يعاني كثير من الأهل من وجود صراع بين بعض الأبناء وخصوصا المراهقين وإخوانهم الصغار. فتشكو الأمهات من تسلط المراهق على إخوانه الصغار بما يظهر على معاملته معهم بالأمر وبالنهي وربما يصرخ عليهم أو قد يضربهم! فيغلب على إخوانه الصغار الخوف منه، والنفور عنه، وعدم الارتياح بوجوده أمامهم، وربما إذا سمعوا صوته يصابون بالذعر.
وتمتد وتنمو هذه العلاقة السلبية بين الإخوان حتى بعد بلوغهم الرشد ويكبرون؛ فنجد سلطة الأخ الكبير على إخوانه الأصغر سنا منه نافذة عليهم.
ولكي يستطيع الأبوان تجاوز هذه الأزمة، ويصححوا من طبيعة العلاقة بين أبنائهم المراهقين وأبنائهم الصغار نقدم هذه النصائح التربوية التي ربما تعين الأهل والمربين على تربية أبنائهم: -
أولا: قد يكون لدى ابنك شعور بالنقص والحاجة للاهتمام والرعاية الخاصة؛ فأشعره بأهميته، وقم بتحفيزه بالكلمة أو الفعل، وركز على اهتماماته وادعمه بصورة خاصة، فإنه سيتفاعل معك ويستجيب لما ترشده إليه، لما حصل عليه من تعزيز للثقة بنفسه، وهذا يجعله يفكر بطريقة مختلفة تجاه إخوانه الأصغر منه.
ثانيا: يرغب الابن المراهق أحيانا في تحقيق أهدافه، كأن يحب شراء كرة قدم أو يشارك في معرض الرسم، أو يسافر في رحلة مع زملائه، فإن على الأب والأهل دعمه في كل أموره، وتنمية روح العزم والإصرار فيه ليواصل طريقه حتى قمة النجاح ليدرك بأن قيمته تكبر في نفوس أهله بما يحسنه وينجح فيه.
ثالثا: لا تقم بتوجيه الإهانة أو العقوبة لابنك أمام إخوته، أو تتعامل معه بنحو من الإقصاء والتهميش واحذر من الصراخ في وجهه أمام الضيوف، وابتعد عن لغة التهديد معه ولا تقارنه بأبناء الجيران أو المعارف فإن كل ذلك يفقده ثقته بنفسه ويجعله محبطا، وربما يكره الأشخاص الذين يهان أمامهم او من تقارنهم به، فيحمل قلبا حسودا حقودا ينعكس على سلوكه وبالتالي على علاقته بإخوانه.
رابعا: المراهق دائما يحاول أن يحاكي نموذجا يتأثر به سواء كان أباه أو عمه أو خاله أو أحد المشاهير؛ لأنه يريد أن يثبت نفسه للآخرين، ويسمعهم صوته ويريهم أداءه لذا فمن الضروري إعطاؤه مساحة يتحرك فيها وإن كان يبدو فيها مزعجا؛ لأنه في طور بناء شخصيته وإثبات ذاته فدعه يقرر بنفسه ويتخذ بعض الإجراءات الخاصة بدراسته أو علاقاته ويواجه عاقبة اختياره.
خامسا: اجعل ابنك المراهق يساهم في شراء بعض الهدايا لإخوانه وخصوصا الأصغر منه في المناسبات كأعياد ميلادهم أو نجاحهم، وبالعكس أيضا مكن أبناءك الصغار من أن يقدموا له الهدايا في المناسبات السعيدة الخاصة والعامة.