فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

فَرقٌ كبيرٌ بينَ الدَّعوى و الحَقيقَةِ، فما يَدَّعيهِ المُدَّعِي يحتاجُ إلى الدَّليلِ في إثباتِ دَعواهُ، والإيمانُ باللهِ واليومِ الآخِرِ لَهُ لوازِمُ وآثارٌ يُستَدَلُّ بوجودِهِ في مُدَّعِيهِ، لَقَدْ ورَدَتْ رواياتٌ عديدةٌ عَنِ النَّبي الأكرَمِ والعِترَةِ الطاهرةِ تُبَيّنُ حقيقةَ الإيمانِ وآثارِهِ ولوازمِهِ مِنها:

أوّلاً: إنَّ الإيمانَ هُوَ ثَمَرَةُ توحيدِ اللهِ ومَعرِفَتِهِ، وبالتّالي فإنَّ المؤمنَ تكونُ عَلاقَتُهُ باللهِ تَعالى عَلاقَةً مَتينَةً جِدّاً، فيتوكّلُ عَليهِ في كُلِّ أحوالِهِ وأمورِهِ؛ رُوِيَ أنّهُ سألَ رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ) مجموعةً مِنَ النّاسِ قائلاً: ما أنتُم؟ قالوا: نَحنُ مؤمنونَ قالَ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ): فَما حقيقةُ إيمانِكُم؟ قالُوا: الرِّضا بقَضاءِ اللهِ والتّسليمُ لأمرِ اللهِ والتّفويضُ إلى اللهِ تَعالى ...

ثانياً: حَقيقةُ الإيمانِ تَرتَكِزُ على العَملِ والإخلاصِ؛ إذْ (ليسَ الإيمانُ بالتَّحَلّي ولا بالَّتمَنّي ، ولكنَّ الإيمانَ ما خَلَصَ في القلبِ وصَدّقَةُ الأعمالُ) كما يقولُ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ.

ثالثاً: للإيمانِ ثَلاثَةُ مُستوياتٍ: في القَلبِ هُوَ عِبارَةٌ عَنِ المعرِفَةِ، وفي اللّسانِ عِبارَةٌ عَنِ الالتزامِ بالمنظومَةِ القَوليَّةِ الصّادِرَةِ عَنْ أُصولِ الاعتقادِ، وفي السُّلوكِ عِبارَةٌ عَنْ تطبيقِ الشريعَةِ والالتزامِ بلوازِمِ المعرِفَةِ، قالَ النَّبيُّ الأكرَمُ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ): (الإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَقَوْلٌ بِاللِّسَانِ وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ).

رابعاً: الإيمانُ حَقيقَةٌ مِعياريّةٌ تضبِطُ سلوكَ الفَردِ المُسلِمِ وتُقَوِّمُهُ، وتُنَمّي مَلكاتِهِ بِما يؤهِّلُهُ للكمالِ الإنسانيِّ اللائقِ بهِ، فالمؤمنُ يجِبُ أنْ يكونَ صَابراً عندَ الشَّدائدِ والمكارِهِ، وشَكوراً عند الرَّخاءِ وتَوالي النِّعَمِ عَليهِ، قالَ رسولُ اللهِ (صلّى اللُه عليهِ وآلهِ): (الْإِيمَانُ نِصْفَانِ: نِصْفٌ فِي الصَّبْرِ، وَنِصْفٌ فِي الشُّكْرِ).

خامساً:  مِنْ لَوازمِ الإيمانِ أنْ لا يَتزَعزَعَ يَقينُ المؤمنِ مَهمَا تَعصِفُ بهِ الأحوالُ وتَضغَطُ عليهِ الظُّروفُ، يقولُ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ): (إنّ لكلِّ شيءٍ حقيقةً ، وما بلَغَ عبدٌ حقيقةَ الإيمانِ حتّى يَعلَمَ أنّ ما أصابَهُ لَم يكُنْ لِيُخْطِئَهُ وما أخْطأهُ لم يَكُن لِيُصيبَهُ).

سادساً:  يتفاوتُ المؤمنونَ في منازِلِهم الإيمانيّةِ؛ فَمِنهُم مَنْ يَبلُغُ درجةَ التَّعَلُّقِ باللهِ تَعالى والإذعانِ لأمرِ اللهِ بأنْ يتَحَكَّمَ بعَواطِفِهِ وغرائزِهِ ومشاعِرِهِ بناءً على ما يُرضي اللهِ وما لا يُرضيهِ، قالَ رسولُ اللِه (صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ): (لاَ يَحُقُّ العَبْدُ حَقيقَةَ الإيمانِ حَتّى يَغْضَبَ للهِ وَيَرْضى للهِ، فَإذا فَعَلَ ذلِكَ فَقَدِ اسْتَحَقَّ حَقيقَةَ الإيمانِ).

سابعاً:   مِنْ أبرزِ مَظاهِرِ السُّلوكِ الإيمانيّ: الخَوفُ والرَّجاءُ، وهُما جَناحانِ يُحَلِّقُ بِهما المؤمنُ الحقيقيُّ بالأعمالِ الصالحةِ نحوَ منازلِ الآخِرَةِ. قالَ أبو عبدِ اللهِ الصَّادقُ عليهِ السَّلامُ: (لا تَكونُ مؤمِناً حتّى تَكونَ خائفاً رَاجِياً، ولا تَكونُ خائفاً راجِياً حتّى تَكونَ عامِلاً لِما تَخافُ وتَرجُو).

ثامناً:  المؤمِنُ الحقيقيُّ هُوَ مَنْ يتجَنَّبُ السُّلوكَ الأنانيَّ، ويَتَخَطّى منافِعَهُ ومَصالحَهُ الشخصيَّةَ عِبرَ العَطاءِ وعِبرَ المواساةِ والمؤازرةِ لإخوانِهِ ومعارِفِهِ، قالَ الإمامُ الصادقُ (عليهِ السَّلامُ): (لا يكونُ المؤمنُ مؤمناً أبداً حتّى يكونَ لأخيهِ مِثلَ الجَسدِ ، إذا ضَرَبَ علَيهِ عِرْقٌ واحدٌ تَداعَتْ لَه سائرُ عُرُوقِهِ).