المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ما هي «الإنسانيّة»؟
2024-07-07
نقد نظريّة العاطفة
2024-07-07
المبدأ والهدف لفعل الإنسان
2024-07-07
نظريّة العاطفة
2024-07-07
{وقيل يا ارض ابلعي ماءك}
2024-07-07
{قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين}
2024-07-07

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ابن رشيق القيرواني  
  
6329   01:52 مساءً   التاريخ: 7-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص551-558
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-06-2015 2918
التاريخ: 14-08-2015 2147
التاريخ: 13-08-2015 1950
التاريخ: 26-12-2015 24844

 

كان رشيق مملوكا روميا من موالي الأزد و من أهل مدينة المسيلة (المحمّدية) في المغرب الأوسط (الجزائر) ، و كانت صنعته الصياغة. و في المحمّدية ولد ابنه الحسن سنة ٣٩٠(١٠٠٠ م) أو قبل ذلك بقليل، فتعلّم صنعة أبيه و تأدّب قليلا.

في سنة 4٠6(1016 م) انتقل الحسن بن رشيق إلى القيروان و درس على جماعة من أدبائها و علمائها، و كان منهم أبو محمّد عبد الكريم بن ابراهيم النهشليّ (و ابن رشيق كثير الاستشهاد بآرائه في كتاب «العمدة») . و منهم أيضا أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر القزّاز القيرواني (ت 4١٢ ه‍) .

اشتهر ابن رشيق في القيروان و اتّصل بصاحبها (أميرها) المعزّ بن باديس، منذ سنة 4١٠، فحظي عنده و أصبح من بطانته و أهل دولته. و استقلّ ابن باديس بالحكم (4١٧ ه‍ -1026 م) ثمّ خلع طاعة الفاطميّين (4٣5 ه‍) فغيظ الفاطميّون فسرّحوا قبائل بني هلال و قبائل بني سليم، إلى القطر التونسيّ. وصلت هذه القبائل إلى معظم أراضي المغرب ثمّ عاثت في القطر التونسيّ خاصّة فسادا كبيرا (44٠ ه‍ -1048 م) فاشتهر ابن خلدون بقوله: «إنّ العرب (البدو) إذا استولوا على بلد أسرع إليه الخراب» .

انتقل ابن رشيق إلى جزيرة صقلّية و نزل في مازر (على الساحل الجنوبيّ الغربي) و بقي فيها إلى أن أدركته الوفاة في غرّة ذي الحجّة من سنة 456 (14/١١/1064 م) .

ابن رشيق عالم باللغة و النحو و بارع في الأدب و النقد و شاعر و مؤلّف حسن التأليف. و لقد غلب نقد الشعر عليه فعرف به دون سائر فنون العلم و الأدب. و ابن رشيق شاعر مقتدر صحيح المعاني متين الأسلوب، غير أن العقل يغلب في شعره على العاطفة. و معظم معانيه مستعارة، و إن كان أحيانا يصيب الصورة الشعرية.

تقوم شهرة ابن رشيق و مكانته على كتاب «العمدة» ، و هو يتألّف من قسمين في أولهما نقد تاريخيّ للشعر، و في الثاني منهما بلاغة و نقد (و إن كنت تجد أبوابا في القسم الأوّل هي أخلق بالقسم الثاني، كما تجد في القسم الثاني أبوابا أقلّ عددا كان يجب أن تكون في القسم الأوّل) . فمن أبواب القسم الأوّل: فضل الشعر-الردّ على من يكره الشعر- شعر الخلفاء و الصحابة- باب من رفعه الشعر (كامرئ القيس) و من وضعه (حطّ قدره) الشعر (كالنابغة) - باب التكسب بالشعر و الأنفة من التكسّب به-القدماء و المحدثون-المقلّون من الشعراء و المكثرون-مشاهير الشعراء-باب الشعراء و الشعر: حدّ الشعر-اللفظ و المعنى-المطبوع و المصنوع-الأوزان-القوافي-القطع و الطوال-المبدأ و الخروج و النهاية- الإيجاز-الفرق بين الاختراع و الإبداع-المجاز-الاستعارة-التجنيس- الفرق بين الترديد و التكرار-الاستثناء: توكيد المدح بما يشبه الذمّ-السّرقات- النسيب-المديح-الرثاء، الخ-سيرورة الشعر و الحظوة عند الممدوحين-باب في أصول النسب و بيوتات العرب-باب معرفة الأماكن و البلدان-باب الوصف-الخ.

و قد أشار حسن حسني عبد الوهّاب (1) إلى أنّ ابن رشيق قد ائتمّ في وضع كتاب «العمدة في صناعة الشعر و نقده» بكتاب عبد الكريم النهشليّ «الممتع في علم الشعر و عمله» . و يبدو أن ابن رشيق لم يكتف بمحاكاة كتاب «الممتع» في الموضوعات و في عناوين الفصول، بل نقل فصولا برمّتها من كتاب الممتع إلى كتاب العمدة.

و لا ريب في أنّ ابن رشيق قد أفاد كثيرا من آراء عبد الكريم النهشلي (و قد أكثر من ذكره عند بسط هذه الآراء) كما أفاد من آراء كثيرة للنقّاد الذين سبقوه. و قرّظ ابن خلدون كتاب «العمدة» فقال (2): «. . . و هو الكتاب الذي انفرد بهذه الصناعة (صناعة الشعر) و اعطاء حقّها. و لم يكتب فيها قبله و لا بعده مثله» .

و لابن رشيق من التصانيف أيضا: كتاب الأنموذج (في شعراء القيروان المعاصرين له) -قراضة الذهب في نقد أشعار العرب (لطيف الجرم كبير الفائدة) -كتاب الغرائب و الشواذّ في اللغة (يذكر فيه كلّ كلمة جاءت شاذّة في بابها) . و له عدد من الرسائل يردّ فيها على مواطنه و معاصره و منافسه ابن شرف القيرواني؛ منها: (فوات الوفيات 2:255) : رسالة ساجور الكلب-رسالة قطع الأنفاس-رسالة نجح الطلب-رسالة رفع الإشكال و دفع المحال-فسخ اللمح و نسخ الملح-ميزان العمل في أيام الدول.

مختارات من آثاره:

- من مقطّعات ابن رشيق التي تنطوي على لفتات حسان:

*أحبّ أخي و إن أعرضت عنه... و قلّ على مسامعه كلامي

و لي في وجهه تقطيب راضٍ... كما قطّبت في وجه المدام (3)

و ربّ تقطّب من غير بغضٍ... و بغض كامن تحت ابتسام

*إذا ما خففت كعهد الصبا... أبت ذلك الخمس و الأربعونا (4)

و ما ثقلت كِبرا وطأتي... و لكن أجرّ ورائي السنينا (5)

*و قائلة: ما هذا الشحوب و ذا الضنا... فقلت لها قول المشوق المتيّم (6)

هواك أتاني، و هو ضيف أعزّه... فأطعمته لحمي و أسقيته دمي

- و من ذلك في الخمر و النسيب:

*و من حسنات الدهر عندي ليلة... من العمر لم تترك لأيّامها ذنبا

خلونا بها ننفي القذى عن عيوننا... بلؤلؤة مملوءة ذهبا سكبا (7)

و ملنا لتقبيل الثغور و لثمها... كميل جناح الطير يلتقط الحبّا

*ممّا يزهّدني في أرض أندلس... سماع مقتدر فيها و معتضد

ألقاب مملكة في غير موضعها... كالهرّ يحكي انتفاخا صورة الأسد

- و قال يصف زرافة (جاءت هديّة إلى المعزّ بن باديس من مصر) :

و أتتك من كسب الملوك زرافة... شتّى الصفات للونها أثناء (8)

جمعت محاسن ما حكت فتناسبت... في خلقها و تنافت الأعضاء (9)

تحتثّها بين الخوافق مشية... باد عليها الكِبر و الخيلاء (10)

و تمدّ جيدا في الهواء يزينها... فكأنّه تحت اللواء لواء

حطّت مآخرها و أشرف صدرها... حتّى كأنّ وقوفها إقعاء (11)

و كأنّ فهر الطيب منا رجمت به... وجه الثرى لو لمّت الأجزاء (12)

و تخيّرت دون الملابس حلّة... عيّت لصنعة مثلها صنعاء (13)

لونا كلون الذبل إلاّ أنّه... حلي و جزع بعضه الجلاء (14)

أو كالسحاب المكفهرّة خطّطت... فيه البروق وميضها إيماء (15)

أو مثل ما صدئت صفائح جوشنٍ... و جرى على حافاتهنّ جلاء (16)

نعم التجافيف التي ادّرعت بها... من جلدها لو كان فيه وقاء (17)

- و قال في الحماسة و وصف الناقة:

إليك يخاض البحر فعما كأنّه... بأمواجه جيش إلى البرّ زاحف (18)

و يبعث خلف النجح كلّ منيفة... تريك يداها كيف تطوى التنائف (19)

من الموجفات اللاء يقذفن بالحصى... و يرمى بهنّ المهمه المتقاذف (20)

يطير اللّغام الجعد عنها كأنّه... من القطن-أو ثلج الشتاء-ندائف (21)

و قد زاغ من فضل الزمام ابن نكبة... هو السيف لا ما أخلصته المشارف (22)

فكيف تراني لو أعنت على الغنى... بجدّ؟ و إنّي للغنى لمشارف (23)

و قد قرّب اللّه المسافة بيننا... و أنجزني الوعد الزمان المساوف (24)

و لو لا شقائي لم أغب عند ساعة... و لا رام صرفي عن جنابك صارف (25)

و لكنّني أخطأت رشدي فلم أصب... و قد يخطئ الرشد الفتى و هو عارف

- مختارات من كتاب «العمدة» :

(أ) التكسّب بالشعر:

و كانت العرب (في الجاهلية) لا تتكسّب بالشعر، و إنّما يصنع أحدهم ما يصنعه فكاهة أو مكافأة عن يد لا يستطيع أداء حقّها إلاّ بالشكر إعظاما لها، كما قال امرؤ القيس يمدح بني تيم رهط المعلّى:

أقرّ حشا امرئ القيس بن حجرٍ... بنو تيمٍ مصابيح الظلامِ

لأنّ المعلّى أحسن إليه و أجاره حين طلبه المنذر بن ماء السماء لقتله بني أبيه الذين قتل بدير مرينا (26). . .

حتّى نشأ النابغة الذبيانيّ فمدح الملوك و قبل الصلة على الشعر و خضع للنعمان بن المنذر-و كان قادرا على الامتناع منه بمن حوله من عشيرته أو بمن سار إليه من ملوك غسّان-فسقطت منزلته. و (لكنه) تكسّب مالا جسيما حتّى كان أكله و شربه في صحاف الذهب و الفضّة و أوانيه من عطاء الملوك.

و تكسّب زهير ابن أبي سلمى بالشعر يسيرا مع هرم بن سنان.

فلمّا جاء الأعشى جعل الشعر متجرا يتّجر به نحو البلدان؛ و قصد حتّى ملوك العجم. فأثابه (كسرى) و أجزل عطيّته علما بقدر ما يقول (الأعشى) عند (ملوك) العرب، و اقتداء بهم فيه (27). على أن شعره لم يحسن عنده حين فسّر له، بل استهجنه (28) و استخفّ به، لكن احتذى فعل الملوك ملوك العرب (في الرّغبة في مدح الشعراء لهم) .

(ب) المشاهير من الشعراء:

و الشعراء أكثر من أن يحاط بهم عددا. و منهم مشاهير قد طارت أسماؤهم و سار شعرهم و كثر ذكرهم حتّى غلبوا على سائر من كان في زمانهم. و لكلّ أحد منهم طائفة تفضّله و تتعصّب له. و قلّ ما يجتمع على واحد. . .

و ليس في المولّدين أشهر اسما من الحسن أبي نواس؛ ثمّ حبيب (29) و البحتريّ، و يقال إنّهما أخملا في زمانهما خمسمائة شاعر كلّهم مجيد. ثمّ يتبعهما في الاشتهار ابن الروميّ و ابن المعتزّ، فطار اسم ابن المعتزّ حتّى صار كالحسن في المولّدين و امرئ القيس في القدماء. فإنّ هؤلاء الثلاثة لا يكاد يجهلهم أحد من الناس. ثمّ جاء المتنبّي فملأ الدنيا و شغل الناس.

(ج‍) الوصف:

الشعر، إلاّ أقلّه، راجع إلى الوصف. و لا سبيل إلى حصره (حصر الوصف) و استقصائه. و هو مناسب للتشبيه و مشتمل عليه و ليس به (30) ، لأنّه (أي التشبيه) كثيرا ما يأتي في أضعافه (31). و الفرق بن الوصف و التشبيه أن هذا (أي الوصف) إخبار عن حقيقة، و أن ذلك مجاز و تمثيل (32) . . . و أحسن الوصف ما نعت به الشيء حتّى يكاد يمثّله عيانا (33) للسامع. . . و قال بعض المتأخّرين: أبلغ الوصف ما قلب السمع بصرا. . .

و الناس يتفاضلون في الأوصاف كما يتفاضلون في سائر الأصناف. فمنهم من يجيد وصف شيء و لا يجيد وصف آخر؛ و منهم من يجيد الأوصاف كلّها، و إن غلبت عليه الإجادة في بعضها كامرئ القيس قديما، و أبي نواس في عصره، و البحتريّ و ابن الروميّ في وقتهما. . .

*** - و قال يصف حال المسلمين حينما بدأ الإسبان النصارى يستولون على المدن الأندلسية و يخرجون منها أهلها المسلمين تقتيلا و تشريدا:

و المسلمون مقسّمون تنالهم... أيدي العصاة بذلّة و هوان

يستصرخون فلا يجاب صريخهم... حتّى إذا سئموا من الأزمان

بادوا نفوسهم فلمّا أنفدوا... ما جمّعوا من صامت و صوان (34)

خرجوا حفاة عائذين بربّهم... من خوفهم و مصائب الألوان

هربوا بكلّ وليدة و فطيمة... و بكلّ أرملة و كلّ حَصان (35)

فتفرّقوا أيدي سبا و تشتتوا... بعد اجتماعهم على الأوطان (36)

______________________

١) مجلّة «الفكر» (تونس)4:١٠(جويليه -تموز 1959 م) ، ص ٨.

٢) مقدّمة ابن خلدون 5٧4(دار الكتاب اللبناني) ، ص 1106.

3) المدام: الخمر. أعبس في وجه صديقي (و أنا راض عنه-حبّا بأن يكون أفضل ممّا هو) ، كما أن شارب الخمر يعبس بعد تناول كلّ جرعة منها و هو مسرور بذلك.

4) خفّ الرجل: مال إلى السرور.

5) سيري أصبح بطيئا لا لأنّي ضعيف عن السير، بل لأنيّ أجرّ حملا ثقيلا (خمسة و أربعين عاما) .

6) الشحوب: اصفرار لون الوجه. الضنى: النحول من المرض. المتيّم: الذي ذلّله الحبّ.

7) القذى: الوسخ (الهموم) . اللؤلؤة (كأس من بلّور) . ذهبا سكبا (خمرا خالصة صافية) .

8) للونها أثناء (طيّات) : خطوط لونها متعرّجة.

9) شابهت حيوانات كثيرة فأخذت من كلّ حيوان أحسن ما فيه. تناسبت في خلقها (صورتها) كان كلّ عضو فيها يناسب سائر الأعضاء. و تنافت الأعضاء: تباينت (اختلفت) .

10) الخوافق جمع خافق: الأفق، الجهة. تحتثّها نحو الخوافق (إذا ركضت مال جسمها إلى كلّ جهة، فكأنّها تريد أن تسير إلى كلّ مكان) . باد: ظاهر. الكبر: الإعجاب بالنفس. الخيلاء: التكبّر.

11) حطّت: انخفضت. أشرف: علا. الإقعاء: الاستناد إلى مؤخرة الجسم.

12) الفهر: حجر بحجم قبضة اليد تسحق به الأشياء. ما رجمت به وجه الثرى (الأرض) : حافرها. لو استطعنا أن نجمع الحفر التي أحدثتها حوافرها في الأرض لكان عندنا من كلّ حفرة إناء للعطر (!) .

13) عيّت (عجزت) لصنعة مثلها صنعاء (عاصمة اليمن) ، و كانت مشهورة بنسج الثياب الحريرية.

14) الذبل: جلد السلحفاة (غطاء السلحفاة عند ظهرها له تقاطيع نافرة، و لجلد الزرافة مثل هذه التقاطيع و لكن من لون مخالف للون جلدها الأصلي) . حلي: حلى و حليه، ثوب جميل. و جزع بعضه الجلاء (غير مستقيمة في الوزن و لا واضحة المعنى) .

15) المكفهرّ المسودّ. البقع القاتمة في جلد الزرافة تشبه الغيوم الصغيرة. و الفواصل بين تلك البقع تشبه البروق الخاطفة.

16) و كلّ بقعة قاتمة اللون مع ما حولها تشبه جوشنا (درعا) صدءا أخذ العاملون في جلائه من أطرافه.

17) التجافيف جمع تجفاف (بفتح التاء أو كسرها) : شيء مثل الدرع. الوقاء: الوقاية، الحماية.

18) فعما: ممتلئا، فائضا (بالماء) .

19) النجح: النجاح. المنيفة: التامّة الطول و الحسن. التنوفة: الصحراء الواسعة. كيف تطوى التنائف: كيف تقطع المسافات الطويلة.

20) أوجف: أسرع في سيره. اللاء: اللواتي. يقذفن (بأرجلهنّ) الحصى (لسرعتهنّ و شدّة جريهنّ) . المهمه: المفازة (الصحراء الواسعة) المتقاذف (المهمه الذي يتقاذف المسافرين فيه: يتنقّلون به من جانب إلى جانب فلا يهتدون) .

21) اللغام: زبد (ريق) أفواه الإبل. الجعد: المستدير. ندائف: ما يطير من القطن عن قوس الندّاف.

22) زاغ من فضل الزمام (ساق الناقة بمهارة! !) . ابن نكبة (بضمّ النون: صبرة، القليل من الطعام) : رجل قليل المال. أخلصته (صنعته من الحديد الخالص الجيد) المشارف (بلاد أعالي الشام التي كانت تصنع السيوف المشرفية الجيدة) .

23) الجدّ: الحظّ. المشارف: المقبل على، القريب من (الغنى) .

24) المساوف: المماطل.

25) جنابك: جنبك (المكان الذي. تنزل أنت فيه)

26) كان المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة (ت نحو 5٨ قبل الهجرة-564 م) قد قتل إخوة امرئ القيس في ديار بني مرينا (قرب الكوفة) .

27) لمعرفته بقيمة شعر الأعشى في الدعاية و تقليدا لملوك العرب في اعطاء الأعشى مالا على مدحه لهم.

28) لما نقلت معاني شعر الأعشى لكسرى إلى اللغة الفارسية استهجنه: استقبحه (وجده نازلا عن مرتبة العقل و السلوك الصحيح) . استخفّ به (بالأعشى)

29) حبيب (بن أوس) هو أبو تمّام.

30) الوصف غير التشبيه.

31) في أضعافه (في ثناياه) : في أثنائه (تأتي التشابيه في أثناء الوصف) . إنّ الوصف باب كبير. أمّا التشبيه فهو جملة مفردة تتناول صورة واحدة أو جزءا من صورة.

32) تمثيل: مقارنة (بالحقيقة) .

33) عيانا (بكسر العين) : في رأي العين .

34) بادوا نفوسهم أنفدوا: استهلوا (أنفقوا) ما كانوا قد خزنوه. الصامت: المال الجامد (كالعملة و الأبنية الخ) . الصوان: الصندوق توضع فيه الثياب الثمينة (لصونها) .

35) الحصان: المرأة الشريفة النبيلة (التي لا يمسّها أجنبيّ) .

36) تفرّق القوم أيدي سبا: تشتّتوا (تفرّقوا تفرّقا لا اجتماع بعده) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.