المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مناهج البحث في الجغرافية الاجتماعية - المنهج المقارن Comparativa Approach
30-5-2022
Hofstadter,s Q-Sequence
28-10-2020
انعقاد الجنين
3-2-2021
امتلك شجاعة المخاطرة بالفشل
13-1-2022
استئجار القوائم البريدية
3/9/2022
شواد المستقبلات الأدريناليني (a2) a2- Adrenoceptor agonist
8-1-2022


علي (عليه السلام) في وادي الجن  
  
30990   01:58 مساءً   التاريخ: 7-01-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص259-263.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

ما تظاهر به الخبر من بعثة رسول الله (صلى الله عليه واله) له الى وادي الجن وقد اخبره جبرائيل (عليه السلام) بأن طائفة منهم قد اجتمعوا لكيده فأغنى عن رسول الله (صلى الله عليه واله) وكفى الله به المؤمنين كيدهم ودفعهم عن المسلمين بقوته التي بان بها من جماعتهم.

فروى محمد بن ابي السري التميمي , عن احمد بن الفرج, عن الحسن بن موسى النهدي , عن ابيه , عن وبرة بن حارث, عن ابن عباس رحمه الله  قال : لما خرج النبي (صلى الله عليه واله) الى بني المصطلق جنب عن الطريق فأدركه الليل فنزل بقري واد وعر فلما كان في اخر الليل هبط عليه جبرائيل (عليه السلام),وقال ان طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي يريدون كيده وايقاع الشر بأصحابه عند سلوكهم اياه، فدعى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال له: اذهب إلى هذا الوادي فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك، فادفعه بالقوة التى أعطاك الله عزوجل اياها، وتحصن منهم بأسماء الله عزوجل التى خصك بها وبعلمها، وأنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس وقال لهم: كونوا معه وامتثلوا أمره، فتوجه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الوادي فلما قرب من شفيره أمر المائة الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير ولا يحدثوا شيئا حتى يؤذن لهم، ثم تقدم فوقف على شفير الوادي وتعوذ بالله من أعدائه، وسمى الله عز اسمه وأومأ إلى القوم الذين اتبعوه: أن يقربوا منه فقربوا، وكان بينهم وبينه فرجة مسافتها غلوة، ثم رام الهبوط إلى الوادي فاعترضت ريح عاصف كاد أن تقع القوم على وجوههم لشدتها ولم تثبت أقدامهم على الارض من هول الخصم ومن هول ما لحقهم، فصاح أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا علي بن ابي طالب بن عبد المطلب وصي رسول الله (صلى الله عليه واله) وابن عمه أثبتوا ان شئتم، فظهر للقوم اشخاص على صور الزط يخيل في أيديهم شعل النيران قد اطمأنوا بجنبات الوادي، فتوغل أمير المؤمنين (عليه السلام) بطن الوادي وهو يتلو القرآن ويؤمي بسيفه يمينا وشمالا، فما لبث الاشخاص حتى صارت كالدخان الاسود وكبر أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم صعد من حيث انهبط فقام مع القوم الذين اتبعوه حتى أسفر الموضع عما اعتراه، فقال له أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله): ما لقيت يا أبا الحسن فلقد كدنا ان نهلك خوفا، واشفقنا عليك أكثر مما لحقنا؟ فقال (عليه السلام) لهم: انه لما تراء لي العدو جهرت فيهم بأسماء الله تعالى فتضائلوا، وعلمت ماحل بهم من الجزع فتوغلت الوادي غير خائف منهم، ولو بقوا على هيئاتهم لأتيت على آخرهم، وقد كفى الله كيدهم وكفى المسلمين شرهم، وستسبقني بقيتهم إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) يؤمنون به، وانصرف أمير المؤمنين (عليه السلام) بمن معه إلى سول الله (صلى الله عليه واله) وأخبره الخبر.

 فسرى عنه ودعى له بخير، وقال له: قد سبقك يا علي الي من أخافه الله بك فأسلم وقبلت اسلامه ثم ارتحل بجماعة المسلمين حتى قطعوا الوادي آمنين غير خائفين.

وهذا الحديث قد روته العامة كما روته الخاصة ولم يتناكروا شيئا منه، والمعتزلة لميلها إلى مذهب البراهمة تدفعه، ولبعدها من معرفة الاخبار تنكره وهى سالكة في ذلك طريق الزنادقة فيما طعنت به في القرآن وما تضمنه من أخبار الجن وايمانهم بالله ورسوله، وما قص الله تعالى من نبأهم في القرآن في سورة الجن وقولهم: { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 1، 2] إلى آخر ما تضمنه الخبر عنهم في هذه السورة، وإذا بطل اعتراض الزنادقة في ذلك بتجويز العقول وجود الجن وامكان تكليفهم وثبوت ذلك مع اعجاز القرآن، والاعجوبة الباهرة فيه، كان مثل ذلك ظهور بطلان طعون المعتزلة في الخبر الذى رويناه، لعدم استحالة مضمونه في العقول، وفي مجيئه من طريقين مختلفين وبرواية فريقين في دلالته متباينين، برهان صحته، وليس في انكار من عدل عن الانصاف في النظر من المعتزلة والمجبرة قدح فيما ذكرناه من وجوب العمل عليه، كما انه ليس في جحد الملاحدة وأصناف الزنادقة واليهود والنصارى والمجوس والصابئين ما جاء صحته من الاخبار بمعجزات النبي (صلى الله عليه واله) كانشقاق القمر، وحنين الجذع، وتسبيح الحصى في كفه، وشكوى البعير، وكلام الذراع، ومجيء الشجرة وخروج الماء من بين أصابعه في الميضأة واطعام الخلق الكثير من الطعام القليل قدح في صحتها، وصدق رواتها وثبوت الحجة بها، بل الشبهة لهم في دفع ذلك وان ضعفت، أقوى من شبهة منكري معجزات أمير المؤمنين (عليه السلام) وبراهينه، لما لا خفاء على أهل الاعتبار به مما لا حاجة بنا إلى شرح وجوهه في هذا المكان فإذا ثبت تخصيص أمير المؤمنين (عليه السلام) من القوم بما وصفناه، وبينونته من الكافة في العلم بما شرحناه، وضح القول في الحكم له بالتقدم على الجماعة في مقام الامامة واستحقاقه السبق لهم في محل الرياسة بما تضمنه الذكر الحكيم من قصة داود (عليه السلام) وطالوت حيث يقول جل اسمه: {قَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247] فجعل الله تعالى الحجة لطالوت في تقدمه على الجماعة من قومه ما جعله حجة لوليه وأخى نبيه (عليه السلام) في التقدم على كافة الامة من الاصطفاء عليهم، وزيادته في العلم والجسم بسطة، و أكد ذلك بمثل ما تأكد به الحكم لأمير المؤمنين (عليه السلام)، من المعجز الباهر المضاف إلى البينونة من القوم بزيادة البسطة في العلم والجسم، فقال سبحانه وتعالى{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248] وكان خرق العادة لاميرالمؤمنين (عليه السلام) بما عددناه من علم الغيوب وغير ذلك كخرق العادة لطالوت بحمل التابوت سواء.

ولاأزال أجد الجاهل من الناصبة والمعاند يظهر التعجب من الخبر بملاقاة أمير المؤمنين (عليه السلام) الجن وكفه شرهم عن النبي (صلى الله عليه واله) وأصحابه، ويتضاحك لذلك وينسب الرواية له إلى الخرافات الباطلة، ويصنع مثل ذلك في الاخبار الواردة بسوى ذلك من معجزاته (عليه السلام)، ويقول: انها من موضوعات الشيعة، وتحرض من افتراه منهم للتكسب بذلك أو التعصب، وهذا بعينه مقال الزنادقة كافة و أعداء الاسلام فيما نطق به القرآن من خبر الجن واسلامهم، في قوله: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 1، 2] وفيما ثبت به الخبر عن ابن مسعود في قصة ليلة الجن ومشاهدته لهم كالزط، وفي غير ذلك من معجزات الرسول (صلى الله عليه واله)، وانهم يظهرون التعجب من جميع ذلك، ويتضاحكون عند سماع الخبر به والاحتجاج بصحته و يستهزؤون ويلغطون فيما يسرفون به من سب الاسلام وأهله واستحماق معتقديه والناصرين له ونسبتهم اياهم إلى العجز والجهل، ووضع الاباطيل، فلينطر القوم ما جنوه على الاسلام بعد اوتهم لأمير المؤمنين (عليه السلام) واعتمادهم في دفع فضائله ومناقبه وآياته على ما ضاهوا به أصناف الزنادقة والكفار مما يخرج عن طريق الحجاج إلى أبواب الشغب والمسافهات وبالله نستعين.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.