أقامت فرقة العباس القتالية حفلها السنوي السابع بمناسبة ذكرى تحرير قصبة البشير في محافظة كركوك من براثن عصابات داعش الإرهابية. وأقيم الحفل تحت شعار "وعد وفداء فنصر وعطاء"، بحضور رسمي وشعبي كبير. وقال قائد الفرقة الشيخ ميثم الزيدي في كلمة له بالحفل، إننا نستذكر اليوم ما حصل في قصبة البشير من ظلامات كبيرة وتعسف من قبل الجماعات الإرهابية التي لم تترك جريمة إلا وقامت بها بهذه الأرض المباركة، فكانت صورة من الصور التي جرت على أرض كربلاء، إذ قتل الرجال وسبيت النساء ولم يسلم حتى الأطفال من أيدي هؤلاء الأوباش، ونحن اليوم نحيي الذكرى السنوية السابعة لتحرير هذه القصبة العزيزة. وأضاف أن "التركمان أخذوا قلوبنا واحتلوا نفوسنا وهيمنوا على مشاعرنا، فلبينا النداءات من أهالي البشير وآمرلي وجئنا إلى هذه القرية بعد مشاركة الأهالي في مواكب زيارة الأربعين ورفع لافتات (هل من ناصر ينصرنا)، وهذا الشعار هز فرقة العباس القتالية من الأعماق وكان هناك توجيه مباشر من وكيل المرجعية بناء على توصية وتوجيه من قبل المرجع الديني السيد علي السيستاني (دام ظله) بنصرة الأهالي". وتابع الشيخ الزيدي بالقول وهو يروي حيثيات عملية تحرير القصبة أنه عندما أردنا التحرك إلى البشير كانت هناك توصيات من القوات الأمنية بضرورة التنسيق مع الإخوة الأكراد، فذهبنا إلى السليمانية بوفد مشترك مع ضباط كبار إلى محافظة السليمانية للتنسيق والتوافق على تحرير القرية". وبين أن "فرقة العباس القتالية زجت ب90 بالمئة مما تملكه من قوة مدرعة إلى هذه القصبة العزيزة للمشاركة في التحرير وبتوجيهات مباشرة من سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، فشهدت البشير معارك شارك فيها الحشد التركماني بصورة تستحق الإشادة، فرغم الظروف الصعبة لكن القرار كان تحرير البشير حتى لو فنيت الفرقة، فسجلت المعركة صفحة مضيئة باختلاط الدم العراقي من أجل تحرير الأرض، وهذه دعوة لتوحيد الصفوف وعدم الانشغال بالجزئيات". من جهته قال محافظ كركوك السيد راكان سعيد الجبوري إن "لفرقة العباس (عليه السلام) القتالية ذكريات طيبة مع أهل كركوك بمختلف مراحل التحرير، بدءا من الموصل وصولا إلى كركوك، مؤكدا أن التضحيات التي قدمها أبناء الفرقة مع باقي أبناء القوات الأمنية في العراق كانت هي الفيصل لدحر الطغيان والفكر الأسود المتمثل بداعش الإرهابي من مختلف المناطق التي سيطر عليها". وأضاف، أن "الأمة أو الشعب أو المجتمع الذي يمجد ويستذكر تضحيات أبنائه، معنى ذلك أنها أمة تمتلك ذاكرة حية وأنهم أوفياء للدماء التي سالت، وأنها رسالة إلى ذوي الشهداء بأن دماء أبنائكم ليست منسية من قبل المجتمع الذي ضحوا من أجله، وان هذه البادرة التي تجمعنا اليوم من كل عام هي بادرة طيبة ووفية للمضحين فالشهداء ضحوا بأقصى ما يملكون وهي أرواحهم". بدوره قال ممثل أهالي البشير السيد عبد الأمير الموسوي في كلمة له بالحفل، إنه "في مثل هذا اليوم أثبت أبناء العراق من فرقة العباس (عليه السلام) القتالية أن العراق بلد واحد يضحي فيه أبناء الجنوب أبناء السواعد السمراء لأبناء الشمال بدمائهم وكذلك أبناء الشمال يضحون بدمائهم لأبناء الجنوب، كل هذا جرى بفضل الشيبة المباركة لسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله الشريف) وتلك الفتوى المباركة التي بذرت بذرة مباركة لإسقاط كل المؤامرات والمخططات التي حيكت في الظلام وخلف الأستار، وكان هدفها تحطيم كبرياء هذا البلد وهذا الشعب وإذلاله، الا ان الفتوى المباركة والتلبية لها من أبناء هذا الشعب العظيم جعلت العدو يترنح وهو في حيرة من أمره". وأضاف أن "قرية البشير كانت محط للشهداء وللمؤمنين وللمقاومين وضد البعث الكافر ثم جاءت حقبة داعش فكانت تلك الملاحم التي سطرها أبناء هذه المنطقة مع أبناء العراق الغيارى علما وبيرقا نفتخر به في كل زمان وكل مكان بعد أن دنست أرض البشير أيادي داعش، فكانت تلبية أبناء فرقة العباس (عليه السلام) القتالية لأبناء البشير" لبيك يا بشير "وقفة عز وكرامة وإباء وشموخ من شموخ العباس (عليه السلام)". وشهد الحفل كلمات متعددة لعدد من الشخصيات في المحافظة استذكرت فيها تحرير قرية البشير وأثنت على تضحيات فرقة العباس (عليه السلام) القتالية من أجل تخليص القصبة من الإرهاب، إضافة إلى قصائد شعرية ألقاها كلا من الشاعر مصطفى العيساوي، والشاعر محمد الفاطمي تغنت ببطولات أبناء الفرقة وشهداء العراق.