تطور السياحة والرحلة في العصور الوسطى - اوربا في العصور الوسطى - رحلات الحجاج |
2639
12:07 مساءً
التاريخ: 9-1-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-4-2022
1834
التاريخ: 15-9-2020
2587
التاريخ: 25-4-2022
1835
التاريخ: 5-4-2022
2134
|
كان لبيت المقدس والأماكن الأخرى من فلسطين مكانة خاصة في نفوس المسيحيين. ولم تكن المسيحية في اول عهدها تلزم اتباعها بالحج الى الأماكن المقدسة ولم تنص تعاليمها على ثواب معين لمن يقدم على الحج. وفي البداية كان الحج امرا نادرا كما لم تكن السلطات الرومانية تشجع الارتحال الى فلسطين. وكان الفرد يؤدي تلك الزيارة من تلقاء نفسه تكفيرا عن ذنوبه وخطاياه.
ولكن بعد ان اعترفت الدولة الرومانية بالدين المسيحي وتركت الوثنية في القرن الرابع الميلادي أصبحت زيارة الأماكن المقدسة امرا ظاهرا. واصبح من شعائر المسيحية الارتحال الى بيت الحم والى جبل الزيتون والى بستان جستنيان وكذلك الى كنيسة القيامة التي بناها الامبراطور قسطنطين باعتبارها أماكن مقدسة. وهرع الحجاج الى الزيارة وساعد تشجيع السلطات الرسمية على تضاعف عددهم. وعند بداية القرن الخامس كان هناك نحو مائتي دير في بيت المقدس وما حولها تستقبل الحجاج.
ومنذ ذلك الحين اصبح هناك: اكثر من مكان لزيارة الحجاج ولم يعد الامر يقتصر على زيارة فلسطين. ويعزى ذلك الى اتجاه جمع المخلفات الدينية من الشرق ونقلها الى الغرب. ونتيجة لتسرب هذه المخلفات الصغرى وكذلك بعض المخلفات الكبرى أصبحت أماكن: دمشق، استانبول، روما، اسبانيا، بالإضافة الى فلسطين من أماكن المزارات الدينية.
وقبل العصور الوسطى كان الطريق البحري هو طريق الحجاج. الا انه اصبح طريقا غير مأمون بسبب انتشار القراصنة من الوندال. ورغم استمرار استخدامه الا انه اصبح محدودا في حجم الحركة عليه بسبب الانتشار الإسلامي وارتفاع تكلفة النقل في بداية العصور الوسطى. ورغم ذلك وجدنا الاسقف (اركوما) يقوم برحلة للزيارة استغرقت سنوات طوف فيها بمصر وسوريا وفلسطين. واقتصرت الرحلات في تلك الفترة على التوجه الى بيت المقدس للحج. وقد ظهرت بعض التقارير عن زيارات الحج المسيحية الى الأراضي المقدسة نذكر منها كتابات الشهيد انطونيوس، القديس يوحنا، والاسقف الكسندر.
وازداد عدد الحجاج في القرون من الثامن الى العاشر وشيدت الفنادق في الأراضي المقدسة. وكان من الميسور الرحلة من البندقية ومن باري الى طرابلس والإسكندرية. الا ان معظم المسافرين كانوا يفضلون زيارة المخلفات الدينية في القسطنطينية قبل مواصلة السير برا او بحرا. حينئذ اخذ يزداد الاعتقاد بان بعض المواضع المقدسة لها أهمية روحية خاصة. وصار معروفا منذ القرن العاشر ان لأربعة مشاهد هذه القوة الروحية وهما: مشهد سنت يعقوب في كومبو ستيلا بإسبانيا، مشهد القديس ميخائيل بأعلى جبل جارجيانوو في إيطاليا، مواضع عدة مقدسة في روما، واكبر هذه المشاهد واعظمها الأماكن المقدسة في فلسطين. حيث الناصرة وجبل الطور ونهر الأردن وبيت لحم وجميع المشاهد في بيت المقدس.
وكان للكلونيين دورا كبيرا في توفير عديد من التسهيلات لحركة الحجاج الى الأرض المقدسة. وكان الطريق البحري من الغرب الى القسطنطينية والشام باهظ التكاليف وكان الطريق البري مع نهر الدانوب والبلقان الى القسطنطينية طريقا خطرا. وهناك طريق آخر من إيطاليا يجتاز الادرياتي في رحلة قصيرة من باري الى دورازو ثم يسلك الطريق الروماني مجتازا سالونيك الى البسفور. ويتفرع من البسفور ثلاث طرق عبر آسيا الصغرى الى انطاكية وبعدها عبر اللاذقية الى الأراضي المقدسة. ورغم بطء السفر بالطريق البري الا انه كان اقل تكلفة واكثر راحة من الطريق البحري واكثر ملائمة للجماعات الكبيرة من الحجاج. وقد شيد الكلونيون المنازل على طول الطريق في إيطاليا واستريا والقسطنطينية وضواحيها وفي بيت المقدس كان يستخدمها الحجاج بالإضافة الى المعاملة الطيبة التي يلاقونها من الفلاحين.
وزاد عدد الحجاج القادمين من فرنسا واللورين وكذلك من الالمان ومن إنجلترا. وسافر النورمان الى جبل جارجانو والى فلسطين. واعجب الاسكندناويون بثروة وعجائب القسطنطينية، وكون جماعة الشمال في أوائل القرن 11 كتيبة (حرس الورنك) بالجيش الامبراطوري درجت على قضاء الاجازة في رحلة الى بيت المقدس، وفي القرن 11 زاد عدد النرويجيين والايسلنديين والدانماركيين الذين امضوا في خدمة الامبراطور خمسة سنوات ثم ادوا فريضة الحج قبل العودة الى بلادهم.
لذا كان ارتحال اصدقائهم نحو الجنوب لغرض الحج. واحب معظم الاسكنديناويين ان يتخذوا طريقا دائريا بان يقومون بطريق البحر مجتازين مضيق جبل طارق وان يعودوا بطريق البر عبر روسيا. ولم ينقطع سيل الحجاج مطلقا رغم بعض الاضطرابات وكان السادة يصحبون معهم حراسا مسلحين وسار الناس احادا وازواجا او ثلاثا ولم ينقطع سيلهم نحو الشرق واحيانا في جماعات بلغت الآلاف من الرحال والنساء من جميع الاعمال والطبقات لمدة سنة او اكثر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|