فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

لعلَّ أهمَّ هدفٍ يُرادُ بلوغُهُ مِنَ الزواجِ هوَ تحقيقُ حالةِ الاستقرارِ في كُلِّ الأصعِدَةِ والمستوياتِ نفسيّاً وروحيّاً وماديّاً، ويَتِمُّ هذا في ظِلِّ الحياةِ المشترَكَةِ التي ينبغي على الزَّوجينِ العملُ على تحقيقِ تلكَ الحالةِ والسَّعيّ في ديمومتِها.

ومِنَ الثابتِ بالوجدانِ والتجربةِ أنَّ الزوجَ سكنٌ للزوجةِ وبالعكسِ هيَ سَكَنٌ لزوجِها وتجسيدُ هذهِ المُساكَنَةِ والسَّكينَةِ يتجلّى في حاِل إذا ما عَصَفَتْ رياحُ الأزَمَاتِ وتلاطمتْ أمواجُ الحياةِ عُنفاً، وشعرَ أحَدُ الزوجينِ بخطرٍ يُهدِّدُ كيانَهُ فإنَّهما يلجآنِ إلى بعضِهِما البعض لتوفيرِ حالةٍ مِنَ الأمنِ تُمكِّنُهُما مِن مواجهةِ الحياةِ والمُضِيِّ قُدُماً حتى يَدُبَّ الهدوءُ والطمأنينةُ في نَفسَيهِما.

فينبغي أنْ تنمو في الأسرةِ عواطفُ وأحاسيسُ الحُبِّ والعَطفِ والتآزُرِ ليجدَ الأطفالُ كُلَّ تلكَ المعاني الإنسانيةِ الساميةِ والمُدَعَّمَةِ بالرؤيةِ الدينيةِ القويمةِ المُعتَدِلةِ ...

والزوجُ – الرَّجُلُ-وإنْ كانتْ طبيعتُهُ التحمُّلَ والجَلَد ويمتلِكُ حِدَّةً وحزماً في مجالاتٍ مُحدَّدَةٍ، لكنَّهُ لا يُداوي جُرحَهُ إلا حنانُ زوجتِهِ، فلا بُدَّ أنْ تُظهِرَ الزوجةُ النبيلةُ تعاطفَها النفسيَّ معَهُ؛ لأنَّها الأقربَ إليهِ حتى مِنَ الأُمِّ على الرُّغمِ مِن عظمَتِها في الحنانِ، فإنَّ الزوجةَ تستطيعُ أنْ تنفُذَ الى قلبِ الرَّجُلِ كما تفعلُهُ الأمُّ بابنِها الصغيرِ

وإذا افتقرَتِ الأُسرةُ لهذهِ العواطفِ والأحاسيسِ في البيتِ فهذا يعني أنَّ ثَمَّةَ خَلَلٍ في ضَخِّ العواطفِ والحُبِّ مِن قِبَلِ سيّدِ وسيِّدَةِ البيتِ، فستُصبِحُ عَلاقاتُ أفرادِ الأُسرَةِ شَكلاً لا مَعنى لَهُ.

لهذا جاءَ في الكتابِ العزيزِ:

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}

فالعَلاقةُ المثاليةُ بينَ الزوجينِ ينبغي أنْ تُؤَسَّسَ على المودَّةِ والرحمةِ، والمحبّةِ والعَطفِ، وأنْ يَحِنَّ ويَسكُنَ كُلٌّ مِنهُما إلى الآخرِ حتى ينعكسَ ذلكَ على جميعِ أفرادِ الأُسرةِ ويسودَها الحُبُّ في التعامُلِ دائماً.

كما أنَّ افتقادَ الحوارِ والتواصُلِ بينَ الزوجينِ، وسيطرةَ الروتينِ على العَلاقةِ الزوجيةِ قد تؤدي إلى تحوّلِ أجواءِ الحياةِ الزوجيةِ إلى عَلاقةٍ شَكليةٍ تفتقرُ لكُلِّ معاني الحُبِّ والمودَّةِ التي ينبغي أنْ تسودَ في الأُسرةِ وتضمَنَ استمرارَ الحياةِ الزوجيةِ والأُسريةِ ونجاحَهُما.