الزعم في اللغة هو (القول) وفي المفردات هو القول من غير صحّة ولا يقين . قال تعالى : { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} [التغابن : 7]
ومن هنا يستعمل هذه المفردة للإشارة الى الكذب، أو الى الاعتقاد الذي لا يطابق الواقع، أو الفكرة التي تفتقر الى البرهان. قال تعالى : { بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدً} [الكهف : 48] . {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ } [القصص : 62] ‏. {فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ} [الأنعام : 136] ‏.
يطلق الزعم ويراد به أحيانا (الادّعاء) كقوله تعالى : {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا } [الإسراء : 92]  ولكن ما يتصل منه بمشكلة المعرفة وشروطها وقيمها الفكرة المفتقرة الى دليل أو التصور الذي لا يستند الى برهان أو الادّعاء المجرّد. قال تعالى :  {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [النساء : 60]‏. {أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام : 22] ‏.
فإذن الزعم في المنظومة المعرفية القرآنية قيمة شبه سالبة من المعرفة.