ينشر المركز الخبري في العتبة العباسية المقدسة، التفاصيل الكاملة للمقابلة التلفزيونية للأمين العام للعتبة المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين مع قناة العراقية حول الخدمات المقدمة لزائري أربعين الإمام الحسين (عليه السلام). وقال آل ضياء الدين، إنّ الحديث عن الخدمات التي تقدمها العتبة العباسية المقدسة لا يمكن اختصاره بهذه الكلمات، لأنّها خدمات امتدت على طول طريق السائرين صوب كربلاء المقدسة، ولم تنطلق مع انطلاقة الخطى صوبها، إنّما جرى التحضير والإعداد لها ما إن انتهت الزيارة الأربعينية في العام الفائت، إذ تُوضَع المعالجات كافّة من ناحية التنظيم وتوسيع رقعة الخدمات وزيادة المعدات والآليات المطلوبة بما يتلاءم وأعداد الزائرين، وما ذلك إلا استجابة لتوجيهات المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة سيدنا المفدى أحمد الصافي (دام عزه)، خصوصًا الخدمات النوعية التي أُسِّست خدمةً للزائر الكريم. وأضاف، أنّ تحضيراتنا لخدمة الزائرين الأفاضل، هي تحضيرات خاصة ومهمة، بل نوعية لأنها تستهدف راحة الزائر أولًا، وتسهل عليه مسيره ومبيته ومأكله، والأهم من كل ذلك، تغذيته الفكرية والروحية من خلال مخرجاتنا الثقافية والفكرية والعقائدية التي تقدمها مئات المحطات الخاصة بذلك، كما أنها تستهدف المرأة كما الرجل، والزائر الأجنبي كما المحلي، وحتّى الطفل في خدمات متنوعة. وأوضح آل ضياء الدين، بخصوص التنسيق مع العتبة الحسينية المقدسة والحكومة المحلية وتوفير الخدمات "لا شك أنّ هناك تكاملًا ورؤى موحدة في كثير من المفاصل بين إدارتي العتبتين المقدستين والحكومة المحلية، ومن ذلك التنسيق الأمني، وتنظيم الزائرين وتفويجهم والمواكب الحسينية، والتنسيق الإعلامي، بعد تهيئة باجات موحدة لتسهيل مهمة الزائرين، ففي العتبة العباسية المقدسة سجلنا (450) باجًا إعلاميًّا". وذكر، أنّ "في الموسم السابق حاولنا جهد الإمكان تغطية احتياجات المواكب الحسينية وأقسام العتبة المقدسة ومنافذ التوزيع المباشر للزائرين بما يقارب (500) ألف صندوق ماء، إلا أنّنا توقعنا زيادة أعداد الزائرين في هذا الموسم وارتفاع درجات الحرارة، جعلنا نضع بالحسبان هذا التحدي، لذا انتجنا قرابة (750) ألف صندوق ماء أي ما يعادل (46) مليون كاسة ماء بتكلفة تجاوزت مليار دينار عراقي، وهذا ينطبق على كثير من الخدمات التي نحاول المساهمة فيها كمًّا ونوعًا". أما عن التسهيلات المقدمة للمواكب الحسينية أشار الأمين العام، إلى أنّ للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية قسمًا يعنى بالتخطيط والتنظيم تحت مسمى (قسم الشعائر والمواكب الحسينية) أستنفر جميع ملاكاته لإنجاز الإجراءات القانونية الخاصّة بأصحاب المواكب الحسينية وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، فقد نُظِّمت (12,752) كفالةً قانونيةً للمواكب العزائية والخدمية المشاركة في إحياء مراسيم الزيارة المباركة هذا العام بزيادة نسبية عن الموسم السابق". وتابع بالقول، "إنّ هذا القسم المبارك قد ضاعف جهوده المبذولة عند تطبيق الخطة المُعدّة من قبله، والخاصة بتنظيم عمل المواكب الحسينية القادمة من المحافظات العراقية ودول العالم الإسلامي لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين وأخيه المولى أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، ودخلت خطته حيز التنفيذ بدءًا من يوم 15 صفر الخير ولغاية انتهاء الزيارة المباركة، واشترك في ذلك عدد من الأقسام التي قدّمت جهودًا استثنائية لتفويج المواكب والزائرين، ومنها قسم بين الحرمين الشريفين، وقسم حفظ النظام، وقسم الشؤون الخدمية، وقسم رعاية الصحن". وحول خدمات العتبة المقدسة المقدمة للزائرين اكد آل ضياء الدين، أنّ "العتبة العباسية المقدسة، افتتحت في المدينة القديمة (8) منافذ لتوزيع الطعام، ووزعت (2,381,574) وجبةً رئيسةً وبينية، أمّا فرقة العباس فقدمت (1,306,00) وجبة، كذلك جهزت (750) كارتون ماء، و(6,000) كيس ثلج بلوري يزن الواحد منها (15) كيلوغرام يوميًا، وضخّ مليون لتر يوميًا من الماء في منطقة بين الحرمين الشريفين، ومعدل ضخ مياه (RO) سعة (80.000) ألف لتر بواقع (120,000) لتر يوميًا، مع توفير (25) خزّانًا بسعة (10,000) لتر للاستهلاك اليومي، إضافة إلى السوائل، ومُلِئت عشرات الخزانات بالعصائر لإشباع حاجة الزائر من السوائل".
بينما لفت الأمين العام فيما يخصّ مراكز إرشاد التائهين أنّ العتبة العباسية أنشأت في هذه الزيارة برنامجين في تطبيق حقيبة المؤمن، الأوّلُ خاصّ بإرشاد التائهين والمفقودين، وهذا التطبيق يستفيد منه عامة الزائرين، وكذلك المحطات المخصّصة لإرشاد التائهين، وعن طريقها أُعِيد (9,700) مفقود إلى ذويهم، والثاني هو برنامج دليل الزائر الذي يُعدّ دليلًا مرشدًا للزائرين بالمرافق الصحية والطبية والمزارات وغيرها من نقاط دالة". أما خدمات النقل والمجاميع الصحية فقد ذكر السيد الأمين أنّ العتبة العباسية المقدسة وفّرت (308) عجلة لنقل الزائرين وتلبية احتياجات تنفيذ خطة الزيارة المباركة. وتابع، "بالنسبة للمجاميع الصحية المتنقلة فقد وفرنا (13) مجموعة صحية ثابتة داخل المدينة وخارجها و (3) مجموعات صحية متحركة، والأمر لا يقف عند هذا النوع من الخدمات، لأنّها كما أسلفنا متعددة ومتنوعة". وأشار السيد الأمين إلى أنّ "هذه الزيارة تميّزت بدخول مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) الخدمة بطاقة أكبر، فهذا المجمع الذي يقع في في محور النجف - كربلاء يُعدّ أكبر المجمعات الخدمية في المنطقة ويقع في طريق محور النجف الأشرف، ففيه يتوفر (100) سويت، وقاعات كبيرة للنساء والرجال، ومجموعة مرافق صحية، ويحتوي المجمع على معملي ثلج بإنتاج (360) قالبًا كلّ (6) ساعات، ومحطة إنتاج ماء الآرو بسعة (6,000) لتر بالساعة، ومحطة ماء وخزانات بسعة (2,400,000) ألف لتر، و (3,000) وجبة طعام قابلة للزيادة". وأضاف، أنّ ما يميز هذا المجمع، استمراره بتقديم الخدمات حتى انتهاء توجه الزائرين صوب النجف الأشرف في ذكرى استشهاد النبي الأكرم محمد (صلوت الله تعالى عليه)". فيما يتعلق بخطة العتبة العباسية المقدسة الصحية بين آل ضياء الدين، أنّ "في كلّ موسم من مواسم الزيارة تكون الأولوية القصوى في التخطيط لهذا النوع من الخدمات، لذلك جهزنا (24) مفرزة طبية جوالة وثابتة للذكور والأناث، و(54) فريقًا مُسعفًا، وكلّ فريق يتكون من (5) أفراد مختصّين في تقديم هذه الخدمة، و(22) سيارة إسعاف". وتابع، أنّ عدد المستفيدين من هذه الخدمة بلغ أكثر من (1,427,013) مستفيدًا، وبعضهم حالات مستعصية كانت بحاجة إلى تدخل فوري، وقد نجحت الفرق الإسعافية والمفارز بعجلاتها ولم يُسجّل أيّ خطأ يذكر". وحول الخدمات المعرفية والثقافية قال الأمين العام، "من دون أدنى شك، أنّ هذا الجانب لا يقل أهمية عن الجوانب الأخرى، فهو يتكامل معها، لذلك كانت إجراءاتنا هي توفير (149) محطة دينية وثقافية منتشرة في المدينة ومداخلها، (30) محطة للاستفتاءات الشرعية، و (53) محطة قرآنية، و(66) محطة ثقافية ومعرفية ونفسية، إلى جانب توفير مركز إعلامي داخل العتبة المطهرة، لتذليل العقبات أمام الأخوة الإعلاميين وحاولنا جهد الإمكان توفير أهم المستلزمات التي تحتاجها المؤسّسات الإعلامية". وأوضح، "واكبنا وباللحظة تغطية الزيارة المباركة، عن طريق توفير خدمة البثّ المباشر التي استفادت منه أكثر من (50) قناة فضائية وتجهيز المؤسسات الإعلامية بمواد نشرية خام، وفي ذات الوقت، وجهنا وسائلنا الإعلامية بمختلف المنصات، لتغطية هذا الحدث وتغذية متابعيها تغذية دينية سليمة". وفي الختام قدّم السيد الأمين شكره وتقديره لكلّ من أهالي كربلاء والزائرين الكرام والمتطوعين الذي بلغ عددهم أكثر من (19) ألفَ متطوع وجميع المؤسسات الإعلامية وملاكات العتبتين المقدستين وموظفي الحكومة المحلية والمركزية والقوّات الأمنية البطلة ومنهم فرقة العباس القتالية على ما بذلوه من جهود في سبيل إنجاح هذه الزيارة المباركة سائلين المولى (عزّ وجل) أن يديم عليهم هذه الخدمة المباركة".
الكلمات المفتاحية