أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2017
2610
التاريخ: 2023-02-28
1231
التاريخ: 28-7-2022
1754
التاريخ: 24-11-2019
3054
|
إن دنيا النساء هي دنيا العاطفة والتغيرات العاطفية التي نلاحظ ارهاصاتها الأولى في مطلع سن المراهقة ، ومستوياتها العالية في مرحلة ما بعد البلوغ . والفتاة الناضجة تتسم بنوع من الحساسية والرغبة العاطفية الطافحة تسعى الى الاستفادة منها في علاقاتها وروابطها مع الآخرين الذين يفهمونها ويتفاعلون مع مشاعرها على أساس الإدراك المتقابل.
وبقدر ما تبتعد الفتاة من سن البلوغ وتتجاوزها ، تقترب الى التوازن النفسي وتتجاوز حالة الانفعال والاضطراب العاطفي بنفس المقدار. وتكتسب حالة من الاستقرار النفسي والعاطفي نسبيا. وهكذا تنتظم نظرتها الى الحياة وتفاعلها مع حالاتها وفقا لمعايير الفكر والعاطفة المنطقيين في الغالب.
مرحلة الحماس العاطفي :
تعد هذه المرحلة من وجهة النظر العلمية مرحلة الحماس العاطفي التي تستمر من سن 16 الى سن 20 عاما . وتبلغ فيها العاطفة ذروة نشاطها وحماسها ، فتهيم فيها الفتاة بالحياة وبالاتصال بالآخرين.
وبحسب قول جيزل ، فعن الفتيات في سن 16 عاما يكن مسرورات ومتفائلات بشكل عام وإن كن يمررن بفترات حزن وهم في بعض الحالات(1). وبواعث الحزن أو الاغتمام كثيرة في هذا المجال ، وقد يكون احد همها عجز بعض الفتيات عن ملاءمة أنفسهن مع أوضاعهن الجديدة ، الأمر الذي يسبب لهن معاناة تحزنهن.
مرحلة الحساسية :
إن حالة الحساسية وسرعة الاستياء والانزعاج ، التي تتولد لدى الفتيات في مرحلة المراهقة ، تتعزز في هذه المرحلة وتشتد بشكل أوضح بمرور الوقت. وبشكل عام يمكن القول بشأن هذه الحالة أنها تتعزز وتتفاقم بإيقاع طردي مع نمو قوة الشخصية ومنعتها.
قد لا توجد هذه الحالة عند جميع الناس بهذه الدرجة من الشدة ، الا أنه يجب أن لا تغيب عن بالنا حقيقة إن الإنسان بطبعه كائن حساس وسريع التأثر والانفعال إزاء القضايا المثيرة. وبحسب رأي أحد العملاء ، فإننا كائنات حساسة جدا إزاء الانفعالات النفسية.
إن حالة الحساسية والإنفعال التي تبرز على سلوك وردود أفعال الفتيات أزاء الشياء ، إنما يعود سببها في الواقع لطبائعهن النفسية الشفافة التي تتسم بسرعة التأثر والانفعال .
طبيعة المشاعر :
تستولي على كيان الفتيات ، في هذه السن ، مشاعر طيبة وإيجابية في غالب الأحوال ، تخلي عواطف مرحلة المراهقة الغامضة لديهن مكانها في هذه الفترة لنوع آخر من المشاعر بالقوة وبوضوح الاتجاه والهدف. ومن خلال ملاحظة طبيعة تفاعلهن وتعاملهن مع القضايا يمكن الحكم عليهن بأنهن ناضجات من الناحية العاطفية وبإمكانهن مواجهة مختلف تعقيدات الحياة وتحملها بجدارة.
إن المشاعر العاطفية الجياشة بالنسبة للفتيات تعد بذاتها حالة إيجابية يمكن الاستفادة منها في
سبيل إرشادهن وتوجيههن نحو مسالك الخير والصلاح ، وتنمية قابلياتهن وقدراتهن المعنوية
والمادية في الحياة.
الإثارة والانفعال :
النمو في هذه المرحلة نمو نسبي حيث تبلغ فيها الانفعالات النفسية لدى الفتيات أعلى مراتبها ، لكنهن يستطعن ضبطها والسيطرة عليها بفعل النضوج العقلي وحساب العواقب التي يمكن أن يترتب عليها في حال السماح لها أن تأخذ مدياتها غير المحسوبة.
وبتعبير آخر تختلف الانفعالات النفسية لدى أعضاء هذه الفئة في هذه المرحلة عن انفعالات سني المراهقة غير الهادفة وغير المنضبطة .
إن حالة الإثارة والانفعال لدى الفتيات في هذه السن تصبح أكثر غنى وأوضح مقصدا وهدفا ، وتأخذ في الوقت ذاته منحى غراميا يتجلى أحيانا على هيأة الهيام والحساسية المفرطة تجاه بعض الأشخاص .
وبالطبع فإن هذه الحالة هي حالة عابرة ووقتية وتزول مع انتهاء مشهد الإثارة في غالب الأحيان ، الا أنه وكما يقول الحكماء فإن فراق العشاق أشبه ما يكون بشعلة النار أمام الريح تنطفئ سريعا وتلتهب بقوة.
هاجس اللذة :
تلهث أعضاء هذه الفئة عادة وراء الجديد من اللذات والمتع ، وتعد مثل هذه الرغبة الملحة هاجسا مؤذيا لهن يؤدي بالنتيجة الى انطوائهن على انفسهن وشعورهن بالألم والمعاناة من شيء ما دائما ، ويتغير على أثره سلوكهن مع الناس ويصبح غير طبيعي ، حتى يبدين وكأنهن قد تغيرن تماما ، ومن أعراض ذلك اصفرار الوجه وذبول العينين.
وتتسم الفتيات في هذه السن بحساسية متزايدة تجاه أنفسهن ، ومن شأن ملاحظتهن لأي نقص في مظهرهن أن يقلقهن بشدة ، ولهذا فإنهن ينزعجن من وجود الأطفال بقربهن ويضقن ذرعا بهم ، ويملن بشدة الى أن يكن الأجمل وأن يستمتعن بجمالهن وأناقتهن الى أقصى حدود الإمكان.
ولدواعي حب اللذة والاستمتاع بالحياة ، تبذل الفتيات جهودا ومساعي مضنية في سبيل الحصول على مزيد من الحريات والتحرر من كل ما يمكن أن يعيق انطلاقهن في مسراتهن . ويقول بنيامين أسباك في هذا المجال : الفتيات بطبيعتهن يلحن في الحصول على الحرية ويضغطن دائما على والديهن من أجل ذلك...
عاطفة الأمومة :
يقول موريس دبس : إن حصول الحب لدى الشباب والشابات هو نتيجة للتطورات العاطفية والنفسية العميقة التي تحصل لدى هؤلاء وتتجه بالتدريج نحو النضوج والتكامل ، ويعد قفزة نوعية في حياتهم في هذا المجال (2). ويتجه الحب لدى الفتيات في بعض الحالات ، نحو قرينات السن وزميلات الدراسة ونحو معلماتهن بشكل خاص .
إن طبيعة الحب لدى أعضاء هذه الفئة من الإناث هي أقرب ما تكون الى عاطفة الأمومة ، ولا غرابة في ذلك ، فهناك تداخل ـ بالأساس ـ بين غريزة الأمومة والغريزة الجنسية لدى الفتيات الناضجات ويمكن ملاحظة بعض آثار وأعراض هذه الحالة لديهن بوضوح .
الاختلال العاطفي :
من أهم الصفات والخصائص التي تتسم بها الفتيات في هذه السن ، يمكن الإشارة الى حالة الخجل والحياء المفرط التي لا تطاق في بعض الحالات والمواقف. وقد يبلغ الخجل لدى بعض الفتيات ، في نهاية هذه المرحلة ، درجة يرتجفن عند الحديث مع الآخرين ويتلكأن في الكلام ، أو لا يجرؤن على البدء بالحديث مع الآخرين قد يصبن ببعض الاختلالات العاطفية ، نتيجة عوامل عديدة منها التعرض للصدمات الفكرية والعضوية والنفسية ، أو بسبب الإجهاد والعمل الزائد ، وكذلك فقد تسيء الظن بجنسها وتستاء من كونها أنثى. وكل هذه الحالات بحاجة الى النظر اليها بحساسية السعي الجاد في علاجها.
____________
1ـ علم نفس أسبرلينج.
2ـ البلوغ ، موريس دبس ، ص 42 .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
بالتعاون مع العتبة العباسية مهرجان الشهادة الرابع عشر يشهد انعقاد مؤتمر العشائر في واسط
|
|
|