أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-02-2015
3401
التاريخ: 17-2-2019
2221
التاريخ: 4-3-2019
2869
التاريخ: 14-10-2015
5126
|
عندما فتحت مكة بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) السرايا فيما حول مكة تدعوا الى الله عزّ وجلّ ولم يأمرهم بقتال وكان ممن بعث خالد بن الوليد وأمره ان يسير بأسفل تهامة داعياً ولم يبعثه مقاتلاً ومعه قبائل من العرب : سُليم بن منصور ومُذلج بن مُرّة فوطئوا بني جذيمة بن عامر فلما رآه القوم اخذوا السلاح فقال خالد : ضعوا السلاح فان الناس قد اسلموا , فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند ذلك فكُتِفوا ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم فلما انتهى الخبر الى رسول الله (صلى الله عليه واله) رفع يديه الى السماء ثم قال: اللهم اني ابرء اليك مما صنع خالد بن الوليد(1) فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن ابي طالب (رضوان الله عليه) فقال: يا علي اخرج الى هؤلاء القوم فانظر في امرهم واجعل امر الجاهلية تحت قدميك فخرج علي (عليه السلام) حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله (صلى الله عليه واله) فَودَى لهم الدماء وما أصيب لهم من الاموال حتى انه لَيدي لهم ميلَغة الكلب(2) حتى اذا لم يبق شيء من دم ولا مال الا وَدَاه بقيت معه بقية من المال فقال لهم علي (رضوان الله عليه) حين فَرَغ منهم: هل بقي لكم بقية من دم او مال لم يُودَ لكم؟ قالوا: لا .
قال: فاني اعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطاً لرسول الله (صلى الله عليه واله) مما لا يعلم ولا تعلمون ففعل ثم رجع الى رسول الله (صلى الله عليه واله) فأخبره الخبر ؛ فقال (صلى الله عليه واله): أصبت وأحسنت , ثم قام رسول الله (صلى الله عليه واله) فاستقبل القبلة قائماً شاهراً يديه حتى انه ليرى ما تحت منكبيه يقول: اللهم اني أبرأ اليك مما صنع خالد بن الوليد ثلاث مرات(3) .
وبعد مقتل هؤلاء الابرياء من بني جذيمة اُثيرت مشادة لفظية بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف فقال له عبد الرحمن بن عوف : عملت بأمر الجاهلية في الاسلام فقال : انما ثأرت بأبيك فقال عبدالرحمن : كذبت قد قتلتُ قاتل ابي ولكن ثأرتَ بعمك الفاكِه بن المُغيِرة حتى كان بينهما شر فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال (صلى الله عليه واله): مهلاً يا خالد دع عنك اصحابي فوالله لو كان لك اُحدٌ ذهباً ثم انفقته في سبيل الله ما ادركت غدوةَ رجل من اصحابي ولا روحته(4) وكانت تلك الادانة من قبل رسول الله (صلى الله عليه واله) تدلّ على ان آثار الجاهلية لا زالت باقية في نفوس هؤلاء فكيف ينسى التأريخ سيف ذي الفقار ؛ لأنه سيف علي (عليه السلام) ويطبّل ويزمّر لسيف الله المسلول _ سيف خالد بن الوليد _ وهو يقوم بتلك التصرفات التي يتبرأ منها رسول الله (صلى الله عليه واله)؟ وهل يُصح ان يُدخَل خالد بن الوليد ضمن صحابة رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو (صلى الله عليه واله) نفسه يُخرجه بالقول: مهلاً يا خالد دع عنك اصحابي فوالله لو كان لك اُحدٌ ذهباً ثم انفقته في سبيل الله ما ادركت غدوة رجل من اصحابي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سيرة ابن هشام , ج 4 , ص 72.
(2) ميلغة الكلب : شيء يحفر من خشب، ويجعل ليلغ فيه الكلب. وكان يستعمل عند اهل البادية واصحاب الغنم.
(3) سيرة ابن هشام , ج 4 , ص 72 – 73.
(4) م. ن ، ج 4 ، ص 74.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|