المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



تفسير الاية (1-14) من سورة التكوير  
  
6628   01:29 مساءً   التاريخ: 4-2-2018
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف التاء / سورة التكوير /

قال تعالى : {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} [التكوير: 1 - 14].


تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

أخبر الله سبحانه عن القيامة وشدائدها فقال {إذا الشمس كورت} أي ذهب ضوءها ونورها فأظلمت واضمحلت عن ابن عباس وأبي ومجاهد وقتادة وقيل ألقيت ورمي بها عن أبي صالح والربيع بن خثيم وقيل جمع ضوءها ولفت كما تلف العمامة عن الزجاج والمعنى أن الشمس تكور بأن يجمع نورها حتى تصير كالكارة الملقاء ويذهب ضوءها ويحدث الله تعالى للعباد ضياء غيرها.

 {وإذا النجوم انكدرت} أي تساقطت وتناثرت عن مجاهد وقتادة والربيع بن خثيم يقال انكدر الطائر من الهواء إذا انقض وقيل تغيرت من الكدورة عن الجبائي والأول أولى لقوله {وإذا الكواكب انتثرت} إلا أن تقول يذهب ضوءها ثم تتناثر {وإذا الجبال سيرت} عن وجه الأرض فصارت هباء منبثا وسرابا {وإذا العشار} وهي النوق الحوامل أتت عليها عشرة أشهر وبعد الوضع تسمى عشارا أيضا وهي أنفس مال عند العرب {عطلت} أي تركت هملا بلا راع وقيل العشار السحاب تعطل فلا تمطر عن الجبائي وحكي ذلك عن أبي عمر وقال الأزهري لا أعرف هذا في اللغة.

 {وإذا الوحوش حشرت} أي جمعت حتى يقتص لبعضها من بعض فيقتص للجماء من القرناء ويحشر الله سبحانه الوحوش ليوصل إليها ما تستحقه من الأعواض على الآلام التي نالتها في الدنيا وينتصف لبعضها من بعض فإذا وصل إليها ما استحقته من الأعواض فمن قال أن العوض دائم تبقى منعمة إلى الأبد ومن قال تستحق العوض منقطعا فقال بعضهم يديمه الله لها تفضلا لئلا يدخل على المعوض غم بانقطاعه وقال بعضهم إذا فعل الله بها ما استحقته من الأعواض جعلها ترابا.

 {وإذا البحار سجرت} أي أرسل عذبها على مالحها ومالحها على عذبها حتى امتلأت وقيل إن المعنى فجر بعضها في بعض فصارت البحور كلها بحرا واحدا ويرتفع البرزخ عن مجاهد ومقاتل والضحاك وقيل سجرت أي أوقدت فصارت نارا تضطرم عن ابن عباس وقيل يبست وذهب ماؤها فلم يبق فيها قطرة عن الحسن وقتادة وقيل ملئت من القيح والصديد الذي يسيل من أبدان أهل النار في النار وأراد بحار جهنم لأن بحور الدنيا قد فنيت عن الجبائي.

 {وإذا النفوس زوجت} أي قرن كل واحد منها إلى شكله وضم إليه والنفس يعبر بها عن الإنسان وقد يعبر بها عن الروح فالمعنى قرن كل إنسان بشكله من أهل النار وبشكله من أهل الجنة عن عمر بن الخطاب وابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وقيل معناه ردت الأرواح إلى الأجساد فتصير أحياء عن عكرمة والشعبي وأبي مسلم وقيل يقرن الغاوي بمن أغواه من إنسان أوشيطان عن الجبائي وقيل زوجت أي قرنت نفوس الصالحين من المؤمنين بالحور العين وقرنت نفوس الكافرين بالشياطين عن عطاء ومقاتل {وإذا الموءودة سئلت} يعني الجارية المدفونة حيا وكانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت على رأسها فإن ولدت بنتا رمت بها في الحفرة وإن ولدت غلاما حبسته عن ابن عباس قال شاعرهم :

سميتها إذ ولدت تموت *** والقبر صهر ضامن زميت(2)

ومعنى قوله {سئلت بأي ذنب قتلت} أن الموءودة تسأل فيقال لها بأي ذنب قتلت ومعنى سؤالها توبيخ قاتلها لأنها تقول قتلت بغير ذنب ويجري هذا مجرى قوله سبحانه لعيسى (عليه السلام) {أ أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} على سبيل التوبيخ لقومه وإقامة الحجة عليهم عن الفراء وقيل إن معنى سئلت طولب قاتلها بالحجة في قتلها وسئل عن سبب قتلها فكأنه قيل والموءودة يسأل قاتلها بأي ذنب قتلت هذه ونظيره قوله {إن العهد كان مسئولا} أي مسئولا عنه عن أبي مسلم وعلى هذا فيكون القتلة هنا هم المسئولين على الحقيقة لا المقتولة وإنما المقتولة مسئول عنها.

 {وإذا الصحف نشرت} يعني صحف الأعمال التي كتبت الملائكة فيها أعمال أهلها من خير وشر تنشر ليقرأها أصحابها ولتظهر الأعمال فيجازوا بحسبها {وإذا السماء كشطت} أي أزيلت عن موضعها كالجلد يزال عن الجزور ثم يطويها الله وقيل معناه قلعت كما يقلع السقف عن الزجاج وقيل كشفت عمن فيها ومعنى الكشط رفعك شيئا عن شيء قد غطاه كما يكشط الجلد عن السنام {وإذا الجحيم سعرت} أوقدت وأضرمت حتى ازدادت شدة على شدة وقيل سعرها غضب الله وخطايا بني آدم عن قتادة.

 {وإذا الجنة أزلفت} أي قربت من أهلها للدخول وقيل قربت بما فيها من النعيم فيزداد المؤمن سرورا ويزداد أهل النار حسرة {علمت نفس ما أحضرت} أي إذا كانت هذه الأشياء التي تكون في القيامة علمت في ذلك الوقت كل نفس ما وجدت حاضرا من عملها كما قالوا أحمدته وجدته محمودا وقيل علمت ما أحضرته من خير وشر وإحضار الأعمال مجاز لأنها لا تبقى والمعنى أنه لا يشذ عنها شيء فكان كلها حاضرة وقيل أن المراد صحائف الأعمال .

_______________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج10 ، ص276-278.

2- الزميت بمعنى الساكن ، وبعده قوله : ((ليس لمن ضمنه تربيت)).

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

أشار سبحانه في هذه الآيات إلى بعض ما يحدث يوم القيامة إلى ساعة الحساب ، وتلك الحوادث هي :

1 - {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} . معنى التكوير اللف ، ومنه تكوير العمامة ، والمراد من تكوير الشمس طيها وخفاؤها بعد ان كانت ظاهرة للعيان ، بل ومضرب المثل في الوضوح والظهور ، وسبب طيها ما يعتريها من الخراب .

2 - {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} . وانكدار الشيء انقلابه حتى يصير أسفله أعلاه والمراد من انكدار النجوم تساقطها وانتثارها . وفي الآية 2 من سورة الانفطار : {وإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ} .

3 - {وإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ} . اقتلعت من أماكنها ، وسارت في الهواء .

4 - {وإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ} . العشار النوق الحوامل ، وهي أنفس وأثمن مال عند العرب ، وعطَّلت تركت وأهملت . وهذا كناية عن شدة الهول وذهول الإنسان عن كل شيء في ذلك اليوم .

5 - {وإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} . تنفر مذعورة عند خراب الكون ، وتموت خوفا . وقال الرازي وصاحب مجمع البيان : {ان اللَّه يجمع الوحوش حتى يقتص لبعضها من بعض} . ويلاحظ بأن اللَّه لا يحاسب حتى يكلف ، ولا يكلف حتى يهب العقل . . به يثيب ، وبه يعاقب ولوكان للوحوش عقل لامتنعت عن الإنسان ، وكانت معه بمنزلة سواء .

6 - {وإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ} . في كتب اللغة سجر البحر فاض ماؤه ، وعليه يكون المعنى ان مياه البحار تنطلق هنا وهناك ، لا يمسكها شيء نتيجة لخراب الكون ، ومثله {وإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ} - الانفطار . وقال الشيخ محمد عبده :

قد يكون تسجيرها ضرامها نارا ، فإن ما في بطن الأرض من النار يظهر إذ ذاك بتشققها ، وعندئذ يذهب الماء بخارا ، ولا يبقى في البحار إلا النار ، وقد ورد في بعض الأخبار ان البحر غطاء جهنم ، والبحث العلمي أثبت ذلك ، ويشهد عليه غليان البراكين والزلازل .

7 - {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} . أي عادت كل نفس آدمية إلى الجسم الأول الذي فارقته عند الموت .

8 - {وإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} . وهي البنت الصغيرة تدفن حية ، فإنها تبعث وتسأل على مسمع من وائدها : لما ذا وأدك الوائدون ؟ ليكون أشد وقعا على الوائد . أنظر تفسير الآية 58 من سورة النحل ج 4 ص 523 .

9 - {وإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} . يعطى لكل إنسان غدا كتاب اعماله خيرها وشرها . وقد يكون هذا كناية عن ان أعمال العباد يوم القيامة تظهر لهم بكاملها كما هي ، ومهما يكن فما علينا ان نبحث عن حقيقة تلك الصحف والكتب .

10 - {وإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ} . أي كشفت وأزيل منها الكواكب التي كانت تحجب ما وراءها كما يزال الجلد عن الذبيحة ، ويظهر ما تحته من اللحم .

11 - {وإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} . أوقدت وأضرمت .

12 - {وإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} . قربت من أهلها ، وقربوا منها لأنها أعدت لهم ، وأعدوا لها . ومثله {وأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} - 31 ق .

{عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ} . هذا جواب الشروط الاثني عشر المتقدمة ، والمعنى إذا حدث ما سبق ذكره أقدم كل إنسان على ربه ، وهو يعلم ما ذا يحمل معه من الأعمال ، وما تزود به من خير أوشر . وفي نهج البلاغة : {وان قادما يقدم - على ربه - بالفوز أو الشقوة لمستحق لأفضل العدة ، فتزودوا في الدنيا من الدنيا ما تجزون به أنفسكم} .

__________________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7 ، ص523-525.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

تذكر السورة يوم القيامة بذكر بعض أشراطها وما يقع فيها وتصفه بأنه يوم ينكشف فيه للإنسان ما عمله من عمل ثم تصف القرآن بأنه مما ألقاه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رسول سماوي وهو ملك الوحي وليس بإلقاء شيطاني ولا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مجنون يمسه الشيطان.

ويشبه أن تكون السورة من السور العتائق النازلة في أوائل البعثة كما يشهد به ما فيها من تنزيهه (صلى الله عليه وآله وسلم) مما رموه به من الجنون وقد اتهموه به في أوائل الدعوة وقد اشتملت على تنزيهه منه سورة {ن} وهي من العتائق.

والسورة مكية بلا كلام.

قوله تعالى: {إذا الشمس كورت} التكوير اللف على طريق الإدارة كلف العمامة على الرأس، ولعل المراد بتكوير الشمس انظلام جرمها على نحو الإحاطة استعارة.

قوله تعالى: {وإذا النجوم انكدرت} انكدار الطائر من الهواء انقضاضه نحو الأرض، وعليه فالمراد سقوط النجوم كما يفيده قوله: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ } [الانفطار: 2] ويمكن أن يكون من الانكدار بمعنى التغير وقبول الكدورة فيكون المراد به ذهاب ضوئها.

قوله تعالى: {وإذا الجبال سيرت} بما يصيبها من زلزلة الساعة من التسيير فتندك وتكون هباء منبثا وتصير سرابا على ما ذكره سبحانه في مواضع من كلامه.

قوله تعالى: {وإذا العشار عطلت} قيل: {العشار جمع عشراء كالنفاس جمع نفساء وهي الناقة الحامل التي أتت عليها عشرة أشهر فتسمى عشراء حتى تضع حملها وربما سميت عشراء بعد الوضع أيضا وهي من أنفس المال عند العرب.

وتعطيل العشار تركها مهملة لا راعي لها ولا حافظ يحفظها وكان في الجملة إشارة على نحو الكناية إلى أن نفائس الأموال التي يتنافس فيها الإنسان تبقى اليوم ولا صاحب لها يتملكها ويتصرف فيها لأنهم مشغولون بأنفسهم عن كل شيء كما قال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37].

قوله تعالى: {وإذا الوحوش حشرت} الوحوش جمع وحش وهومن الحيوان ما لا يتأنس بالإنسان كالسباع وغيرها.

وظاهر الآية من حيث وقوعها في سياق الآيات الواصفة ليوم القيامة أن الوحوش محشورة كالإنسان، ويؤيده قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [الأنعام: 38].

وأما تفصيل حالها بعد الحشر وما يئول إليه أمرها فلم يرد في كلامه تعالى ولا فيما يعتمد عليه من الأخبار ما يكشف عن ذلك نعم ربما استفيد من قوله في آية الأنعام: {أمم أمثالكم} وقوله: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} بعض ما يتضح به الحال في الجملة لا يخفى على الناقد المتدبر، وربما قيل: إن حشر الوحوش من أشراط الساعة لا مما يقع يوم القيامة والمراد به خروجها من غاباتها وأكنانها.

قوله تعالى: {وإذا البحار سجرت} فسر التسجير بإضرام النار وفسر بالملإ والمعنى على الأول وإذا البحار أضرمت نارا، وعلى الثاني وإذا البحار ملئت.

قوله تعالى: {وإذا النفوس زوجت} أما نفوس السعداء فبنساء الجنة قال تعالى: {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [النساء: 57] ، وقال: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54] وأما نفوس الأشقياء فبقرناء الشياطين قال تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ } [الصافات: 22] وقال: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36].

قوله تعالى: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} الموءودة البنت التي تدفن حية وكانت العرب تئد البنات خوفا من لحوق العار بهم من أجلهن كما يشير إليه قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} [النحل: 58، 59].

والمسئول بالحقيقة عن قتل الموءودة أبوها الوائد لها لينتصف منه وينتقم لكن عد المسئول في الآية هي الموءودة نفسها فسئلت عن سبب قتلها لنوع من التعريض والتوبيخ لقاتلها وتوطئة لأن تسأل الله الانتصاف لها من قاتلها حتى يسأل عن قتلها فيؤخذ لها منه، فالكلام نظير قوله تعالى في عيسى (عليه السلام): { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [المائدة: 116].

وقيل: إسناد المسئولية إلى الموءودة من المجاز العقلي والمراد كونها مسئولا عنها نظير قوله تعالى: {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].

قوله تعالى: {وإذا الصحف نشرت} أي للحساب، والصحف كتب الأعمال.

قوله تعالى: {وإذا السماء كشطت} في المجمع، الكشط القلع عن شدة التزاق فينطبق على طيها كما في قوله: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67] ، وقوله: { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} [الفرقان: 25] وغير ذلك من الآيات المفصحة عن هذا المعنى.

قوله تعالى: {وإذا الجحيم سعرت} التسعير تهييج النار حتى تتأجج.

قوله تعالى: {وإذا الجنة أزلفت} الإزلاف التقريب والمراد تقريبها من أهلها للدخول.

قوله تعالى: {علمت نفس ما أحضرت} جواب إذا، والمراد بالنفس الجنس والمراد بما أحضرت عملها الذي عملته يقال: أحضرت الشيء أي وجدته حاضرا كما يقال: أحمدته أي وجدته محمودا.

فالآية في معنى قوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ } [آل عمران: 30].

__________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج20 ، ص189-191.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

يوم تطوى الكائنات فيه!

نواجه في بداية السورة، إشارات قصيرة، مثيرة ومرعبة لما سيجري لنهاية العالم المذهلة ـ بداية يوم القيامة ـ، فتنقل الإنسان في فكره وأحاسيسه إلى مفاجآت ذلك اليوم الرهيب، قد تحدثت تلك الإشارات عن ثمانية علائم من ويوم القيامة.

وأول مشهد عرضته عدسة العرض القرآني، هو: {إذا الشمس كورت}.

«كورت»: من (التكوير)، بمعنى الطي والجمع واللّف (مثل لف العمامة على الرأس)، وأُخذ هذا المعنى من كتب اللغة والتفسير والمختلفة.

واستعملت كذلك بمعنى: (الرمي) أو(إطفاء شيء).. والمعنيان ـ كما يبدوـ مستمدان من المعنى الأصلي.

وعلى أيّة حال، فالمقصود هو: خمود نور الشمس وذهابه، وتغيّر نظام تكوينها.

وكما بات معلوماً... فالشمس في وضعها الحالي، عبارة عن كرة مشتعلة، على هيئة غازية ملتهبة، وتتفجر الغازات على سطحها بصورة شعلات هائلة محرقة، قد يصل ارتفاعها إلى مئات الآلاف من الكيلومترات!

ولو قُدّرَ وضع الكرة الأرضية وسط شعلة منها، فإنّها تستحيل فوراً إلى رماد وكتلة من الغازات!!

ولكن... عند حلول وقت نهاية العالم، والإقتراب من يوم القيامة، سيخمد ذلك اللهب المروع، وستجمع تلك الشعلات، فيطفأ نور الشمس، ويصغر حجمها... وهوما اُشير إليه بالتكوير.

وجاء في (لسان العرب): (كورت الشمس: جمع ضوءها ولف كما تلف العمامة).

وقد أيّد العلم الحديث هذه الحقيقة، من خلال اعتقاده وبعد دراسات علمية كثيرة، بأنّ الشمس تسير تدريجياً نحو الظلام والإنطفاء.

ويأتي المشهد الثّاني: {وإذا النجوم انكدرت}.

«انكدرت»: من (الإنكدار)، بمعنى السقوط والتناثر، واشتق من (الكدورة)، وهي السواد والظلام.

ويمكن جمع المعنيين في الآية، لأنّ النجوم في يوم القيامة ستفقد إشعاعها وتتناثر وتسقط في هاوية الفناء، كما تشير إلى ذلك الآية (2) من سورة الإنفطار: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ } [الانفطار: 2] ، والآية (8) من سورة المرسلات: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ } [المرسلات: 8].

والمشهد الثّالث: {وإذا الجبال سيّرت}.

وقد ذكرنا مراحل فناء الجبال، إبتداء من السير والحركة وانتهاء بتحولها إلى غبار متناثر (فراجع تفسير الآية (20) من سورة النبأ).

وثمّ يأتي در والمشهد الرّابع: {وإذا العشار عطّلت}.

«العشار»: جمع (عشراء)، وهي الناقة التي مرّ على حملها عشرة أشهر، فأضحت على أبواب الولادة، بعدما امتلأت أثداؤها باللبن.

وهي من أحبّ وأثمن النوق لدى العرب زمن نزول الآية المباركة.

«عطلت): تركت لا راعي لها.

فهول ووحشة القيامة، سينسي الإنسان أحبّ وأثمن ما يمتلكه.

وقال العلاّمة الطبرسي في مجمع البيان: وقيل: العشار، السحاب تعطل فلا تمطر. أي: إنّ الغيوم ستظهر في ذلك اليوم، ولكن لا تمطر (ويمكن أن يكون الغيوم ناشئة من الغازات والمختلفة، أو تكون غيوماً ذرية، أو طبقات من الغبار الناتج من تدمير الجبال.. وكلّ ذلك لا تمطر).

ويضيف الطبرسي قائلاً: قال الأزهري: لا أعرف هذا في اللغة.

وثمّة علاقة بين ما ذهب إلى الشيخ الطريحي في (مجمع البحرين) بقوله: العشار: بمعنى الناقة الحامل ثمّ اُطلق على كلّ حامل، وبين إطلاقها في الآية. فلا غيوم غالباً ما تكون محملة بالأمطار، ولكن الغيوم التي ستظهر في السماء على أعتاب ذلك اليوم سوف لا تكون حاملة بالمطر ـ فتأمل.

وقيل: «العشار»: هي البيوت أو الأراضي الزراعية التي ستتعطل بذلك اليوم، وستخلو من الناس والزراعة.

وأشهر ما فسّرت به الآية هو التفسير الأوّل.

وينتقل المشهد الخامس إلى الوحوش: {وإذا الوحوش حشرت}.

فالحيوانات الوحشية التي تراها في الحالات العادية تبتعد الواحدة عن الأُخرى خوفاً من الافتراس والبطش، ستراها وقد جمعت في محفل واحد، وكلّ منها لا يلتفت إلى ما حوله لما سيطاب به من رهبة وأهوال ذلك اليوم الخطير، وكأنّها تقصد من اجتماعها هذا التخفيف عن شدّة خوفها وفزعها!!

ونقول: إذا اضمحلت كلّ خصائص الوحشية للحيوانات غير الأليفة نتيجة لأهوال يوم القيامة، فما سيكون مصير الإنسان حينئذ؟!

ويعتقد كثير من المفسّرين بأنّ الآية تشير إلى حشر الحيوانات الوحشية في عرصة يوم القيامة لمحاسبتها على قدر ما تحمل من إدراك، ويستدلون بالآية (38) من سورة الأنعام على ذلك، والتي تقول: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: 38] (2).

وما يمكننا قوله: إنّ الآية تتحدث عن علائم نهاية الدنيا المهولة، وبداية عالم الآخرة، وعليه.. فالتّفسير الأوّل أنسب.

وتُصَوّرُ البحار في المشهد السادس: {وإذا البحار سجّرت}.

«سجّرت»: من (التسجير)، بمعنى إضرام النّار.

وإذا خالج القدماء التعجب والإستغراب لهذا الوصف القرآني، فقد بات اليوم من البديهيات الكسبية، لما يتركب منه الماء من عنصري الأوكسجين والهيدروجين، القابلات للإشتعال بسرعة، ولا يستبعد أنْ يوضع الماء ـ في إرهاصات يوم القيامة ـ تحت ضغط شديد ممّا يؤدي إلى تجزئة وتفكيك عناصره، وعندما سيتحول إلى كتلة ملتهبة من النّار.

وقيل: «سجّرت»: بمعنى (امتلاءت)، كما يقال للتنور الممتليء بالنّار (مسجّر)، وعلى ضوء هذا المعنى، يمكننا أنْ نتصور امتلاء البحار ممّا سيتسبب من الزلازل الحادثة وتدمير الجبال في إرهاصات يوم القيامة، أو ستمتليء بما يتساقط من أحجار وصخور سماوية، فيفيض ماؤها على اليابسة ليغرق كلّ شيء.

ويأتي در والمشهد السابع: {وإذا النفوس زوجت}.

فتبدأ المآلفة بخلاف حال الدنيا... فالصالحون مع الصالحين، والمسيؤون مع المسيئين، وأصحاب اليمين مع أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال مع أصحاب الشمال، فإذا ما جاور المؤمن مشركاً، أو تزوج الصالح من غير الصالحة في الحياة الدنيا، فتصنيف يوم لقيامة غير ذلك، فهو يوم الفصل الحق.

وثمّة احتمالات اُخرى، منها:

ردّ الأرواح إلى أجسادها..

زواج الصالحين بالحور العين..

قرن الضالين بالشياطين...

لحوق الإنسان بحميمه، بعد أنْ فرّق الموت بينهما..

قرن الإنسان بأعماله.

والتفسير الأوّل أقرب، بدلالة الآيات (7 ـ 11) من سورة الواقعة: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } [الواقعة: 7 - 11].

فبعد أنْ تحدثت الآيات السابقة لهذه الآية عن ستة تحولات، كمقدمات يوم القيامة، تأتي الآية أعلاه لتخبر عن اُولى خطوات يوم القيامة، المتمثلة بالتحاق كلّ شخص بقرينه.

ونصل إلى المشهد الثّامن: {وإذا الموءودة سئلت بأىّ ذنب قتلت}.

«المؤءودة»: من (الوأد) على وزن (وعد)، بمعنى دفن البنت حيّة بعد ولادتها.

وقيل: الوأد بمعنى الثقل، وتوسع معناه (لما ذُكِر)، لما فيه من دفن البنات في القبر وإلقاء التراب عليهن.

وأطلق الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) مفهوم الوأد، ليشمل كّل قطع رحم وقطع مودّة... حينما سُئل الإمام الباقر(عليه السلام) عن معنى الآية، قال: «مَنْ قتل في مودّتنا».(3)

وفي رواية اُخرى: إنّ الدليل على ذلك هو آية القربى: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى}(4).

ولا شك أنّ التفسير الأوّل ينسجم مع ظاهر الآية، ولكن المفهوم والملاك قابلان للتوسع والشمول.

وقوله تعالى : {وَإذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ(10) وَإذَا السَّمَآءُ كُشِطَتْ(11) وَإذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ(12) وَإذَا الْجَنَّةُ اُزْلِفَتْ(13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ}

يوم يرى الانسان ما قدّم!!

فبعد مرحلة الفناء العام، تأتي مرحلة الظهور الجديد للعالم، لتقام محكمة العدل الالهي. ومن خطوط هذه المرحلة: {وإذا الصحف نشرت}.

«الصحف»: جمع (صحيفة) بمعنى المبسوط من الشيء، كصحيفة الوجه، والصحيفة التي يكتب عليها.

فستنشر الصحف التي دوّنت فيها أعمال الناس من قبل الملائكة وكلٌّ سيعرف جزاءه بعد الإطلاع على صحيفة أعماله، كما تشير إلى ذلك الآية (14) من سورة الإسراء: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14].

وسيكون نشر الصحف أمام الملأ العام لتقرّ عيون المحسنين سروراً، ويقاسي المسيؤون العذاب النفسي.

ثمّ يضيف: {وإذا السماء كشطت}.

«كشطت»: من (الكشط) على وزن (كشف)، بمعنى قلع جلد الناقة، كما قال الراغب في مفرداته، وأمّا في (لسان العرب) فتعني: كشف الغطاء عن الشيء، و«تكشط السحاب» أيْ، تقطع وتفرّق.

وما يراد من «كشطت» في الآية، هو: رفع الحجب الفاصلة بين العالمين الدنيوي والعلوي، التي تمنع رؤية الناس للملائكة أو الجنّة والنّار، فيرى الإنسان حينها عالم الوجود شاخص أمام ناظريه شخوصاً حقيقياً، وكما تصور الآيات التالية ذلك، حيث أنّ الجنّة ستقترب من الإنسان ليرى نعيمها، وتزداد النّار سعيراً لاهبة.

نعم، أوليس يوم القيامة (يوم البروز).. فلا الحقائق ستخفى، ولا يكون للحجب أثراً.

فالآية وما سبقها وسيلحقا إذنْ (حسب التفسير أعلاه) قد تحدثت عن المرحلة الثّانية للقيامة ـ مرحلة ما بعد البعث ـ فما ذكره كثير من المفسرين، من كون الآية تشير إلى انهيار وتحطم السماوات، والمتعلق بحوادث المرحلة الاُولى للقيامة (مرحلة الفناء العام)، يبدو أنّه بعيد، لإنّه لا ينسجم مع معنى «كشطت» من جهة اُخرى.

ويتأكد ذلك بوضوح من خلال الآية: {وإذا الجحيم سعّرت}.

فجهنّم موجودة في كل الأوقات، ولكّن حجب الدنيا هي المانعة من رؤيتها، فالآية على سياق الآية (49) من سورة التوبة: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة: 49] ، وكما أنّ جهنّم موجودة فالجنّة كذلك بدلالة آيات قرآنية كثيرة(5).

ويبّين البيان القرآني بذات السياق السابق: {وإذا الجنّة أُزلفت}.

وهذا المعنى هو تكرار لما جاء في الآية (90) من سورة الشعراء: {وأُزلفت الجنّة للمتقين}.

«أُزلفت»: من (زلف) على وزن (حرف).. و«زلفى»: على وزن (كُبرى)، بمعنى القرب، فيمكن أنْ يكون المراد هو: القرب المكاني، أو القرب الزماني، أو القرب من حيث الأسباب والمقدمات، ويمكن أيضاً أنْ تحمل الكلمة جميع ما ذكر من معان.

فستكون الجنّة قريبة من المؤمنين من حيث: المكان، زمان دخولها، من حيث تسهيل أسبابها لهم.

وقد تجلت مكانة المؤمنين عند اللّه حينما صرحّت الآية باقتراب الجنّة من المؤمنين، ولم تقل: اقترب المؤمنين من الجنّة.

وكما قلنا آنفاً... فالجنّة والنّار موجودتان في كلّ وقت، ولكنْ مع حلول يوم القيامة تكون الجنّة والنّار أشدّ اشتعالا من أي وقت مضى.

وتأتي الآية الأخيرة (من الآيات المبحوثة) لتتم ما جاء قبلها من جمل، حيث تمثل جزاء الشرط للجمل السابقة والتي وردت في (12) آية: {علمت نفس ما أحضرت}.

فستحضر أعمال الإنسان كاملة، ولا من محيص من العلم والإطلاع بها في عالم الشهود والمشاهدة.

وقد ذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة مرات عديدة في آيات مباركات، منها... الآية (49) من سورة الكهف: { وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} [الكهف: 49] ، والآية الأخيرة من سورة الزلزال: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة: 7، 8] .

فالآية إذَنْ... تبيّن مسألة (تجسم الأعمال) في يوم القيامة، فأعمالنا التي نتصورها قد انتهت وفنت في عالمنا الدنيوي، هي ليست كذلك، فكل عمل قمنا به سيتجسم بصورة ما، ليحضر أمام أعيننا في عرصة المحشر الرهبية.

__________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج15 ، ص115-123.

2 ـ بحثنا موضوع حشر وحساب الحيوانات في هذا التفسير ذيل الآية (38) من سورة الأنعام،

فراجع.

3 ـ تفسير البرهان، ج4، ص432، ح 11.

4 ـ المصدر السابق، ح7.

5 ـ آل عمران، الآية 133; والحديد، الآية 21... الخ.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .