رحب معظم القائمين على ادارة المواكب الحسينية التي توفر الخدمات للمشاركين في زيارة الاربعين لهذا العام بالتوصيات التي اطلقتها المرجعية الدينية العليا مؤخرا، معبرين عن التزامهم الشرعي والاخلاقي بتلك التوصيات الهادفة الى تنقية اجواء الزيارة من أي شائبة قد تحدث.
وكانت المرجعية العليا وعلى لسان ممثلها السيد احمد الصافي قد اطلقت جملة من التوصيات العامة حول آداب الزيارة الاربعينية، التي تناولت الشؤون اليومية التي يتحتم على الزائر مراعاتها قبل وبعد واثناء زيارة الاربعين سيما في مدينة الامام الحسين عليه السلام.
حيث يرى رعد مجبل المكصوصي احد اعضاء موكب شباب ام البنين التابع لمحافظة العمارة قضاء المجر الكبير، ان التوصيات التي اطلقتها المرجعية العليا تعد بادرة حضارية وانسانية وتربوية مهمة، مؤكدا على التزامه ورفاقه في الموكب بتلك التعاليم.
فيقول، "عام بعد عام نلاحظ ان الزيارة الاربعينية تشهد تنظيما وادارة افضل على كافة الاصعدة وهذا الامر يعزى الى الرعاية التي توليها المرجعية العليا وادارة العتبات المقدسة في كربلاء".
وأضاف، "زيارة الاربعين اكبر تجمع بشري في العالم والجهد الذي تبذله العتبة الحسينية بالغ الصعوبة الا ان التوفيق يصاحبها بالنجاح في كل مناسبة دينية كونها مرتبطة بالإمام الحسين عليه السلام".
والمكصوصي ذو الاربعين عاما يشترك ورفاقه بإدارة موكب خدمي يقدم ثلاث وجبات طعام في اليوم، حيث تتقسم اعمال الخدمة فيما بينهم فيقول، "نباشر العمل بالموكب منذ اليوم السابع من شهر صفر وحتى نهايته".
ويضيف، "عدد اعضاء الموكب ثلاثين فردا مقسمين على عدة وجبات". موضحا، "البعض يقوم بالطبخ والبعض الاخر والبعض الاخر يعمل على تهيئة الموكب وترحيب بالزائرين وتقديم لهم الخدمة، في حين يتفرغ البعض لأعمال النظافة وجمع النفايات".
وكان قسم الشعائر والمواكب والهيئات التابع للعتبة الحسينية المقدسة قد اصدر جملة تعليمات لإدارات المواكب حول بعض المعايير المفترض الالتزام بها خلال الزيارة والتي تصب في مصلحة الزائرين.
ونصت التوجيهات على مراعاة إقامة الصلاة في وقتها، وكل في الموقع الذي فيه، وضرورة الالتزام منع استخدام مكبرات الصوت أثناء الصلاة مع مراعاة حدة الصوت وحرمة الشارع المقدس.
ونصت ايضا بالتأكيد على عدم رفع أي صورة للرموز الدينية لكي تكون المناسبة خالصة للإمام الحسين عليه السلام، والمحافظة على الشوارع والممتلكات العامة وعدم نصب الخيم والتكيات فوق فتحات المجاري وعدم رمي مخلفات الذبائح والطعام فيها، وكذلك عدم العبث بأغطيتها لضمان انسيابية تصريف المياه.
الحاج نجم عبد الامير، صاحب موكب شباب فاطمة الزهراء اشاد بالتوصيات والتعليمات الصادرة، مؤكدة توصيات شرعية ملزمة على الجميع التقيد بها للاستفادة منها ماديا ومعنويا.
فيقول، "زيارة العشرين من صفر تعد واجهة العراق والعالم الاسلامي على حد سواء، كونها شعيرة دينية اسلامية هي الاكبر من نوعها في العالمين الاسلامي والعربي وحتى عالميا". موضحا، "لا اعتقد ان العالم يشهد اي تجمع بشري بهذه الكثافة سوى في كربلاء المقدسة".
واضاف، "الالتزام بهذا التوصيات تربية نفسية اسلامية ثقافية تعكس بدورها صورة المشاركين في احياء هذه المناسبة للعالم اجمع من جهة، وتهذب السلوك الانساني للمشاركين من جهة أخرى".
ويشدد الحاج نجم على كون هذه التوصيات تنبع من صلب الاسلام وروحه كونها منطلقة من القران الكريم والاحاديث النبوية والروايات الشريفة المنقولة عن الائمة المعصومين عليهم السلام.
مبينا، "الالتزام بوقات الصلاة وتهذيب السلوك والاهتمام بالنظافة والحفاظ على الممتلكات العامة كلها تعليمات اسلامية تنقلها لنا المرجعية العليا بشكل بسيط".
من جهتهم اعرب العديد من المشاركين سيرا على الاقدام عن ارتياحهم وتقديرهم الكبيرين للتوصيات الاخيرة التي شددت عليه المرجعية العليا، نظرا لما يرون فيها من تسهيلات ورعاية للزائرين.
فترى الحاجه هدى محمد علي الوافدة من دولة الكويت ان تنظيم عمل المواكب الحسينية والزامهم بالسياقات التنظيمية يحد من الفوضى التي كانت تسود في الاعوام السابقة.
مؤكدة على ان الحفاظ على الممتلكات العامة والاهتمام بالنظافة وعدم التجاوز على الطرق من قبل بعض المواكب ورصفها بشكل منظم يخفف العبء والمشقة على زوار الامام الحسين عليه السلام وهم في طريقهم اليه.
في حين اشار الحاج مطلك السوداني الى ضرورة ان يكون القادم الى الامام الحسين متحليا بالأخلاق الاسلامية العليا التي دعت لها المرجعية من قبيل الالتزام بالصلاة وطهارة السريرة والبدن، فضلا عن مراعاة رفقاء السفر وايثارهم على نفسه في الكثير من الاحيان.
واضاف السوداني، "هدف الزيارة التقرب الى الله، والالتزام بمواقيتها هي رسالة الامام الحسين الذي استشهد في سبيلها".