تختلف معايير الناس في تحديد الرأي الموافق لقناعتهم من عدمه؛ فإن اجتماع الناس يقوم على الموافقة فيما بينهم، فقد جرت طباع الناس بأنهم ينسجمون مع من يتفق معهم في القناعات، أما الاختلاف فإنه يحقق التنافر ويضر بطبيعة العلاقة بينهم.
إن حصول الموافقة معهم يسهل للمرء معاملاته معهم، والدخول إلى قلوبهم ومعلوم بأن الاعتراض والانتقاد يهدم الروابط، كما أن الموافقة يجب أن تتحقق فيها صفة العقلانية، فليس من الصحيح أن يوافقهم المرء ـ بصورة مطلقة ـ على كل فعل يقومون به في سبيل أن يكون مؤتلفا معهم. وليس من الشرع والعقل موافقة الناس في كل شيء حتى يكسب رضاهم؛ لأنهم ما بين شرير وطيب، وحتى يحصل الفرد على ميل الآخرين، ويتحقق توافق بينه وبينهم عليه أن يعتمد هذه الصفات الأساسية:
- التسامح واعتماد التجاوز والعفو يحقق استقطابا للكثير من المتآلفين، عن النبي -صلى الله عليه وآله-: (تعافوا تسقط الضغائن بينكم).
- الإحسان الى الناس، فعن الإمام علي -عليه السلام-: (من أحسن إلى الناس استدام منهم المحبة).
- الابتعاد عن الجدل، فكثير من حواريات الجدل عقيمة، ورد عن الإمام الصادق -عليه السلام-: (إياكم والخصومة، فإنها تشغل القلب، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن).
- التغاضي والتغافل والابتعاد عن ردود الأفعال المستفزة، فعن الإمام الباقر -عليه السلام-: (صلاح شأن الناس التعايش والتعاشر ملء مكيال: ثلثاه فطن، وثلث تغافل).
- الحسد والمنافسة السلبية تنفر الناس، إذ روي عن الإمام علي -عليه السلام-: (من ترك الحسد كانت له المحبة عند الناس).