تدخل الفيزياء في الكثير من التقنيات الطبية المستخدمة في تشخيص بعض الامراض واهم هذه التقنيات هي تقنية الرنين المغناطيسي (التصوير الطبي) التي لا تستخدم بها الاشعة السينية او أي اشعة ضارة، بل تتم عن طريق الاستفادة من الخواص المغناطيسية الموجودة أصلاً في جسم الإنسان بشكل طبيعي. تعتمد هذه التقنية على مجال مغناطيسي قوي مع اشعاع راديوي لعمل صورة تفصيلية لأجزاء من جسم الإنسان كالدماغ والعمود الفقري والمفاصل والتي لا يمكن تصويرها بالأشعة السينية.
يعد التصوير بالرنين المغناطيسي من أحد الوسائل المتقدمة التي تُمكن النظر إلى داخل جسم الإنسان الحي، ومن إحدى إيجابيات هذه التقنية هي عدم استخدامها للأشعة التي يمكنها أن تسبب الضرر (مثل ما يحدث في تصوير الأشعة السينية).
يتكون جهاز الرنين من أنبوب كبير يتم إدخال المريض إلى داخله عن طريق سرير متحرك، ويُحيط بالأنبوب مغناطيس دائري عملاق لإنشاء مجال مغناطيسي قوي، مما يؤدي إلى تراص بروتونات الهيدروجين في جسم الإنسان، والتي تأتي من الماء الموجود بنسبة كبيرة في جسم الانسان وتكون قابلة للانجذاب نحو المجال المغناطيسي، ثم دورانها بعد تعرضها للموجات الراديوية التي يصدرها جهاز الرنين، فتنتج عنها إشارات خافتة يتم رصدها من خلال جهاز مستقبل موجود في جهاز الرنين المغناطيسي ليتم تحويلها بعد ذلك إلى صورة للمنطقة المراد فحصها.
أثناء الفحص ينبغي إزالة المجوهرات والمعادن الذي يرتديها المريض بالإضافة إلى ذلك، يُطلب خلع الملابس في حال احتوائها على معادن (أزرار وغيرها) ويتم إعطاءه زياً اخر. بعد ذلك يستلقى الشخص على السرير ليتم إدخاله إلى الجهاز. يستغرق الفحص بين 30 - 40 دقيقة. أثناء الفحص، يُطلب من الشخص الخاضع للفحص عدم التحرك لأن الحركة تؤدي إلى تكوين صورة غير واضحة.
على الرغم من الايجابيات الكبيرة لهذه التقنية الا انها لا تخلو من بعض السلبيات التي تكون مضرة على بعض الاشخاص وخاصة الاشخاص الذين يملكون جهاز معدني او الإلكتروني مزروع داخل اجسامهم كالأطراف الصناعية، وصمامات القلب الصناعية، ومزيل الرجفان القلبي، و جهاز تنظيم ضربات القلب، أو وجود رصاصة، أو شظايا معدنية، التي تؤثر على الصورة أو سلامة المريض. ومن سلبياته الاخرى هو تغيّر مقدار قوة المجال المغناطيسي من فترة لأخرى مما يتسبب بإطلاق صوت مزعج جداً قد يؤذي حاسة السمع إذا لم يتم ارتداء الواقي المناسب للأذن، ويمكن أن يؤدي لتحفيز عصبي يتحول إلى الشعور بوخزات مؤلمة. كما تتسبب الترددات الراديوية المستخدمة في التصوير في ارتفاع درجة حرارة الجسم.
في الوقت الحالي يتم العمل على تطوير جهاز الرنين ليصبح اصغر حجما قابل للحمل والتنقل، وتساعد هذه الأجهزة الجديدة على زيادة كفاءة الكشف عن الإصابة بالأورام والعدوى في الأنسجة الرخوية أو اللينة في الركبتين، والمرفقين، والقدمين.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN