أكّد رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية السيد عقيل الياسري، وجود مساع مستمرة لرفد المجتمع العلمي بالدراسات والأبحاث المثمرة في مجال الإمامة وقد تكللت الجهود بمجموعة من المؤتمرات تحت عنوان (أسبوع الإمامة الدولي). جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح فعاليات اليوم الثالث من أسبوع الإمامة الدولي الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). ويُقام ضمن فعاليات اليوم الثالث المؤتمر الثالث تحت شعار (السجاد والباقر -عليهما السلام- السرجان المنيران)، ويشرف عليه قسم الشؤون الفكرية والثقافية ومركز الصادقين ومركز الشيخ الطوسي وجمعية العميد العلمية والفكرية. وفيما يلي نص كلمة الياسري: أمّا بعد، فلا يخفى على السادة الكرام ما لموضوع الإمامة من أهمية بالغة في الدين لما يترتب عليها من آثار ولوازم دنيوية واخروية خطيرة، حتى بلغ شأن خطورتها أن صدع القرآن الكريم بمعادلة التبليغ بالإمامة بالتبليغ بالرسالة بقضها وقضيضها، حيث قال رب العزة: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) المائدة 67. ولمكان خطورة شأنها أيضا لم يأل النبي (صلى الله عليه وآله) جهدًا في الصدع بأمرها والتثقيف لها في شتى المواطن ومختلف المنازل والمواقف، حتى سارت الركبان، وامتلأت بطون الأسفار، تروي عنه (صلى الله عليه وآله) نصوصًا متواترة صريحة لا مواربة فيها في شأن الأئمة وصفاتهم وشخوصهم ووجوب طاعتهم وما إلى ذلك من شؤون الإمامة الأخرى بما لا يدع للريبة والشك طريقًا. ولكن لما شاءت الأقدار أن يكون للحق أضداد في كل زمان ومكان، وأبى الظلام إلا أن يدافع النور في كل آن، برزت الحاجة الملحة إلى تصدي الأخيار لحفظ هذا التراث وازاحة غبار الشبهات عن جبين الشمس الغراء. وحرصًا منا في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة على أن نكون في ركب هؤلاء الأخيار سعينا ونسعى في إثارة العقول والدفع باتجاه رفد المجتمع العلمي بالدراسات والأبحاث المثمرة في هذا المجال قد تكللت الجهود بمجموعة من المؤتمرات تحت عنوان أسبوع الإمامة الدولي، والتي من بينها هذا المؤتمر المبارك الخاص بالإمامين الهمامين السجاد والباقر (عليهما السلام). ولا يخفى ما لهذين الإمامين (سلام الله عليهما) من أثر بالغ في حفظ الشريعة وترويج الدين في ظل ظرفين متباينين لكل منهما متطلباته وإملاءاته المختلفة وبحمد الله تعالى كان التفاعل مع هذه المبادرة من قبل الأوساط العلمية تفاعلاً جيدًا، فبالإضافة إلى الأوساط العلمية المحلية عملنا على استقطاب باحثين من دول متعددة وذات لغات مختلفة، ونأمل بالأفضل في الأعوام القادمة بإذن الله تعالى. وبلغة الأرقام قد بلغ عدد البحوث التي وصلت إلى اللجنة القائمة على المؤتمر اثنين وأربعين بحثًا.
وكان عدد البحوث المقبولة والتي تتعلق بالإمام السجاد (عليه السلام) أحد عشر بحثًا، بينما كانت البحوث المقبولة المتعلقة بالإمام الباقر (عليه السلام) ثلاثة عشر بحثًا. وكان عدد البحوث المرفوضة لأسباب مختلفة منها المنهجية والعلمية (18) بحثًا. وبلغ عدد الدول التي شاركت نخب من أوساطها العلمية في هذا المؤتمر (10) دول، إذ قُبِلت بحوث من دول: العراق، والسعودية، ولبنان، وتنزانيا، وإيران، وأمريكا، ونيجيريا، كما أن هناك بحوث رفضت كانت من دول: غينيا، وسوريا، ومصر. وفي الختام لا يسعنا إلا أن نشكر الله تعالى على توفيقنا في خدمة أهل البيت (عليهم السلام)، كما نتقدم بخالص الشكر والتقدير للباحثين الأفاضل والسادة الحضور وكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر.