المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2799 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مدارس اللسانيات ـــ المدرسة التخاطبية  
  
40   03:23 مساءً   التاريخ: 2025-04-28
المؤلف : محمد محمد يونس علي
الكتاب أو المصدر : مدخل إلى اللسانيات
الجزء والصفحة : ص: 99-106
القسم : علوم اللغة العربية / أخرى /

المدرسة التخاطبية: تعد الدراسات التخاطبية امتدادا واستكمالا لجهود المدرسة الوظيفية، وتأتي هذه الدراسات نتيجة طبيعية لشعور المهتمين بها بإخفاق النموذج التقليدي للتخاطب traditional model of communication في تقديم تفسير ناجح لعملية التخاطب ويمكن تلخيص أوجه الإخفاق فيه في كونه يتعامل مع التخاطب في عزلة عن السياقات الفعلية التي تستخدم فيها اللغة، ويصبغ عملية التخاطب بطابع مثالي تتجاهل فيه قضايا اللبس، والخروج عن المواضعات اللغوية، وقصر وظائف اللغة على عملية الإبلاغ ، وإهمال الأصول التخاطبية المفسرة لمقاصد المتكلمين.

ولكي نوضح ذلك يحسن أن نشرح كيف عجز النموذج التقليدي للتخاطب الذي قصر اهتمامه على العناصر والبنى اللغوية التي ينطقها المتكلم في استنباط (2) من القولة (1):(1) أكل خالد بعض الخبيز. (2) لم يأكل خالد كل الخبز. فليس ثمة عنصر لغوي في (1) يشير إلى (2)، كما أن كل البنى الصرفية والنحوية والمعجمية التي تضمنتها (1) لا تفسر استنباطنا المعتاد للمفهوم من (2) وكانت أول محاولة ناجحة في هذا الشأن ما قدمه فيلسوف اللغة الأمريكي Paul Grise Herbert (1913 - 1988) فيما سمي بمبادئ المحادثة conversational maxims وبتطبيق هذه المبادئ، والتعديلات التي طرأت عليها أصبح بالإمكان أن نصل إلى كيفية استنباط (2) من (1). صاغ قرايس مبدأ التعاون the Co-operative Principle الذي يقتضي أن المتكلمين متعاونون في تسهيل عملية التخاطب وهو يرى أن مبادئ المحادثة المتفرعة عن مبدأ التعاون هي ا التي تفسر كيف نستنج المفاهيم الخطابية. ويمكن تلخيص تلك المبادئ في الآتي:

1 - مبدأ الكم :marim of quantity

(أ) تكلم على قدر الحاجة فقط (القدر الذي يضمن تحقيق الغرض من التخاطب).

(ب) لا تتجاوز بإفادتك القدر المطلوب.

2 - مبدأ الكيف :maxim of quality

(1) لا تقل ما تعتقد كذبه.

(ب) لا تقل ما يعوزك فيه دليل بين.

3 - مبدأ الأسلوب . maxim of manner

 (1) تجنب إبهام التعبير.

(ب) تجنب اللبس (ت) أوجز كلامك تجنب الإطناب الزائد). (ت) ليكن كلامك مرتبا.

4 - مبدأ المناسبة :maxim of relation

ليكن كلامك مناسبا لسياق الحال berelevant (1) لقد طورت نظرية قرايس بفضل جهود باحثين في مجال علم التخاطب، ومن بينهم هارنيش Harnish الذي أضاف بعض التعديلات منها  وصادك Sadock الذي أشار إلى إمكان الجمع بين مبدئي الكم والكيف (2) تقليص بعض مبادئ ،قرايس وأبرز بعض الثغرات في معيار الإبطال الذي صممه قرايس لاكتشاف المفاهيم الخطابية conversational implicatures المولدة نتيجة انتهاك أحد مبادئ المحادثة المشار إليها سابقا. وتمكن صادك من أن أقوى التحديات غير إضافة معايير أخرى لاختبار تلك المفاهيم (3) جاءت من ويلسون Wilson وسبيرير Sperber اللذان شككا في مبادئ قرايس واستثنيا من ذلك مبدأ المناسبة الذي جعلا منه أساسا لنظرية سمياها بنظرية المناسبة theory of relevance. (4)

 وبالعودة إلى المثال (1) يمكننا  معرفة الأساس الذي يستند إليه المتخاطبون في استنتاج (2) باللجوء إلى مبدأ الكم الذي بمقتضاه يفترض السامع أن قائل (1) ما كان ليستخدم صيغة أضعف (وهي كلمة بعض) إذا كان متلقيه معنيا بالصيغة الأقوى (وهي كلمة "كل") التي كان بإمكان المتكلم أن يقولها بدلا مما قال فالقاعدة إذن ـ كما يذكر جيفري ليتش أن القضية الأضعف تستلزم أن المتكلم يعتقد بنفي القضية الأقوى . وهكذا فإن ذكر بعض الخبيز يستلزم نفي كل الخبيز(5) لاشك أن مثل هذه المباحث فتحت مجالا جديدا واسعا في : آفاق اللسانيات، وأسهمت في مد جسر يصل بين البحث اللغوي المحض، والمنطق، فضلا عن كونها برهنت على أن عملية التخاطب لا تقتصر على المعطيات اللغوية؛ بل تتناول أيضا عناصر منطقية، وأخرى تخاطبية، وهو ما أعطى لهذا الحقل بعدا إبستمولوجيا جديدا يبدو فيه التشديد على تداخل المعارف والعلوم المختلفة والعلاقة التكاملية بينها وقد سبق لعلماء أصول الفقه الإسلامي أن أدركوا هذه الحقيقة، وجعلوا منها مزية رجحت كفتهم على كفة النحاة الذين قصروا اهتماماتهم على دراسة البني اللغوية، وأهملوا الجوانب التخاطبية والعمليات الاستنتاجية الملازمة لعملية الخطاب. ويبدو شعور تفوق الأصوليين واضحا عند محمد بخيت المطيعي في قوله إن علماء الأصول نحاة، وزيادة (6) ، كما صرح عبد العلي الأنصاري قبله بتفوق علماء أصول الفقه على أهل العربية (7)

تفترض البراغماتية pragmatics(8) وجود توقعات بین المتخاطبين وأصول خطابية تحكم سلوكهم واستنتاجاتهم، ومن الواضح جدا أنها تعنى بالأداء، وليس بالكفاية خلافا للتوليديين. وقد عرف عن البراغماتيين تشكيكهم في فكرة قصر اللسانيات على دراسة الكفاية اللغوية بعيدا عن الاستخدام ،والسياق وفي ما يتطلبه ذلك من قدر عال من التجريد، والأمثلة (9).لقد جاءت البراغماتية بعد مراحل من الدراسات الصورية، أو البنائية formal للمعنى التي عرف بها التوليديون على وجه الخصوص، ولعل روبین لاكوف Robin Lakof من أوائل التوليديين الذين شككوا في إمكان دراسة المعنى معزولا عن السياق، وتحمل شهادة أحد التوليديين المعروفين بإغراقهم في التجريد على إخفاق النهج الصوري البنائي في دراسة المعنى قيمة خاصة في البرهنة على أهمية السياق، والاستخدام في تقديم تفسیر سليم لعملية التخاطب. ومنذ السبعينيات توالت الانتقادات للدراسات التي تجعل من الجملة وحدة للتحليل اللغوي وزاد عزوف مختلف الباحثين عن الدراسات التي لا تأخذ في حسبانها العناصر السياقية، والجوانب التخاطبية في دراسة اللغة. فاللسانيون الاجتماعيون بدأوا يرفضون فكرة المتحدث المثالي عند تشومسكي وشبيه بهذا ما فعلته اللسانيات النصية وتحليل الخطاب حين رفضنا قصر الدراسات اللسانية على ما يسمى بنحو الجملة sentence  (10)grammarمتأثرين في ذلك ببعض الوظيفيين من أمثال فيرث وهاليدي، وميتشال Mitchell الذي بلغت شهرتهم أوجها في الخمسينيات. ولعل من أهم ما ينبغي أن يذكر في سياق الحديث عن البراغماتية الدور المهم، والمؤثر الذي قام به فلاسفة اللغة في تطوير هذا المجال، ومن الأعلام المهمين هنا - إضافة إلى بول قرايس المشار إليه سابقا - أوستين Austin وسيرل Searle اللذان قدما للسانيات نظريتهما المعروفة بأفعال الكلام speech acts theory . تقوم هذه النظرية على فكرة أننا عندما نتحدث فإننا نقوم بأفعال أو أحداث ويبدو هذا واضحا فيما عرف بالقولات الإنشائية performative utterances التي يمكن أن نمثل لها بما يطلق عليه في كتب الفقه مصطلح صيغ العقود نحو بعتك و زوجتك وطلقتك، ومنها أيضا أعدك وأرجوك وأتمنى أن تفعل ذلك  ونحوها مما يقترن فيه القول بعمل يصح أن تعده منجزا بمجرد انتهاء المتكلم من كلامه؛ كالطلاق ،والبيع والنكاح والوعد والرجاء والتمني. وقد أضافت هذه النظرية تطورا إبستمولوجيا جديدا في اللسانيات ترتب عليه إعادة النظر في موضوعه من حقل يدرس الأقوال إلى مجال تدرس فيه الأقوال المقرونة أتاحت الطبيعة الموسوعية للبراغماتية الفرصة لتعاون كبير بين المناطقة، والبراغماتيين وكذلك علماء الدلالة في سبيل تقديم نموذج متطور لعملية التخاطب يأخذ في حسبانه كل الأبعاد اللغوية، والمنطقية، والتخاطبية، وهو ما أدى إلى بروز أعمال تناقش موضوعات مشتركة (11) مثل أنواع الاستنتاج types of reference والافتراضات presuppositions، والمفاهيم الخطابية conversational implicatures والتعيين deixis .وأخيرا علينا أن نذكر بأن البراغماتية لا تقتصر على كونها فرعا من فروع اللسانيات النظرية، بل هي أيضا مدرسة متميزة في مناهجها البحثية، وفي موضوعاتها، وفي أصولها وربما كان من العوامل التي أدت إلى دراستها باعتبارها حقلا من حقول اللسانيات أكثر من الحديث عنها بوصفها مدرسة أن الحديث عنها باعتبارها مدرسة يقتضي صوغ الاسم الذي يشير إليها بإضافة اللاحقة ism) على منوال Functionalism, Structuralism  و Generativism يؤدي إلى التباسها بالمدرسة الفلسفية pragmatism (الذرائعية)، وقد سبق أن أشرنا إلى الفرق بينهما . في أحد الهوامش وأخيرا فقد تبين لنا في هذه الدراسة أن الاتجاهات اللسانية لا ترسمها خلافات اللسانيين في القضايا اللغوية بقدر ما تحكمها أصول فلسفية ذات طبيعة أنطولوجية إبستمولوجية. ومن ذلك اختيار اللساني حدود نطاق علمية اللسانيات، ونظرته إلى طبيعة العلم وتحديده لنوع المادة اللغوية والوسائل والطرائق التي تجمع بها المادة والمناهج التي تحلل بها، وتحديده القدر الكافي في دراسة الظاهرة اللغوية: أينبغي أن يقف اللساني عند الوصف، أم يتعداه ليغوص في أعماق التفسير؟ وإلى أي مدى يحق له أن يتسع في تجريده لتوصيفاته، وتفسيراته؟ وما المحظورات التي ينبغي أن يتجنبها في عملية التجريد؟ أينبغي للساني أن يكتفي بالنمذجة typification في صوغه للعلم، أم له أن يبلغ حد الأمثلة idealization؟ وهل تستلزم الأمثلة خلق لغة جديدة مفترضة تغيب فيها خصائص اللغة الطبيعية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما الذي يترتب عليه ؟ ثم ما هو العنصر المهم في اللغة؟ أهو نظامها المجرد؟، أم عملية الاستعمال؟ أم نتاج عملية الاستعمال المسماة بالكلام أم تاريخ اللغة، أم بناها القواعدية والمعجمية؟ أم وظائفها؟ أينبغي للساني أن يدرس الجمل اللغوية، أم القولات الكلامية، والنصوص الفعلية، أم المعرفة اللغوية الكامنة في أذهان المتكلمين؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة ونحوها وظهور عوامل تاريخية معينة هي التي رسمت أهم ملامح المدارس اللسانية في القرن العشرين، وقد أدى اختلاف الإجابات عنها إلى وجود ما لا يقل عن خمس مدارس متميزة أصوليا هي:

1 - المدرسة التاريخية : وقد عرفت بتعويلها على العوامل التاريخية في تفسير الظاهرة اللغوية تأثرا بنظرية النشوء والارتقاء التي كانت سائدة في ذلك الوقت

2 - المدرسة البنيوية التي دعت إلى فصل البنية عن كل الظروف التاريخية، والاجتماعية التي تحيط بها والاقتصار على تفعيل دور العلاقات الداخلية بين أجزائها

3 - المدرسة التوليدية التي نادت بالعناية بالأسس العميقة المفسرة للسلوك الخارجي، ووجهت اهتمامها إلى العمليات الذهنية القادرة على إنتاج عدد غير محدود من الجمل بدلا من التركيز على ما قيل بالفعل

   4 - المدرسة الوظيفية التي ترى أن البنى اللغوية محكومة بوظائف اللغة التي لا تتحقق إلا في سياقات الكلام الفعلي

5 - المدرسة التخاطبية التي أخذت في حسبانها مختلف العوامل المنطقية

والتخاطبية والبنيوية في تفسير عملية التخاطب الناجح وأدخلت كل عناصر التخاطب لاسيما السياق والاستخدام في فهم وتفسير مقاصد المتكلمين. لقد سادت البنيوية في الدراسات اللسانية في القرن العشرين مثلما غلب المنهج التاريخي على البحث اللغوي في القرن التاسع عشر ولعل القرن الواحد والعشرين سيشهد سيطرة الدراسات التخاطبية وتحليل النص وباستثناء المرحلة التي ظهرت فيها المدرسة التوليدية يمكن القول إجمالا إن البحث اللساني يتجه نحو الواقعية التجريبية والانتقال من العقلانية التجريدية الى الوظيفة السياقية .

 

 

____________________

(1) Sec H. P. Grice, "Logic and Conversation", in Steven Davis               (ed.), Pragmatics:

(2) A Reader (New York: Oxford University Press, 1991) pp. 305-315, pp307-9. See also "Logic and Conversation", in Peter Cole and Jerry L. Morgan (eds.), Syntax and Semantics, 3: Speech acts (New York: Academic Press, 1975), pp. 41-

See R. M. Harnish, "Logical Form and Implicature" ", in

Steven Davis (ed.), (3)

 Pragmatics: A Reader (New York: Oxford University Press, 1991) pp. 316- 364.

J. M. Sadock, "On Testing for Conversational Implicature", in Steven Davis(4)

 (ed.), Pragmatics: A Reader (New York: Oxford University Press, 1991) pp.365-376.

See D Wilson and Dan Sperber, "Inference and Implicature", in Steven Davis (131)

(5)  (ed.), Pragmatics: A Reader (New York: Oxford   University Press, 1991) pp.377-393. See also, Dan Sperber and Deirdre Wilson, Relevance: Communication and Cognition (Oxford: Blackwell, 1986). Leech, 1983: 85.                                  

(6) المطيعي، محمد بخيت سلم الوصول لشرح نهاية السول (بيروت: عالم المكتب، د -

ت) 2: 350

(7) الأنصاري عبد العلي فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت، ط2 (قم، إيران: دار

الذخائر، 1368هـ) 315:1، وانظر 251:1

(8) أفضل ترجمة مصطلح pragmatics بعلم التخاطب، وليس بالتداولية، أو النفعية، أو الذرائعية كما يفعل عدد من اللانبين العرب توهما منهم بأن pragmatics و

pragmatis شيء واحد. والواقع أن المصطلح الأول يطلق على الدراسات التي تعنى : بالمعنى في السياقات الفعلية للكلام، وهو ما يتفق مع معناها الحرفي، وهو علم الاستعمال . وإذا نظرنا في تراثنا البلاغي والأصولي فستلحظ أن الاستعمال - الذي يقابل الوضع عادة - يطلق على النشاط الذي يقوم به المتكلم في عملية التخاطب؛ ولذا فإن ترجمة pragmatics يعلم التخاطب انب - في رأيي - من الخيارات التي اطلعت عليها حتى الآن. أما pragmatism فهي مدرسة فلسفية ظهرت في أمريكا تذهب إلى أن الفكرة النظرية لا تجدي نفعا ما لم تكن لها تطبيقات عملية. وعلى الرغم من وجود صلة منهجية بين المجالين (والمصطلحين) تكمن في التقليل من شأن المجرد، والعناية بما هو عملي، وسياقي، ومتحقق فعلا؛ فإن اهتمام الحقل المسمى بـ pragmatics يقتصر على البلغة خاصة، في حين يعنى الحقل الآخر بالفلسفة، وإن امتدت آثاره إلى السياسة، وعلم الاجتماع، وغيرهما. وللتوسع في هذا الموضوع انظر المصادر الآتية : -Lyons, 1977: 119. -Levinson, 1983) p. 1.

آن رويول، وجاك موشلار، التداولية اليوم: علم جديد في التواصل، ترجمة سيف الدين دعفوس، ومحمد الشيباني (بيروت المنظمة العربية للترجمة، 2003) من 27 - 28 .

See Leech, 1983:3(9)

See Leech, 1983:4. (10)

See for example J. Allood and others, Logic in Linguistics (Cambridge: Cambridge (11)

University Press, 1977). See also L. T. F. Gamut, Logic, Language and Meaning (Chicago: the University of Chicago, 1991).

 

 

 

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.