قوله تعالى : {الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ} [طه : 5] .
العرشُ : السريرُ . {ولَهٰا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل : 23] ، وأصول البناء : {فَهِيَ خٰاوِيَةٌ عَلىٰ عُرُوشِهٰا} [الحج : 45] وما يستظل به : {جَنّٰاتٍ مَعْرُوشٰاتٍ} [الأنعام : 141] ، ومنه العريش والبناءُ : {ومِمّٰا يَعْرِشُونَ} [النحل : 68] ، والبسطٌ : {وكٰانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمٰاءِ} [هود : 7] ، وقوام الأمرِ :
[وفيمن سواهم من ملوكٍ وسُوقةٍ]                      دعائم عرش خانه الدهر فانعقر (1)
والملكُ ذا عرشٍ تثلَّمَ جانباهُ (2)
آخر (3) :
إذا ما بنو مروان ثلت عروشها           وأودت كما أودت أياد وحميرُ
- زهير‌ (4) :
تداركتما الأخلاف قد ثل عرشها           وذبيان إذ زلت بأقدامها النّعلُ
فالعرش محدثٌ ، وإنه [تعالى] كان ، ولا مكان . وكونهُ في "كان" بعد "أن لم يكن" ، تغيُّرٌ ، وكلُّ من تغيَّرَ فليس بقديمٍ .
والعرشُ محدودٌ ومحال أن يتكون على المحدود ويماسه ما ليس بمحدودٍ وذلك منفي عن الله تعالى ويقتضي كونه جسما إذ ما ليس بجسم يستحيل منه الكون في المكان . وكونه جسماً يوجب حدوثه والكون على السرير بعد أن لم يكن يكون انتقالا وزوالا ويوجب أن يكون محدثاً . ونمط ما قبل الآية وما بعدها لا يشاكل تفسيرها على السرير ومتى فسر على الملك يُشاكلُ.
______________________
1- قائله : لبيد بن ربيعة العامريّ . انظر شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامريّ : 213 . ومنه صدرُ البيتِ .
2- لم نقف على قائل البيت ولا تمامه . وهو في كتاب الأساس لعقائد الأكياس : 76 منسوب الى رجل من بني كلب برواية :
رأوا عرشي تثلَّم جانباهُ              فلمَّا أن تثلَم أقودوني
3- شرح عقائد الصدوق او تصحيح الاعتقاد : 221 . بلا عزو . مجمع البيان 2 : 428 وفيه : " عروشهم " بلا عزو أيضاً ، وكذا في البدء والتاريخ 1 : 166 .
4- شرح ديوان زهير بن أبي سلمى : 109 .