إن النجاح في تصميم طاحونة هواء وتركيبها وتشغيلها ليس نهاية القصد من الطاقة الهوائية، ففي الغالب لا يشغل المستهلك العادي نفسه بالسؤال عن الطريقة التي يتم بها ضمان ايصال التيار الكهربائي الى منزله أو مكان عمله حسب مواصفات ثابتة، اذ أن ما يهم المستهلك في العادة هو توفر مصدر كهربائي صالح للاستعمال ودائم ما أمكن ذلك وأن لا يعرض أيا من الأدوات الكهربائية التي يستعملها للخطر.
إن البحث عن المكان استخدام الطاقة الهوائية يقتضي بالضرورة دراسة وسائل يصال هذه الطاقة بشكل مأمون الى مواقع لاستهلاك بحيث تلبي احتياجات المستهلكين، وكما نعلم فان استهلاكنا من الكهرباء ليس ثابتاً بل يتغير حسب ساعات النهار، فهناك ساعات يزداد فيها الطلب على الكهرباء بينا يقل الطلب في ساعات أخرى.
إن للطاقة الهوائية مشكلاتها الخاصة في هذا المجال، أن هذه الطاقة ليست ثابتة بل تتغير بشكل كبير نتيجة لاختلاف سرعة الهواء وبالتالي يتغير انتاج المولد الكهربائي، كذلك فالمولدات الكهربائية تعمل بكفاءات مختلفة تحت السرعات المختلفة للهواء، وهو الأمر الذي يساهم في تغير انتاج الكهرباء، ومن الجانب الآخر فهناك طلب متغير على الكهرباء من جانب المستهلك.
إن تحويل الطاقة الهوائية هو تحويل الحركة الناشئة عن دوران عجلة الطاحونة الهوائية الى طاقة كهربائية. وهنا علينا ملاحظة أنه نظرا لان سرعة عجلة الطاحونة متغيرة وتتغير تبعاً لذلك السرعة في المسننات التي تقوم بنقل الحركة، وهذا يؤدي بالتالي الى تغير سرعة المولد الكهربائي، وبالنتيجة يتم الحصول على تيار كهربائي ذي ترددات (ذبذبات) مختلفة، إن تياراً كهذا لا يصلح لتشغيل المعدات والآلات أو اضاءة المصابيح الكهربائية التي تتطلب جميعاً مصدراً كهربائياً ثابت الخصائص، ومن أجل حل هذه المشكلة فقد تقدم بعض العلماء المختصين في مجال التحويل الكهربائي بمجموعة من الأفكار مثل تصميم أجهزة تحويل تنتج تياراً بتردد ثابت بغض النظر عن سرعة المولد الكهربائي نفسه، اضافة الى بعض الأفكار الأخرى التي مازالت قيد البحث والدراسة والتطوير.
أما بالنسبة لتخزين الطاقة فالمقصود من ذلك الاحتفاظ بهذه الطاقة تحت أشكال مختلفة بحيث يمكن استعمالها وتوليد الكهرباء من هذا المخزون عند الحاجة، والطرق المتوفرة حالياً لخزن الطاقة الكهربائية بشكل كهرباء تتمثل بشحن البطاريات واعادة استعمالها عندما تقتضي الحاجة، ولكن من الواضح أن خزن كمية كبيرة من الكهرباء يقتضي استعمال عدد كبير من البطاريات إضافة الى أن للبطارية عمراً محدوداً ويمكن شحنها وتفريغها مرات محدودة، فمثلاً تعمل بطارية السيارة على 12 فولت ولها سعة خزن قيمتها ٥٠ أمبير ساعة، أي أن باستطاعتنا اعطاء تيار كهربائي قوته ٥٠ أمبير لمدة ساعة واحدة، أو ما يعادل 600 واط ساعة، ويمكننا تكوين صورة عن كمية الخزن هذه اذا تذكرنا أن المصابيح الكهربائية شائعة الاستعمال يستهلك الواحد مها ما بين ٦٠- ١٠٠ واط ساعة.
لذلك ومن أجل التغلب على هنه التحديدات فقد تم اقتراح أن تستعمل الطاقة الزائدة عن الطلب أو حتى كل طاقة الطاحونة الهوائية لضغط الهواء في خزانات كبيرة تحت الأرض على ضغوط عالية تصل الى مئات الأرطال على البوصة المربعة، ثم استعمال هذا الهواء المضغوط لتشغيل الطاحونات موصولة مع مولدات كهربائية، وحيث إن سعة خزان الهواء تكون كبيرة في العادة فانه يمكن ضمان أن يكون هناك مخزون من الهواء كاف لتشغيل الطاحونة ومولد الكهرباء لفترة طويلة نسبياً قد تصل الى حوالي أسبوع، وهناك آراء عديدة مطروحة في مجال تخزين الطاقة الهوائية مثل ضخ المياه وخزنها في خزانات.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN