المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



حديث ام سلمة لمولى لها  
  
3459   02:41 صباحاً   التاريخ: 29-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى "ص" لشيعة المرتضى "ع"
الجزء والصفحة : ج2,ص101-103.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

حدّثنا محمد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدّثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه (عليهم السلام) ، قال : بلغ أُم سلمة زوجة النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أنّ مولى لها ينتقص علياً ( عليه السلام ) ويتناوله ، فأرسلت إليه فلمّا أن صار إليها قالت له : يا بُني ، إنّه بلغني أنّك تنتقص علياً وتتناوله.

فقال : نعم يا أُماه .

قال : فغضبت وقالت : اقعُد ثكلتك أُمك حتى أُحدّثك بحديث سمعته من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، ثمّ اختر لنفسك ؛ إنّا كنّا عند رسول الله تسع نسوة ، وكانت ليلتي ويومي من رسول الله ، فأتيت الباب  فقلت : أدخِلُ يا رسول الله ؟ فقال : لا ، قالت : فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردّني من سخطه أو نزل فيَّ شيء من السماء ، ثمّ لم ألبث أن أتيت الباب ثانية ! فقلت : أدخِلُ يا رسول الله ؟قال : لا ، فكبوت كبوة أشدّ من الأُولى ، ثمّ لم ألبث حتى أتيت الباب في ثالثة ، فقلت : أدخِلُ يا رسول الله فقال : ادخُلي يا أُم سلمة .

فدخلت وعلي جاث بين يديه وهو يقول : فداك أبي وأُمي يا رسول الله ، إذا كان كذا وكذا فماذا تأمرني ؟ قال : آمرك بالصبر ، ثمّ أعاد عليه القول ثانية فأمره بالصبر ، ثمّ أعاد عليه القول الثالثة ، فقال له : يا علي يا أخي ، إذا كان ذلك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك واضرب به قُدُماً قُدُماً حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطّر من دمائهم ؛ ثمّ التفت إليّ رسول الله وقال لي : ما هذه الكآبة يا أُم سلمة ؟ قلت : الذي كان من ردّك لي يا رسول الله ؛ فقال : والله ما رددتك من موجدة وإنّكِ لعلى خير من الله ورسوله ، ولكن أتيتني وجبرئيل عن يميني وعلي عن يساري وجبرئيل يحدّثني بالأحداث التي تكون من بعدي وأمرني أن أُوصي بذلك علياً ، يا أُم سلمة ، اسمعي واشهدي هذا : علي بن أبي طالب أخي في الدنيا وأخي في الآخرة ، يا أُم سلَمة ، اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب ، وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة ، يا أُم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي غداً في الآخرة  ، يا أُم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي وقاضي عداتي والذائد عن حوضي ، يا أُم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب سيّد المسلمين وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين .

قلت : يا رسول الله ، مَن الناكثين ؟ قال : الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة .

 قلت : مَن القاسطين ؟ قال : معاوية وأصحابه من أهل الشام .

قلت : ومَن المارقين ؟ قال : أصحاب النهروان .

فقال مولى أُم سلمة : فرّجت عنّي فرّج الله عنك والله لا سببت علياً أبداً.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.