إن فترة الشباب، ومرحلة تكوين الشخصية والاعتماد على النفس، هي أحد العوامـل لإحراز الشخصية والاستقلال الاقتصادي؛ فـالشـاب يضغط على الجيل السابق لـه ليجد لنفسه مكانا، ويجد عملا، ويفتح طريقا لنشـاطـاتـه الاقتصادية ليحصل على كسب مالي، وهو لا يحصل على الاعتماد على النفس طالما لم يصل إلى هدفه ولم يحصل على عمل، أو أنه لم يحـدد تخصصه الدراسي للحصول على عمل في المستقبل، ويكون قلقا على مستقبله، ویری شخصيته ضعيفة، ومعنوياته مضطربة، وكلما طال هذا الوضع يزداد اضطرابه النفسي. وفي هذه الحالات يصبح الشاب عنيفا، ويعسر التفاهم معه، ويظهر ردود فعل شديدة لأسباب تافهة في محيط العائلة والمجتمع.
وعندما يحصل على عمل يكسب من خلاله عائدات مالية مستقلة يغرق في الفرح والسرور، ويشعر أنه يعتمد على نفسه وله شخصية، وتنتهي أحاسيس القلق ويطمئن قلبه، ويسير بفخر واعتزاز، مرفوع الرأس بين الناس، ويود أن يعرف الناس جميعا أنه قد نال نصيبـا من النجاح، وها هو قد أصبح عضوا نافعا في المجتمع.