1

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات ثقافية
2007 قصةُ انجاز..
عدد المقالات : 109
2007 قصةُ انجاز..
رياضةُ اليوم في سجلات الماضي

حيدرعاشور
أطلقَ الرياضيُّ الصحفي (قاسم عبد الهادي) صافرته في أعقاب مباراة التحدي، المباراة التأريخية الكبيرة، التي وصف زمنها بزمن اليأس والموت المجاني الذي لازم العراق، لكن وسط بحور الدم السياسي والموت المجاني التي تصنعه الايادي الخفية والمعلنة، استطاعت كرة القدم من اعادة الالق والفرح حين فاز المنتخب العراقي بكأس أسيا في ظروف قاهرة وصعبة جداً.
فالكتاب الذي أعده" الهادي" أطلق عليه (2007 قصة انجاز)، كتاب يشبه الذي زرع البحر نخيلاً فحصد خائباً بعد سني الحرث أملاحاً وقواقع.."والهادي" يخوص وسط الظلام للبحث عن منفذ للتطور لهذه الرياضة العريقة، وهو يشير الى الفترات الذهبية لمنتخبات العراق التي حققت نتائج القمة دائماً. والزمن الآتي أشّرَ خيبات كبيرات للرياضة في العراق بحسرة أبنائه ولسان حالهم: انظروا الى رياضة العراق كيف خذلت بخسارات مريعة لا تليق بالنوارس .. وكم من نتائجها ارتبكت وتأخرت بسبب من لا يعرفون اين تذهب اقدامهم الرياضية فقد ألفوا السير في الاتجاه الذي يوصلهم الى مواقع الظل.. فأصبحت الرياضة بلا قانون يحكمها ولا ضوابط منهجية تسيّرها، وكأن شعارها لا مكان سوى لدعاة التجارة والسياسة والانتهازية .فالرياضة عند هؤلاء ميدان فسيح للابتزاز واستثمار الفرص اياً كان نوعها فلم تقرّ لهم عين حتى ابعدوها عن المخلصين لها لتخلو السوح لهم وقد خلت تقريباً.
"الهادي" بكتابه يبكي على مراحل الابداع الرياضي ويذكر الجمهور والمتابعين والمتلقين ان الرياضة العراقية تخرج دائماً من الرماد كطائر العنقاء.. وهو يقول في مقدمته بمعناه: سأروي قصة الفوز الفريد للعراق بكأس أسيا 2007 رغم كل الصعوبات والممنوعات والحظر الدولي على ملاعب العراق ومنع لاعبيه من اللعب على أرضههم وجمهورهم بل أصبح صديقاً للمطارات الدولية.. وقبل سرد القصة قسم كتابه على اربعة فصول ومدخل عن تاريخ وتأسيس ومشاركات المنتخبات الوطنية.
الفصل الاول تناول فيه منتخب العراق الجديد الذي شكل عام .2005 والفصل الثاني خصصه لأحداث الفوز بكاس اسيا عام 2007 والفصل الثالث خاص بوسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية . والفصل الرابع الحديث عن تاريخ البطولات السبع عشرة (17) اضافة الى (9) مشاركات لمنتخب العراق الوطني.. وكشف سبب عدم مشاركة في البطولات الثمان الاخرى...
قبل الولوج في عمق الاصدار اعتقد ان " قاسم عبد الهادي" كان يفكر بغير الذي جاء في مصادر كتابه.. بل أراد أن يصرخ بوجه الانتهازيين من سياسيي الرياضة بشكل خاص ومحاربيها من السياسيين المتأسلمين بشكل عام.. أن ما تحقق في -كأس أسيا- كشف قدرة العراقي على مجابهة المواقف الكبيرة وان يكون اكبر منها، ليلفظ من نصّبوا انفسهم على مملكة الرياضة التي وصفها " جواو هافيلانج " مرة بأنها طفل جميل في عالم صاخب.. الشيء الذي ما شدني عنوة في مقدمته المفعمة بالتواريخ والارقام، كان يسحبني الى كتابه لمعرفة الحقيقة التي تبدو غائبة عن ذهن الكثيرين ان الدرس العراقي الرياضي الذي لقنْه لاعبونا للسعوديين. وجدتُ شخصياً ان في كأس أسيا 2007 صراعاً بين حالتين حالة الموت وحالة كرة القدم. وما حققه اسود الرافدين على المنتخب السعودي في مباراة الحسم الاسيوي التي جرت على ملعب-بجاكرتا عاصمة اندونسيا- بهدف كالسهم للسفاح العراقي (يونس محمود). رغم أن المنتخب العراقي لعب كل مباراته خارج أرضه وحرم من تشجيع ومؤازرة جمهوره وقد افردت هذه الاجهزة الاعلامية حيزاً كبير من متابعتها للنصر الرياضي العراقي حيث اشارت الى ان العراقيين يقاتلون ويقتلون ويبنون ويذبحون وينتصرون في كل ميادين الحياة بنفس الحماس والقوة التي يحملونها في الدفاع عن وجودهم وحدودهم وعقائدهم ووطنيتهم وهويتهم وعَلمّهم ..
ماذا يوجد في مدخل الكتاب..
تاريخ سر الرياضة العراقية وسر تفوقها، ونظرة عن مفهوم الاهتمام بتطوير الرياضة العراقية منذ اول رأي لدخول كرة القدم للعراق قبل 1917 م وأول مباراة خارجية خاضها العراقيون عام 1951م وهي بعد سنة من انضمامه الى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) سنة 1950م. المدخل ممتلئا بلقاءات رياضية كتبها بصيغة السرد الصحفي الشفاهي وهو ما يميز قلمه بانفرادية .. حتى المقتبس منه حاول ان يوظفه توظيفاً صحفياً لتسهل قراءته وتبيان معلومته المنقولة بدقة متناهية..الممتع في المدخل الاسماء العراقية لأبطال سوح كرة القدم منذ اول نشأتها وهي تخوض تجربتها الكروية في ملاعب عربية وعالمية ومحلية. فتواريخ الرياضة مثيرة لقاعدة الابطال فالمسيرة طويلة وأسماء عملاقة دخلت وخرجت من الملاعب وهي تضع بصمتها جيلا بعد جيل..
لذا يعد الرياضي الصحفي (قاسم عبد الهادي) مؤرشفاً الكترونياً لحقبة من الزمن لم يعشها لانه من تولد 1989 . وذلك بسبب همه الرياضي وهاجسه الوحيد ان يعيد الى الواقع الرياضي ما افتقده منذ احداث 2003 وسقوط الصنم ما استلبه الاخرون غير الاختصاص ويفتح من خلال التأرخة الباب على مصرعيهِ ليشاطر الجمهور وعشاق كرة القدم كل مظلمة ساعدت على اخفاق هذه المسيرة العريقة بالأسماء والبطولات. كأن ما بين كلماته المسطّرة يقول : ما أحوج الوسط الرياضي الى محترف وخبير حاذق يبحر بما تبقى من كرة القدم بسفائنه بكل ثقة واقتدار من دون ان توقفه ريح الواهمين عن الجدف. وما أكثرهم في زمن العشوائيات الرياضية وسراقها بهوية وطن وفاسديها من اجل مصالحهم الخاصة ومؤامراتهم ضد أعظم رياضة وأكبر تاريخ لكرة القدم.
ماذا يوجد في الفصول الأربعة...
عادة تأخذ قصة الكتاب الاول من أي مطبوع اعلامي شكل السرد التفصيلي للفكرة والأسلوب والمعاناة التي ترافق عادة تاريخ عريق كتاريخ كرة القدم وأبعادها التاريخية التي لا يمكن ان ينكرها أحد ..ولا أزعم أنني رياضي محترف مهما راجعت وحاولت ان اقرأ تفاصيل الارقام وقصة كأس اسيا 2007 يمكن ان يمحو من ذاكرتي مواقف بقيت عالقة بذهني فقرّبها" الهادي" أكثر.. وكتاب (2007 قصة انجاز) محاولة استدراك ما فات من بطولات عالمية وعربية ومحلية بالأرقام والتواريخ وجداول البطولات. وكل المحاولات لاستحضار القيمة الكروية العراقية، تنطوي على المجازفة في التوثيق.. فاذا كان توثيق الوقائع الرياضية او احداثها مهمة شاقة، قد يختلف اثنان عليها ممن كانوا قريبين على المشهد الرياضي برمته. وقد تجاوز "الهادي" في ارشفته هذه الصعوبة في المشهد بالآلية التي اتبعها في طرحه وتجميعه لأفضل مواسم كرة القدم وتقريبها من الانجاز الاهم في اسيا 2007 بطريقة المثلى لفهم المراحل الرياضية الموثقة بالاسم والصورة.
دعوة الى القراءة قصة انجاز..
لكل كاتب نزعة انسانية تطورية تحمل ومن خلال نسق كتابته طابعاً يتنازعه الاختلاف والتعقيد. ولكن هذا الكتاب كان جمالياً أكثر مما هو اختلافي اذ ينبغي قراءته خارج نطاق زمكانيته حسب مقولة لكل عصر رجاله من قبيل الفرضيات المقبولة والشواهد المسبوقة بالحدث والصورة .. وبضوء هذا الفهم الذي تناوله الكتاب فان الرياضة سارت من الاعلى الى الادنى وفق مبدأ القطيعة لا المصالحة. وكل ما يريد توصيله " قاسم عبد الهادي" عبر انجازه الرياضي ان يلقي هذا الجهد الرياضي المؤرشف بجهد غير اعتيادي اهتمام القارئ الرياضي بصورة خاصة وغير الرياضي عموماً ففي ذلك مصلحة لتاريخ كرة القدم العراقية.
أعترف كمتلق أن "الهادي" وفّق في تحقيق الجانب التاريخي لكرة القدم بهذا المنجز الذي ربطه بمعيارين للانجاز الاول بدايات القمة والثاني نهاية القمة في 2007.. والسؤال هل هناك رياضة حقيقية بقيت في العراق .. الزمن القادم وحده يجيب قاسم عبد الهادي الرياضي الصحفي الشاب.
جواو هافيلانج : رئيس سابق للإتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا )
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 20 ساعة
2025/10/29م
د.أمل الأسدي (أحياءٌ) كلمةٌ مُحمَّلةٌ بالفاعلية والاستمرار، وهي تقابل (الأموات) وكأنها وردت لتنسف تخوف الإنسان من الموت، وتزيل ذلك التهيّب  من ذكره، تبدد رائحته  التي تباغتك حتی وأنت تتحدث عنه  وقد نهانا الله تعالی أن ننعت الشهداء الذين مضوا في سبيله بأنهم أموات وألزمنا  بحياتهم حين قال:((وَلَا... المزيد
عدد المقالات : 87
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 20 ساعة
2025/10/29م
مسلسل (ليلة سقوط) صورة مغلوطة عن الواقع بقلم مجاهد منعثر منشد صرح دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي- أثناء غزو العراق وتدميره- بأن المعركة بعد غزو العراق واحتلاله هي معركة العقل والوجدان والصورة. نعم نقل الصورة الزائفة في عرض مسلسل (ليلة سقوط) الذي مثله نخبة من النجوم العرب والعراقيين المنحدر... المزيد
عدد المقالات : 382
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/10/26م
لا أدري كيف نشأ لدي هذا التصور، أو من صوّر لي هذا الأمر منذ الطفولة كنت أتصور أن يوم" فرحة الزهراء"يوم مرتبط بالمختار الثقفي،وحين كانت أمي تزيح السواد وتغيره، وترفع الرايات عن مكانها، وتعيد ترتيب الأثاث كما كان قبل المجالس الحسينية، وذلك في يوم التاسع من ربيع الأول، كنت أظن أن هذا اليوم هو اليوم... المزيد
عدد المقالات : 87
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/10/26م
الدستور العراقي: قراءة تحليلية في عدد مواده قبل وبعد التصويت عليه الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 24/10/2025 تمهيد انطلاقًا من الاهتمام الأكاديمي بالشأن العام، ومن موقع المتابعة التحليلية للمسار السياسي والدستوري في العراق على مدى عقود، تأتي هذه الدراسة بوصفها محاولة لتشخيص الخلل البنيوي الذي... المزيد
عدد المقالات : 87
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 20 ساعة
2025/10/29م
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها شاهقٌ، وعينيها بلا جفون في تلكَ الحجرةِ كان الطُهرُ يحمل الطُهرَ رسول الله يضع الحسين في حجره، وكل الملائكةِ يتنعمون برؤية هذا المشهد كيف لا فهما إجابة الله عليهم حين استفهموا علی خلق آدم ليتكم تشاهدون نحيبَ الرسول حينَ... المزيد
عدد المقالات : 87
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2025/08/13م
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط التاريخ أسماءٌ كالشموس، بينما توارت في حنايا الظل أسماءٌ أُخر، لوّحتْ أقلامُها بمِدادٍ من لهيبٍ لا يقلُّ حممًا عن دماء السيوف في ساحات الوغى. أولئك كانوا حَمَلَةَ هَمِّ آل البيت الكرام، فكانت قصائدُهم صرخةَ حقٍّ تُردِّدُها... المزيد
عدد المقالات : 61
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2025/08/13م
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان يعاني من فقرٍ شديد. رغم ذلك، لم يشكُ يومًا ولم يطلب من أحد، بل كان دائم التوكل على الله. في ليلةٍ شتويةٍ عاصفة، ضاعت ماشية أحد أغنياء القرية في الجبال. أرسل الرجل خدمه للبحث، لكنهم عادوا خائبين. حينها، تقدم هشام... المزيد
عدد المقالات : 12
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2025/08/12م
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ وهموم وطنٍ مزقته رياحُ الظلم. إنه ليس مجرد شاعرٍ ينسج الكلمات، بل **مؤرِّخٌ للجرح** بصوته الشعبي الصادق، و**مناضلٌ بالكلمة** في ساحات المواجهة ضد الطغيان. فشعره **سيفٌ مصقول** من حقائق المعاناة، و**مرآةٌ عاكسة** لتاريخ... المزيد
عدد المقالات : 61
علمية
هل خطر في بالك يومًا أننا نعيش داخل مجرة هائلة دون أن نراها بالكامل نحن، الأرض والشمس وكل الكواكب التي نعرفها، لسنا سوى جزء صغير من منظومة ضخمة تُسمى درب التبانة، تمتد لأكثر من 100 ألف سنة ضوئية وتضم مئات المليارات من النجوم والكواكب والسحب الغازية.... المزيد
يعتبر النجم نشأت اكرم من اهم اكتشافات عموبابا حيث لعب موسم 1998-1999 مع نادي صلاح الدين الذي كان يدربه عموبابا وقدم موسم مبهر رغم صغر سنه بعدها قام الاتحاد بتسمية عموبابا مدربا لمنتخب الناشئين عام 2000 فاول شيء فعله عموبابا قيامه باستدعاء نشات اكرم... المزيد
هل تساءلت يومًا كيف يمكن لقمر صناعي يطفو في فراغ الفضاء، بعيدًا عن أي محطة توليد كهرباء أو شبكة طاقة أرضية، أن يستمر في العمل لسنوات وربما عقود دون أن يتوقف عن إرسال بياناته أو بث إشاراته إذا اقتربنا من الإجابة سنكتشف أن السر يكمن في مصدر يبدو... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
علماء السنة يقولون ما أخذنا العطاء حتى...
عبد العباس الجياشي
2024/12/20م     
دور الجغرافية في حماية الغلاف الجوي من...
علي الفتلاوي
2025/08/12م     
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/09/29
صدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، كتاباً توثيقياً حمل عنوان: (تاريخ السدانة في العتبة العباسية...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
2025/09/29
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com