند جميع الامم والقبائل، إذ كانت الأصوات الجاهليّة والأفكار الماديّة هي الأساس في تخطيطهم. ولذلك كانوا يناوئُون الأنبياء ويدخلون معهم في نفاق وصراع.
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ[3].
وعلى هذا فقد كان أغلب الناس في جميع العصور من المنحرفين والمصلحين. وقد ذكر الله تعالى في سورة الشعراء عادات امم ثمانية من الأنبياء في ثمانية مواضع (قوم محمّد خاتم النبيّين صلى الله عليه وآله وقوم موسى، وقوم إبراهيم، وقوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم شعيب) وتطرّق إلى تعامل هؤلاء مع أنبيائهم، وقال في آخر كلّ موضع:
{وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}[4]، وكذلك قال: {فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ}[5]، وبشأن قوم نبيّنا، قال أيضاً: {وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ}[6]، {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}[7]، {وَ ما أَكْثَرُ النَّاسِ ولَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[8]، وقال في ثلاثة مواضع من القرآن: {وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ}[9]، وقال في موضع: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}[10]، وكذلك قال: {بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ}[11]، {لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ ولكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ}[12]، وقال في مواضع اخرى: {وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ}[13]، {وَ أَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ}[14]، {فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً}[15]، وقال أيضاً بأنّ أكثر الناس يفسقون: {وَ أَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ}[16]، {وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ}[17]، {وَ أَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ}[18]، وقال كذلك: {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ}[19]، وقال في ثلاثة مواضع اخرى: {وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ}[20]، {وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ}[21]، {وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ}[22]، وقال أيضاً بأنّ أكثرهم يتّبعون الظنّ، ولا يقين عندهم في أعمالهم {وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا}[23]، وقال بأنّ أكثرهم من الجهّال: {وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}[24].
وقال كذلك بأنّ أكثرهم لا يعقلون، ولا يستعملون فكرهم: {وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}[25]، وقال أيضاً بأنّ أكثر الناس لا يسمعون كلام الحقّ ودعوة الحقّ: {كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، بَشِيراً ونَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ}[26]، {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ}[27]، وقال كذلك: أنّ كثيراً من الناس غافلون عن الآيات: {وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ}[28]، وجاء في أربعة وعشرين موضعاً من القرآن المجيد أنّ أكثر الناس لا يعلمون. ففي تسعة مواضع ورد بهذا اللفظ: {وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[29]، وفي تسعة اخرى، جاءَ بهذا اللفظ: {وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[30]، في خمسة مواضع، ورد بهذا اللفظ: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[31]، وفي موضع واحد، ذُكر بهذا اللفظ: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ}[32].
[1]الآية 116، من السورة 6: الأنعام.
[2]الآية 119، من السورة 6: الأنعام.
[3]الآية 87، من السورة 2: البقرة.
[4]الآيات، 8، 67، 103، 121، 129، 158، 174، 190، من السورة 26: الشعراء.
[5]الآية 42، من السورة 30: الرّوم.
[6]الآية 106، من السورة 12: يوسف.
[7]الآية 7، من السورة 36: يَس.
[8]الآية 103، من السورة 12: يوسف.
[9]الآية 17، من السورة 11: هود؛ والآية 1، من السورة 13: الرعد؛ والآية 59، من السورة 40: غافر
[10]الآية 100، من السورة 2: البقرة.
[11]الآية 70، من السورة 23: المؤمنون.
[12]الآية 78، من السورة 43: الزخرف.
[13]الآية 8، من السورة 30: الروم.
[14]الآية 83، من السورة 16: النحل.
[15]الآية 50، من السورة 25: الفرقان.
[16]الآية 59، من السورة 5: المائدة.
[17]الآية 102، من السورة 7: الأعراف.
[18]الآية 110، من السورة 3: آل عمران.
[19]الآية 243، من السورة 2: البقرة.
[20]الآية 17، من السورة 7: الأعراف
[21]الآية 60، من السورة 10يونس؛ الآية 73، من السورة 27: النمل.
[22]الآية 102، من السورة 7: الأعراف.
[23]الآية 36، من السورة 10: يونس.
[24]الآية 111، من السورة 6، الأنعام.
[25]الآية 103، من السورة 5: المائدة.
[26]الآيتان 3 و4، من السورة 41: فصلت.
[27]الآية 44، من السورة 25: الفرقان.
[28]الآية 92، من السورة 10: يونس.
[29]الآية 187، من السورة 7: الأعراف؛ الآية 21، من السورة 12: يوسف؛ الآية 38، من السورة 16: النحل؛ الآية 6 و30، من السورة 30: الروم؛ الآيتان 28 و36، من السورة 34: سبأ؛ الآية 57، من السورة 40: غافر؛ الآية 26، من السورة 45: الجاثية
[30]الآية 37، من السورة 6: الأنعام؛ الآية 131، من السورة 7: الأعراف؛ الآية 34، من السورة 8: الأنفال؛ الآية 55، من السورة 10: يونس؛ الآيتان 13 و57، من السورة 28: القصص؛ الآية 49، من السورة 39: الزمر؛ الآية 39، من السورة 44: الدخان؛ الآية 47، من السورة 51: الطور.
[31]الآيتان 75 و101، من السورة 16: النحل؛ الآية 61، من السورة 27، النمل؛ الآية 25، من السورة 31: لقمان؛ الآية 29، من السورة 39: الزمر.
[32]الآية 24، من السورة 21: الأنبياء.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة