( مثل ) {وَتَمَاثِيلَ} [سبأ : 13] قيل : إنها صور الأنبياء عليهم السلام ، وقيل : كانت غير صور الحيوان كصور الأشجار وغيرها ، وروي إنهم عملوا له أسدين في أسفل كرسيه ونسرين فوقه فإذا أراد أن يصعد بسط (1)الأسدان ذراعيهما وإذا قعد ظلله النسران بأجنحتهما من الشمس ، {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ} [الأنبياء : 52] أي ما هذه الأصنام ، و {أَمْثَلُهُمْ} [طه : 104] أعدلهم قولا عند نفسه ، و {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [الشورى: 11] أي كهو ، والعرب تقيم المثل مقام النفس ، وقد تسمى الصفة والقصة الرانقة لاستحسانها أو لاستغرابها مثلا للشبه ببعض الأمثال التي سيرت لكونها مستحسنة عنهم قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ} [الحج: 73] و { بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى } [طه : 63] تأنيث الأمثل ، و { الْمَثُلَاتُ} [الرعد : 6] عقوبات أمثالهم من المكذبين واحدها : مثلة ، ويقال  ( المثلات ) الأشباه والأمثال مما يعتبر به ، و {مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ} [الفتح : 29] يعني صفتهم فيها ، و {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ} [الزخرف : 17] أي بالجنس الذي جعله له مثلا أي شبها لأنه إذا جعل الملائكة جزء له وبعضا منه فقد جعله من جنسه ومماثلا له لأن الولد إنما يكون من جنس الوالد ، و {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [الرعد : 35] أي صفتها ، وكذا {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [إبراهيم : 18] ونحوه ، و {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [الروم : 27] يعني التوحيد ، والخلق ، والأمر ونفي كل إله سواه ، وترجم عن هذا كله بقوله : {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [الصافات : 35] .
_______________
1 - يعني سليمان عليه السلام .