الإيثار خصلة كريمة ترفع الإنسان إلى أعلى مراتب الإيمان، وعندما يرتفع الإنسان فوق (الأنا) ويضع مصلحة الآخرين فوق مصلحته الخاصة، فلا ريب أنه بلغ مبلغا رفيعا من الصلاح والتقوى. فمن تجرد عن (الأنا) الضيقة وترفع عن دائرتها كانت مرتبته أسمى في دائرة الإنسانية والقيم الأخلاقية، لقد مدح الله عز وجل في كتابه المجيد أهل الإيثار فقال الله عز وجل: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} وقد حث النبي وعترته الأطهار المؤمنين على العمل بالإيثار والمبادرة الى التخلق بهذا الخلق لما له من دور في تعميق الإيمان في النفس وتجذير الألفة والمحبة بين الناس؛ لهذا ورد في فضله وأثره:
- إن الإيثار خلق منبعه الإيمان السليم، قال الإمام علي -عليه السلام-: (الإيثار أحسن الإحسان وأعلى مراتب الإيمان).
- إن الإيثار هدف لكل طالب للكمالات الروحية والتخلق بالسجايا الخلقية الكريمة، قال الإمام علي -عليه السلام-: (غاية المكارم الإيثار).
- الإيثار يطهر النفس الإنسانية من الأنا، ويجعل الفرد معطاء لأجل الآخرة والفوز بالجنة؛ روي عن أبي الطفيل أنه قال: اشترى الإمام علي -عليه السلام- ثوبا فأعجبه فتصدق به، وقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله- يقول: (من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة الجنة).
- الأولوية في الإيثار تكون للمؤمنين؛ لأنهم إخوان الإيمان والعقيدة، ولهذا ورد عن الإمام علي -عليه السلام-: (عامل سائر الناس بالإنصاف، وعامل المؤمنين بالإيثار).
- إن الإيثار يعد من المظاهر العبادية، إذ لا يقصر مفهوم العبادة على إقامة الصلاة والصيام فقط، ولذا ورد عن الإمام علي-عليه السلام-: بأن (الإيثار أفضل عبادة وأجل سيادة)
- الزاهد الإيجابي هو من يحصل على المال ثم يؤثر به الآخرين؛ لا: أنه يبتعد عن الاكتساب والعمل؛ قال الإمام علي -عليه السلام-: (الإيثار زينة الزهد).