المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

مدينة تدمر تاريخيا
13-11-2016
لماذا أذن الحسين (عليه السّلام) لأصحابه بالتفرّق عنه ؟
26-6-2019
فضل سورة الكافرون
2024-09-10
سوء التربية والأخلاق السيئة
2024-08-24
تفسير الاية (187) من سورة البقرة
20-2-2017
كان في خلقه مع أهله سوء
22-8-2017


ابن درَّاج القَسطلّي  
  
13293   01:50 مساءً   التاريخ: 7-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص377-385
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-09-2015 7416
التاريخ: 13-08-2015 2848
التاريخ: 26-06-2015 1903
التاريخ: 26-06-2015 5748

 

 

 

هو أبو عمر أحمد بن محمّد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج، أصل أهله من بربر صنهاجة جاءوا إلى الأندلس في أيام الفتح مع طارق بن زياد في الأغلب، ثمّ استقرّوا في قسطلّة درّاج التي هي عند جيّان (شرق قرطبة) فيما يبدو.

ولد ابن درّاج في المحرّم من سنة 347(آذار- مارس 958 م) في جيّان في الأغلب. و نحن لا نعرف شيئا يذكر عن حياته الأولى قبل أن يتّصل بالمنصور بن أبي عامر، سنة ٣٨٢ ه‍ (٩٩٢ م) ، و يصبح شاعره. و من الثابت أنّ ابن درّاج قد رافق المنصور بن أبي عامر في عدد من غزواته.

و لمّا توفّي المنصور بن أبي عامر (٣٩٢ ه‍ -١٠٠٢ م) خلفه-في الحجابة و في الحجر على الخليفة هشام المؤيّد-ابنه عبد الملك فظلّ ابن درّاج يتمتّع بالحظوة التي كانت له من قبل. و لكن لمّا توفّي عبد الملك و خلفه أخوه عبد الرحمن (٣٩٨ ه‍) سقطت منزلة ابن درّاج في البلاط العامريّ، فصبر ابن درّاج. على ذلك مكرها.

ثمّ سقطت الدولة العامريّة التي كانت مستبدّة بالخلفاء الأمويّين في قرطبة و جاء سليمان المستعين إلى الخلافة (4٠٠ ه‍) فمدحه ابن درّاج، و لكنّ سليمان لم يحفل بمديح ابن درّاج.

و اتّصل ابن درّاج بالقاسم بن حمّود (وزير سليمان المستعين في قرطبة) و مدحه و لكن لم ينل منه شيئا، فجاز البحر إلى سبتة (في المغرب الأقصى) و مدح عليّ بن حمّود (أخا القاسم بن حمّود) فلم ينل منه شيئا أيضا.

عندئذ عاد ابن درّاج إلى الأندلس و مدح خيران العامريّ صاحب المريّة (4٠5-4١٩ ه‍) فأثابه خيران ثوابا قليلا. فجاء ابن درّاج إلى قرطبة (4٠٧ ه‍) و مدح الخليفة عبد الرحمن المرتضى فلم يثبه بشيء. و طال تطوّف ابن درّاج بين بلاطات العامريّين من غير أن يحصل على فائدة.

و أخيرا ذهب إلى سرقسطة و مدح المنذر بن يحيى التجيبيّ (4١٠-4١4 ه‍) فنال عنده حظوة فكثرت مدائحه في المنذر بن يحيى ثمّ في ابنه يحيى (4١4- 4٢٠ ه‍) ؛ و أقبلت الدّنيا عليه و اقتنى الأراضي و الضياع. و يبدو أن شيئا من الفتور حدث بين ابن درّاج و بين يحيى فغادر ابن درّاج سرقسطة و جاء إلى دانية (سنة 4١٩ ه‍) و مدح أميرها مجاهدا العامريّ.

لم تطل حياة ابن درّاج بعد ذلك فتوفّي في دانية في الأغلب، في النصف من جمادى الثانية من سنة 4٢١(٢٢/6/١٠٣٠ م) .

ابن درّاج القسطلّيّ شاعر فحل مكثر مطيل و كاتب مترسّل بارع. و هو من جملة الشعراء المجيدين و العلماء المتقدّمين. و شعره أعلى طبقة من نثره.

و أسلوب ابن درّاج مطبوع على غرار الشعر المشرقيّ من شعر أولئك الذين يتكلّفون الغوص على المعاني و يتأنّقون في الصياغة كأبي تمّام و المتنبّي حتّى سمّي «متنبّئ الغرب» . غير أنّ في شعره-برغم ذلك كلّه -قدرا كبيرا من العذوبة و السلاسة، مع شيء من الغموض أحيانا. و ربّما رأيناه يقلّد أيضا أبا نواس و ابن الروميّ و ابن هاني الأندلسيّ و غيرهم.

و شعره الذي وصل إلينا معظمه مدائح ثمّ بضع قصائد في الرثاء و التعزية تبلغ خمسا. ثمّ هنالك شيء من الغزل و الوصف للطبيعة و للحرب مع أبيات من الحكمة متفرّقة في القصائد. و ابن درّاج يكثر من وصف الأمجاد و يشيد بعظمة الإسلام إشادة بارزة، و لا غرو فطبيعة الحروب التي كان العرب يخوضونها في الأندلس في ذلك الحين كانت تقتضي ذلك.

مختارات من آثاره:

- قال ابن درّاج القسطلّيّ يمدح المنصور بن أبي عامر، و كان المنصور قد أمره بأن يعارض قصيدة أبي نواس في مدح الخصيب بن عبد الحميد صاحب الخراج في مصر (أجارة بيتينا أبوك غيور) ، فقال ابن درّاج قصيدة منها:

أ لم تعلمي أن الثواء هو التوى... و أن بيوت العاجزين قبورُ (1)

تخوّفني طول السفار، و إنّه... لتقبيل كفّ العامريّ سفير (2)

دعيني أرد ماء المفاوز آجناً... إلى حيث ماء المكرمات نمير (3)

و أختلس الأيّام خلسة فاتكٍ... إلى حيث لي من غدرهنّ خفير (4)

فإنّ خطيرات المخاطر ضمّنٌ... لراكبها أنّ الجزاء خطير (5)

و لمّا تدانت للوداع، و قد هفا... بصبريَ منها أنّةٌ و زفير (6)

تناشدني عهد المودّة و الهوى... و في المهد مبغوم النداء صغير (7)

عييّ بمرجوع الخطاب، و لفظه... بموقع أهواء النفوس خبير (8)

عصيت شفيع النفس فيه و قادني... رواح لتدآب السرى و بكور (9)

لئن ودّعت منّي غيورا فإنّني... على عزمتي من شجوها لغيور (10)

أسلّط حرّ الهاجرات إذا سطا... على حرّ وجهي و الأصيل هجير (11)

و للموت في عين الجبان تلوّن... و للذعر في سمع الجزيء صفير (12)

لقد أيقنت أنّ المنى طوع همّتي... و أنّي بعطف العامريّ جدير (13)

و أيّ فتى للدين و الملك و الندى... و تصديق ظنّ الراغبين نزور (14)

مجير الهدى و الدين من كلّ ملحد... و ليس عليه للضلال مجير (15)

تلاقت عليه من تميم و يعرب... شموس تلالا في العلا و بدور (16)

من الحميريّين الذين أكفّهم ... سحائب تهمي بالندى و بحور (17)

لهم بذل الدهر الأبيّ قياده... و هم سكّنوا الأيّام و هي نفور (18)

و هم ضربوا الآفاق شرقا و مغربا... بجمع يسير النصر حيث يسير

و هم نصروا حزب النبوّة و الهدى... و ليس لها في العالمين نصير

ألا كلّ مدح عن مداك مقصّر، و كلّ رجاء في سواك غرور (19)

لقد حاط أعلام الهدى بك حائط، و قدّر فيك المكرمات قدير (20)

مقيم على بذل الرغائب و اللّهى، و فكرك في أقصى البلاد يسير (21)

فعزمك بالنصر العزيز مخبّر، و سعدك بالفتح المبين بشير

- و قال يتغزّل (22) :

وحشيّة اللفظ، هل يودى قتيلكم... دمي مضاع، و جاني ذاك عيناك (23)

إنّي أراك بقتل النفس حاذقة... قولي فديتك من بالقتل أوصاك

ما لي و للبرق أستسقيه من ظمإ... هيهات، لا ريّ إلاّ من ثناياك

لو لا الضلوع لطار القلب نحوكم... ضعي-بعيشك-فوق القلب يمناك

أصليتني لوعة الهجران ظالمة... رحماك من لوعة الهجران رحماك (24)

حاشاك أن تجمعي حسن الصفات إلى... قبح الصنيع بمن يهواك، حاشاك

إن كان واديك ممنوعا فموعدنا... وادي الكرى فلعلّي فيه ألقاك (25)

- و كتب ابن درّاج القسطلّيّ إلى منذر بن يحيى التجيبي صاحب سرقسطة (4١٠-4١4 ه‍) رسالة منها: (: الذخيرة 1:64) :

حيّاك بتحية الملك من أحيا بك دعوة الحقّ، و ردّاك رداء الإعظام من (26) أعلى بك لواء الإسلام: مجري الأقدار بإعلاء قدرك و مصرّف الليل و النهار بإعزاز نصرك، و مظهر (27) من أطاعك على من عصاك، و مدمّر من عاداك بسيوف من والاك. قد جعل اللّه أوّل أسمائك أولى بأعدائك و أقرب اعتزائك صفوا لأوليائك (28) ، ؛ ثمّ سما بك حاجب الشمس نورا و أنسا لهذا الإنس (29) و نفس حياة لكلّ نفس.

- و قال يمدح يحيى المظفّر بن المنذر التجيبيّ (4١4-4٢٠ ه‍) صاحب سرقسطة. و هذه القصيدة تبعد عن التقليد:

نجوم الصبا، أين تلك النجوم... نسيم الصبا، أين ذاك النسيم (30)  

أما في التخيّل منها ضياء... أما في التنشّق منها شميم (31)

لقد شطّ روض إليه أحنّ... و غارت مياه إليها أهيم (32)

ليالي إذ لا حبيب يصدّ... و عهدي إذ لا عذول يلوم؛

و خمري من الدّرّ مسك مذاب... و روضي من السّحر دلّ رخيم (33)

و غصن شباب علاه المشيب... كغضّ رياض علاها الهشيم (34)

فيا عجبا لصروف الزمان ... شهودا لنا و هي فينا خصوم (35)

فكيف قضى حكم هذا القضاء... عليّ لدهري و هو الظلوم (36)

فنحن ديون النوى، كلّ يوم... على حكمه يقتضينا الغريم (37)

جسوم تطير بهنّ القلوب... بأجنحة ريشهنّ الهموم (38)

بكلّ هجير لو النار تصلى... جحيما لأصبح و هو الجحيم (39)

و في كلّ بحر-كما قيل-خلق... صغير يهاويه خلق عظيم (40)

كأنّا عليه نجوم الثّريّا... تسير و قد أفردتها النجوم (41)

و في اسم المظفّر فأل الحياة... ليحيا الغريب به و المقيم

يبشّرنا بسناه الصباح... و تخبرنا عن نداه الغيوم (42)

و في كلّ ناد مناد إليك... هلمّ إلى حيث يغنى العديم (43)

هلمّ إلى حيث تنسى الرزايا... هلم إلى حيث توسى الكلوم (44)

علا أعرقت فيك من عهد عاد... يدين الكريم بها و اللئيم (45)

و في كلّ برّ و في كلّ بحر... صراط إليك لها مستقيم

و سيفك للدين ركن شديد... و حظّك في الملك حظّ عظيم

لبست إليها من الملك تاجا... يهلّ الهلال له و النجوم (46)

على حلل حاكهنّ السناء... و أردية نسجتها الحلوم (47)

و للسابغات بحور تمور... و للسابحات سفين يعوم (48)

كأنّ خوافق أعلامهنّ... طيور على الماء منها تحوم (49)

فلا شاء دهرك ما لا تشاء... و لا رام شانيك ما لا تروم (50)

فنصرك أوّل ما نستمدّ... و عمرك آخر ما نستديم (51)

________________________

١) الثواء: المكث و البقاء (في مكان واحد) . التوى: الهلاك. . . و الذين لا يبرحون بيوتهم عجزا منهم عن الضرب في الأرض تكون بيوتهم قبورا لهم.

٢) طول السفار: بعد السفر و طول مدّته. سفير: وسيلة إلى تقبيل كف المنصور بن أبي عامر (لنيل نداه و عطاياه) .

٣) ورد الماء: شربه. المفازة: البيداء التي يخشى فيها الهلاك و سمّيت مفازة للتفاؤل بأن الذي يسلكها يرجى له أن ينجو-يفوز و يخرج-منها. نمير: صاف، عذب. -اتركيني أشق (مجزومة: من الشقاء) و اتعب حتّى أصل إلى المكان الذي فيه راحة و كرم.

4) و اتركيني أغافل الأيّام بجرأة و عزم لأنجو منها إلى حيث آمن على نفسي منها.

5) ركوب المخاطر العظيمة يضمن للإنسان ثوابا عظيما.

6) هفا: أسرع، ذهب. الزفرة: تنفّس طويل يصعّده الإنسان من همّ أو أسف-أنينها و زفرتها ذهبا بصبري.

٧) المبغوم: الذي يشبه صوته البغام (صوت الظبي) : طفل.

8) عييّ: عاجز. بمرجوع الخطاب: بتبيان الألفاظ (بالرد على الأسئلة) . و لفظه بموقع أهواء النفوس خبير: تأثير لفظه يصل إلى قلوب سامعيه.

9) الرواح: الرجوع في المساء، الذهاب مساء. التدآب: الدأب (بفتح الدال و الهمزة) ، المثابرة و الاستمرار. السرى: السفر ليلا.

10) إذا كانت امرأتي قد مانعت أن أسافر لأنّني غيور عليها، فأنا أيضا غيور على أن أنفّذ ما أعزم عليه و لا أرجع عنه لئلا تشجى (يدخل على قلبها الحزن من ذلك) .

11) حرّ الوجه: ما يبدو منه عادة (ما لا يستره الإنسان عادة-كما يفعل البدوي بالكوفية التي تستر جوانب وجهه فقط) . الأصيل: منتصف الوقت بين الظهر و غياب الشمس. هجير: حرّ (بفتح الحاء) . -و في سبيل تنفيذ عزمي أعرّض وجهي للحر في نصف النهار حينما يكون الأصيل حرّا لا يطاق.

12) في الديوان (ص ٢٩٩) و للموت في عيش، و هو خطأ مطبعي بلا ريب و لكن لم ينبّه عليه في باب الصواب و الخطأ (ص 6٢6) -و حينما يكون للموت صور مختلفة في عين الجبان، و حينما يبلغ الخوف قدرا عظيما حتّى تبدأ أذنا الجريء الشجاع تصفران من الخوف (تسمعان أصواتا غير موجودة) .

13) حينئذ أيقنت أنّني أستطيع أن أنال كلّ ما أعزم عليه. و هذا يجعلني أيضا جديرا (مستحقّا) بعطايا المنصور بن أبي عامر.

14) ليس هنالك رجل آخر غير المنصور بن أبي عامر تنتظر منه الدفاع عن الدين و عن الملك و ننتظر منه العطايا التي تحقّق آمال الطالبين مهما تكن تلك الآمال كبيرة.

15) هو يجير (ينقذ، يحمي) الدين من الملحدين جميعا، و لا يستطيع أحد أن يمنعه من القضاء على الضلال.

16) اجتمع في نسبه بنو تميم (دلالة على الكثرة و القوّة) و يعرب (دلالة على قدم المجد في أسلافه) . و يعرب بن قحطان أيضا أبو عرب اليمن (دلالة على عراقة المجد) .

17) الحميريّين: عرب الجنوب (دلالة على جمع المجد من عرب الشمال و من عرب الجنوب) . تهمي: تهطل: تسقط بكثرة. الندى: الكرم.

18) إن الدهر الذي يأبى أن يطيع أحدا من الناس انقاد لهم طائعا راضيا. و الأيّام التي هي نفور (كثيرة النفرة و الهرب و الجفلة من الناس) هدأت على يدهم.

19) غرور: خديعة النفس، مطلب لا يتحقّق.

20) الحائط: الحامي، المدافع. و المقصود بقوله: حائط و قدير «اللّه تعالى» .

21) هو في بلده مستقر يعطي الناس الرغائب (جمع رغيبة: الأمر المرغوب فيه) و اللهى (جمع لهية-بفتح اللام أو بضمّها-: العطية الجزيلة، ألف دينار، أو ألف درهم) ، بينما هو يفكر (و يدير) جميع أنحاء البلاد.

22) هذه الأبيات تقليد لمقطوعة للشريف الرضيّ (ت بغداد 4٠6 ه‍) : يا ظبية البان ترعى في خمائله ليهسك اليوم أن القلب مرعاك.

23) وحشيّة اللفظ: لفظها يشبه بغام (بضمّ الباء) بقر الوحش (الظباء) . في الديوان (ص 5٣٨) : هل يودي (بنقطتين تحت الياء) : يهلك، يموت. و الأصوب أن نقرأ: هل يودى (بألف مقصورة) : هل تدفع ديته (بكسر الدال و فتح الياء بلا تشديد) ، يدلنا على ذلك تتمّة البيت: دمي مضاع. . . جاني ذاك عيناك: عيناك سفكتا دمي ثمّ حالتا بيني و بين أن أطلب منك دية (لأنّني أحبّك) .

24) أصلاه: عرّضه لحر النار. اللوعة: حرقة في القلب، ألم من حبّ أو همّ.

25) واديك: منزلك، المكان الذي تسكنينه. وادي الكرى: النوم-إذا كنت لا أستطيع أن أزورك في أرضك (خوفا من أهلك) فلعلّي أراك في نومي (إذ ليس لأهلك سلطة على الرؤيا في النوم، و لا يستطيعون أن يمنعوها عنّي).

26) ردّاك: ألبسك. من: الذي (أي اللّه) .

27) مظهر: ناصر.

28) أوّل أسمائك (المنذر: الذي يحمل خبر الشرّ) . اعتزاؤك: انتماؤك، انتسابك: التجيبي (المجيب؟) .

29) الأنس (بضم الهمزة) : الحديث المفرح و (بكسر الهمزة) : الناس.

30) نجوم (جمع نحم: أول ما ينبت من عشب الأرض) . نجوم الصبا: أوائل الشباب. أين تلك النجوم: (نجوم السماء) أين أيام شبابنا الأولى؟ أين ذاك النسيم: أين ذلك الهواء الذي كنا نتنشّقه في أوطاننا؟

31) أ ليس في تخيل الإنسان لأيّام شبابه ضياء (رؤية) لذلك الشباب الذي مضى (شعور به) ؟ أ ليس في التنشّق (محاولة شمّ الريح من نحو الوطن) شعور بأن الإنسان قريب من وطنه أو موجود فيه؟

32) شط: ابتعد. غار الماء: ذهب في الأرض و ضاع. هام: أحبّ امرأة. هام بالمرأة: حنّ (بفتح الحاء) اشتاق. أهيم إليه (ليست في القاموس) : اشتاق إليه.

33) خمري (الخمر التي أشربها و أسكر بها) من الدرّ (اللؤلؤ من الاسنان، أسنان المحبوب: من فمه) . مسك مذاب: ريق المحبوب. في الديوان (ص ٢٧١) : و روضي من السحر (بكسر السين) ؛ و أرجّح أنا القراءة: و روحي (بفتح الراء: الراحة و الانتعاش) من السحر (بفتح السين: الصدر!) . الدلّ: الدلال، الجرأة على الزوج بتغنّج. الرخيم: (الكلام) اللّين العذب.

34) ليس الشباب جميلا مع الشيب أو مع الشعر الأبيض، كما أن الروض الناضر لا يكون جميلا إذا كان فيه عشب يابس.

35) من العجيب أن أحداث الدهر سالمتنا (في الماضي) مع أنّها (في الأصل و العادة) عدوّ لنا.

36) و كيف أعانني القضاء على دهري (و وهبني سعادة) ، مع أن القضاء في العادة ظلوم (يظلم: يسلب الناس ما هو حقّ لهم) ؟

37) نحن البشر ديون للدهر في هذه الحياة. و في كلّ يوم يطلب الغريم (صاحب الدين، أي الدهر) دينه ممّن يريد: بالإفقار، بالمصائب، بالموت، الخ.

38) إنّ القلوب تتمنّى أمنيات عسيرة التحقيق ثمّ تحمل الأجسام على تحقيق هذه الأمنيات فتلقى الأجسام من جرّاء ذلك تعبا شديدا.

39) يسعى الإنسان إلى أن يحقّق رغباته في أحوال قاسية: في هجير (حر نصف النهار) و لو أن هنالك شيئا أشدّ حرّا من النار (من الجحيم: جهنّم) لكان هو ذلك الهجير.

40) و في كلّ بحر عظيم يخوض فيه ذلك الإنسان الصغير. يهاويه ليست في القاموس. و الأقرب أن يكون  «يهاديه» (و هذه أيضا ليست في القاموس، و إن جاءت في شعر الأخطل) . و المقصود يدفعه أمامه بيسر. و الإشارة هنا إلى قول عمرو بن العاص حينما سأله عمر بن الخطّاب أن يصف له البحر، فكتب إليه عمرو بن العاص: «البحر خلق كبير يركبه خلق صغير. و راكبه دود على عود. الداخل فيه مفقود، و الخارج منه مولود» .

41) الثريّا عنقود نجوم. أفردتها: عزلتها. -كان الإنسان في البحر مثل عنقود الثريا في السماء إذا لم يكن في السماء نجوم غيرها (أي شيء ضئيل جدّا) .

42) سناء (نور الصباح جزء من سنائه: بشاشة وجهه و لطفه) و المطر نموذج من كرمه.

43) العديم: الفقير. في الديوان (ص ٢٧٣) : يغنى (بالبناء للمجهول) و يجوز أن تكون يغنى (بالبناء للمعلوم).

44) الرزايا جمع رزيّة: مصيبة. الكلوم جمع كلم (بسكون اللام) : جرح. أسا الجرح: داواه.

45) علا-العلا، العلى: المجد و الرفعة و العظمة. أعرقت: كانت عريقة (قديمة في أسلافه) . يدين: يقرّ. يدين الكريم بها و اللئيم: يقرّ (له بهذا الكرم) جميع الناس.

46) هلّ يهلّ (بالبناء للمعلوم أو للمجهول) الهلال: ظهر. و هلّ الرجل: فرح. -إذا رأى الهلال و النجوم تاجك فرحن ثمّ رفعن أصواتهن من الدهشة و الحسد (لأنّ تاجك أجمل منهن) .

47) السناء: العلوّ و الارتفاع (و الشاعر يقصد النور؟) . الحلوم جمع حلم (بالكسر) : العقل. يمدح الشاعر ممدوحه بكرم الأصل و بالحكمة (؟) .

48) السابغات: الدروع. تمور: تموج (كناية عن كثر الجنود) . السابحات: الخيل (؟) . سفين: سفن، مراكب (كناية عن كثرة الفرسان؟) .

49) كأن الأعلام التي تخفق فوق جيشك (لكثرتها) جماعات من الطيور فوق ماء البحر لا أعلام لسفن (لأنّ السفينة يرتفع عليها علم واحد أو علمان اثنان أو ثلاثة أعلام. و لكنّ كثرة سفنك بكثرة أعلامها تشبه جماعات الطيور.

50) الشانىء: العدوّ المبغض. رام يروم: أراد، أحبّ.

51) أوّل دعائنا أن ينصرك اللّه، و آخر دعائنا أن يديم اللّه بقاءك.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.