أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2016
3909
التاريخ: 5-01-2015
3149
التاريخ: 5-5-2016
3160
التاريخ: 29-4-2016
3252
|
ما تظاهر به الخبر من بعثة رسول الله (صلى الله عليه واله) له الى وادي الجن وقد اخبره جبرائيل (عليه السلام) بأن طائفة منهم قد اجتمعوا لكيده فأغنى عن رسول الله (صلى الله عليه واله) وكفى الله به المؤمنين كيدهم ودفعهم عن المسلمين بقوته التي بان بها من جماعتهم.
فروى محمد بن ابي السري التميمي , عن احمد بن الفرج, عن الحسن بن موسى النهدي , عن ابيه , عن وبرة بن حارث, عن ابن عباس رحمه الله قال : لما خرج النبي (صلى الله عليه واله) الى بني المصطلق جنب عن الطريق فأدركه الليل فنزل بقري واد وعر فلما كان في اخر الليل هبط عليه جبرائيل (عليه السلام),وقال ان طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي يريدون كيده وايقاع الشر بأصحابه عند سلوكهم اياه، فدعى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال له: اذهب إلى هذا الوادي فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك، فادفعه بالقوة التى أعطاك الله عزوجل اياها، وتحصن منهم بأسماء الله عزوجل التى خصك بها وبعلمها، وأنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس وقال لهم: كونوا معه وامتثلوا أمره، فتوجه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الوادي فلما قرب من شفيره أمر المائة الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير ولا يحدثوا شيئا حتى يؤذن لهم، ثم تقدم فوقف على شفير الوادي وتعوذ بالله من أعدائه، وسمى الله عز اسمه وأومأ إلى القوم الذين اتبعوه: أن يقربوا منه فقربوا، وكان بينهم وبينه فرجة مسافتها غلوة، ثم رام الهبوط إلى الوادي فاعترضت ريح عاصف كاد أن تقع القوم على وجوههم لشدتها ولم تثبت أقدامهم على الارض من هول الخصم ومن هول ما لحقهم، فصاح أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا علي بن ابي طالب بن عبد المطلب وصي رسول الله (صلى الله عليه واله) وابن عمه أثبتوا ان شئتم، فظهر للقوم اشخاص على صور الزط يخيل في أيديهم شعل النيران قد اطمأنوا بجنبات الوادي، فتوغل أمير المؤمنين (عليه السلام) بطن الوادي وهو يتلو القرآن ويؤمي بسيفه يمينا وشمالا، فما لبث الاشخاص حتى صارت كالدخان الاسود وكبر أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم صعد من حيث انهبط فقام مع القوم الذين اتبعوه حتى أسفر الموضع عما اعتراه، فقال له أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله): ما لقيت يا أبا الحسن فلقد كدنا ان نهلك خوفا، واشفقنا عليك أكثر مما لحقنا؟ فقال (عليه السلام) لهم: انه لما تراء لي العدو جهرت فيهم بأسماء الله تعالى فتضائلوا، وعلمت ماحل بهم من الجزع فتوغلت الوادي غير خائف منهم، ولو بقوا على هيئاتهم لأتيت على آخرهم، وقد كفى الله كيدهم وكفى المسلمين شرهم، وستسبقني بقيتهم إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) يؤمنون به، وانصرف أمير المؤمنين (عليه السلام) بمن معه إلى سول الله (صلى الله عليه واله) وأخبره الخبر.
فسرى عنه ودعى له بخير، وقال له: قد سبقك يا علي الي من أخافه الله بك فأسلم وقبلت اسلامه ثم ارتحل بجماعة المسلمين حتى قطعوا الوادي آمنين غير خائفين.
وهذا الحديث قد روته العامة كما روته الخاصة ولم يتناكروا شيئا منه، والمعتزلة لميلها إلى مذهب البراهمة تدفعه، ولبعدها من معرفة الاخبار تنكره وهى سالكة في ذلك طريق الزنادقة فيما طعنت به في القرآن وما تضمنه من أخبار الجن وايمانهم بالله ورسوله، وما قص الله تعالى من نبأهم في القرآن في سورة الجن وقولهم: { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 1، 2] إلى آخر ما تضمنه الخبر عنهم في هذه السورة، وإذا بطل اعتراض الزنادقة في ذلك بتجويز العقول وجود الجن وامكان تكليفهم وثبوت ذلك مع اعجاز القرآن، والاعجوبة الباهرة فيه، كان مثل ذلك ظهور بطلان طعون المعتزلة في الخبر الذى رويناه، لعدم استحالة مضمونه في العقول، وفي مجيئه من طريقين مختلفين وبرواية فريقين في دلالته متباينين، برهان صحته، وليس في انكار من عدل عن الانصاف في النظر من المعتزلة والمجبرة قدح فيما ذكرناه من وجوب العمل عليه، كما انه ليس في جحد الملاحدة وأصناف الزنادقة واليهود والنصارى والمجوس والصابئين ما جاء صحته من الاخبار بمعجزات النبي (صلى الله عليه واله) كانشقاق القمر، وحنين الجذع، وتسبيح الحصى في كفه، وشكوى البعير، وكلام الذراع، ومجيء الشجرة وخروج الماء من بين أصابعه في الميضأة واطعام الخلق الكثير من الطعام القليل قدح في صحتها، وصدق رواتها وثبوت الحجة بها، بل الشبهة لهم في دفع ذلك وان ضعفت، أقوى من شبهة منكري معجزات أمير المؤمنين (عليه السلام) وبراهينه، لما لا خفاء على أهل الاعتبار به مما لا حاجة بنا إلى شرح وجوهه في هذا المكان فإذا ثبت تخصيص أمير المؤمنين (عليه السلام) من القوم بما وصفناه، وبينونته من الكافة في العلم بما شرحناه، وضح القول في الحكم له بالتقدم على الجماعة في مقام الامامة واستحقاقه السبق لهم في محل الرياسة بما تضمنه الذكر الحكيم من قصة داود (عليه السلام) وطالوت حيث يقول جل اسمه: {قَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247] فجعل الله تعالى الحجة لطالوت في تقدمه على الجماعة من قومه ما جعله حجة لوليه وأخى نبيه (عليه السلام) في التقدم على كافة الامة من الاصطفاء عليهم، وزيادته في العلم والجسم بسطة، و أكد ذلك بمثل ما تأكد به الحكم لأمير المؤمنين (عليه السلام)، من المعجز الباهر المضاف إلى البينونة من القوم بزيادة البسطة في العلم والجسم، فقال سبحانه وتعالى{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248] وكان خرق العادة لاميرالمؤمنين (عليه السلام) بما عددناه من علم الغيوب وغير ذلك كخرق العادة لطالوت بحمل التابوت سواء.
ولاأزال أجد الجاهل من الناصبة والمعاند يظهر التعجب من الخبر بملاقاة أمير المؤمنين (عليه السلام) الجن وكفه شرهم عن النبي (صلى الله عليه واله) وأصحابه، ويتضاحك لذلك وينسب الرواية له إلى الخرافات الباطلة، ويصنع مثل ذلك في الاخبار الواردة بسوى ذلك من معجزاته (عليه السلام)، ويقول: انها من موضوعات الشيعة، وتحرض من افتراه منهم للتكسب بذلك أو التعصب، وهذا بعينه مقال الزنادقة كافة و أعداء الاسلام فيما نطق به القرآن من خبر الجن واسلامهم، في قوله: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 1، 2] وفيما ثبت به الخبر عن ابن مسعود في قصة ليلة الجن ومشاهدته لهم كالزط، وفي غير ذلك من معجزات الرسول (صلى الله عليه واله)، وانهم يظهرون التعجب من جميع ذلك، ويتضاحكون عند سماع الخبر به والاحتجاج بصحته و يستهزؤون ويلغطون فيما يسرفون به من سب الاسلام وأهله واستحماق معتقديه والناصرين له ونسبتهم اياهم إلى العجز والجهل، ووضع الاباطيل، فلينطر القوم ما جنوه على الاسلام بعد اوتهم لأمير المؤمنين (عليه السلام) واعتمادهم في دفع فضائله ومناقبه وآياته على ما ضاهوا به أصناف الزنادقة والكفار مما يخرج عن طريق الحجاج إلى أبواب الشغب والمسافهات وبالله نستعين.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|