إن الحب ومشاعر التودد من الأمور المتجذرة في النفس الإنسانية، وهي أكثر ما يحتاج إليه الأطفال إليه في باكورة أعمارهم، فإذا حرموا منها أصيبوا بأنواع العقد النفسية.
واليتيم أو أطفال الشقاق والفاقدون لأحد الأبوين مؤكد أنهم سيفتقدون لجانب من مصادر العاطفة أما الأب أو الأم.
كما إن الأسرة التي لا يضيء فيها نور المودة والتفاهم والتسامح تظهر على أفرادها الكثير من المشاكل الروحية المؤلمة والأضرار في الروابط الاجتماعية.
فإن الوالدين اللذين يعطيان الود والحنان لابنهم يستطيعان أن يجعلاه يستوعب حب الآخرين وكيف يحبهم؛ أما الطفل الذي لم يتلق عطفا بما يكفيه ولم يذق طعم الحنان فإنه لا يدرك هذه الحقيقة القيمة السامية الطيبة.
فإن الحب الذي يتلقاه الطفل منذ لحظة ولادته يمثل السر وراء تطور القدرات العاطفية والعقلية المستقبلية له.
توجد عدة نقاط لتعميق العاطفة والحب في نفوس الأبناء منها:
- ترسيخ المفاهيم الأساسية لمبدأ قبول الآخر؛ كالاعتدال، واحترام العقائد والقناعات، ونبذ الطائفية والتطرف، وإفهامه بضرورة وجود الآخر وأهميته.
- السماح له بالتعبير عن مشاعره وخصوصا في المناسبات، ومن المفيد أن يحفظ نصوصا تحمل معاني الحب والعاطفة تجاه من يحبهم.
- العناق والتقبيل من الإجراءات التي تثير عاطفة الأطفال وتعمق من لغة الحب في باطنهم، إذ جاء في بيان صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فكان إذا أصبح مسح على رؤوس ولده. وعن الإمام الصادق عليه السلام قال:(أكثروا من تقبيل أولادكم فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة).
- حث الأطفال على مساعدة الفقراء وتقديم المعونة للمساكين والضعفاء، مع تغذيتهم بالقصص الهادفة في هذا المضمار.