فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

إنَّ الخلافاتِ بينَ الزَّوجينِ تُثيرُ في الأُسرَةِ أجواءً كئيبةً و تجعَلُ الروابطَ الأُسريَّةَ مُتَشَنِّجَةً تَهُزُّ أركانَ الكِيانِ الأُسريِّ، وتُحوِّلُ الاتّزانَ الى عَدمِ استقرارٍ وتُنذِرُ بالتَفَكُّكِ، وقد تُؤدِّي إلى إنهاءِ العَلاقَةِ الزّوجيّةِ وتهديمِ صَرحِ البيتِ الزوجيِّ، وهيَ بالإضافةِ الى كونِها عاملاً مُقلِقاً لجميعِ أفرادِ الأُسرةِ بما فيهم الأبناء، فإنَّ لها تأثيراً كبيراً على  المجتمعِ أيضاً ؛ لأنَّ الخلافاتِ الدائمةَ  لا تَبقى حبيسةَ المنزلِ أبداً، وإنَّما تنتَشِرُ مِن خلالِ البوحِ بها أو يُبادِرُ المُقرَّبونَ والمعارفُ الى التدّخُلِ، وهذا بطبيعةِ الحالِ يستَدعِي نقلَ خصوصياتِ الأُسرَةِ وتَتَبُّعَ أطرافِ المُشكِلَةِ وتبادُلَ وجهاتِ النّظرِ حولَ معرفَةِ مَن هُوَ  المُقصِّرُ ؟ ومَنِ المَغبونُ؟ ....

فتَكبُرُ دائرةُ التوتُّرِ و القَلقِ والاضطرابِ لدى أهلِ الزوجِ والزوجَةِ، وتَتَّسعُ دائرةُ أطرافِ المطالبينَ والمُحتجِّينَ، فيتدخَّلُ شيخُ العَشيرة ِوالجَّارُ و الزّملاءُ في العَملِ ورُبَّما يَصِلُ الأمرُ الى الشُّرطَةِ والمحاكمِ والقضاءِ..، وهكذا نَجِدُ أنَّ مشاكلَ هذهِ الأُسرَةِ على صِغَرِ عَدَدِها كم أربَكَتْ فئاتٍ كثيرةً في المجتمعِ، وأشاعَتْ ثقافةَ النزّاعِ، واستغلالِ المُنتَفِعينَ لهذهِ المشاكلِ في المنافعِ الماديّةِ، وتوسيعِ المصالحِ التواصُليّةِ، وكما قِيلَ " مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائِدُ " فينبغي على الزّوجينِ أنْ يُخمِدا نارَ المشاكِلِ في حدودِ المنزِلِ، ولا يجعلانِ مِن سُمعَتِهِما عِلكاً يلوكُ بهِ القاصي والدانِ، وبالتالي يصيرانِ نافذةً سَلبيّةً على المجتمعِ، فَإنَّ اللجوءَ الى الطُّرُقِ العُقلائيّةِ في حَلِّ الخلافاتِ بينَكُما يجعلُكُما تَحفَظانِ سُمعَتَكُما في المجتمعِ، ويُضفي السّعادةَ النفسيّةَ عَليكُما أيضاً، لأنَّ أيَّ مُشكِلَةٍ سَتُحَلُّ -إنْ أردنا فِعلاً إيجادَ الحُلُولِ لَها - عِبرَ الحِوارِ والتّفاهُمِ، و الإصغاءِ للطَّرفِ الآخَرِ، وفَهمِ وُجهَةِ نَظَرِهِ بصورةٍ تامَّةٍ وكامِلَةٍ، ولهذا عَليكُما أنْ تنتبهانِ إلى أُسلوبِ الكلامِ، وأنْ تنتَقِيا كلماتِكُما بعنايةٍ بعيداً عَن خَدشِ المشاعرِ وتهييجِها .

لا تَتَردَّدا بتقديمِ الاعتذارِ قبلَ فتحِ الحديثِ عَنِ القضيّةِ التي تتنازعانِ عَليها، وأَنْ تشحَنا نفسَيكُما بالطّاقةِ الإيجابيّةِ.

إذا لم تَجِدا نفسَيكُما قادرينِ على ضَبطِ أعصابِكُما قَرِّرا تأجيلَ الحِوارِ وجَعلَ هُدنةٍ الى حينِ أَنْ تهدآ وتكونا قادِرَينِ على الحِوارِ الإيجابيِّ.