إن قيمة كل الفرص في الحياة تنشأ من قيمة فرصة العمر نفسه، فالذي يدرك قيمة هذه الفرصة الكبيرة، يمكن أن يستغل بقية الفرص التي تتاح له في حياته، والذي لا يدرك قيمتها لا يمكن أن ينتفع بسائر الفرص، وإن استغلها لم تنفعه.. لأن من يضيع الجوهرة الثمينة ماذا ينفعه الاهتمام بالحصى والتراب؟!
قيمة العمر تأتي من قيمة العمل، فعمر الإنسان بما أنه يتيح له إمكانية العمل فيه، فهو ذو قدر وقيمة، ولو جردنا العمر من هذه القيمة، أي: لو أصبح هناك إنسان لا يستطيع أن يعمل في الحياة، فلا يستطيع أن يفكر ويكتب ويبني أو يزرع، فإن مثل هذا الإنسان لا قيمة لحياته بل إن الحياة والموت بالنسبة إليه سواء.
وقيمة الإنسان تأتي من قيمة العمل الذي يحسنه، فالذي لا يحسن عملا لا قيمة له.
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا نظر إلى الرجل فأعجبه، قال: هل له حرفة؟ فإن قيل: لا. قال: سقط من عيني.
إن أي هدف في الحياة لا يمكن أن يتحقق إلا بالعمل من أجله، فلا المعجزة ولا الصدفة يمكنهما أن يحققا للإنسان أهدافه وأحلامه.