المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



تفسير آية (119-120) من سورة المائدة  
  
4616   03:56 مساءً   التاريخ: 20-10-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الميم / سورة المائدة /

قال تعالى : {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة : 119 - 120].

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

لما بين عيسى بطلان ما عليه النصارى {قال الله} تعالى : {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} يعني : ما صدقوا فيه في دار التكليف ، لأن يوم القيامة لا تكليف فيه على أحد ، ولا يخبر أحد فيه إلا بالصدق ، ولا ينفع الكفار صدقهم في يوم القيامة ، إذا أقروا على أنفسهم بسوء أعمالهم . وقيل : إن المراد بصدقهم تصديقهم لرسل الله تعالى وكتبه . وقيل : إنه الصدق في الآخرة ، وإنه ينفعهم لقيامهم فيه بحق الله . فعلى هذا يكون المراد به صدقهم في الشهادة لأنبيائهم بالبلاغ {لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا} أي : دائمين فيها في نعيم مقيم لا يزول {رضي الله عنهم} بما فعلوا {ورضوا عنه} بما أعطاهم من الجزاء والثواب {ذلك الفوز العظيم} هو ما يحصلون فيه من الثواب .

قال الحسن : فازوا بالجنة ، ونجوا من النار ، ثم بين تعالى عظيم قدرته واتساع مملكته فقال {لله ملك السماوات والأرض وما فيهن} نزه تعالى نفسه عما قالت النصارى إن معه إلها فقال {لله ملك السماوات والأرض} دون كل من سواه ، لقدرته عليه وحده . وقيل : إن هذا جواب لسؤال مضمر في الكلام ، كأنه قيل : من يعطيهم ذلك الفوز العظيم ؟ فقيل : الذي له ملك السماوات والأرض ، وجمع السماوات ، ووحد الأرض ، تفخيما لشأن السماوات {وهو على كل شيء قدير} فهو يقدر على المعدومات بأن يوجدها ، وعلى الموجودات بأن يعدمها ، وعلى كثير منها بأن يعيدها بعد الإفناء ، وعلى مقدورات غيره بأن يقدر عليها ويمنع منها (2) . وقيل : معناه أنه قادر على كل شيء يصح أن يكون مقدورا له كقوله {خالق كل شيء} ، عن أبي علي الجبائي .

______________________________

1. تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 462-463 .

2. [ويمكن منها].

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير هاتين الآيتين (1) :

{قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} . بعد أن حكى عن عيسى انه قال لقومه : {اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} ، بعد هذا عقب بالثناء على الصادقين بوجه العموم ، وان من صدق في هذه الحياة ينتفع بصدقه في الحياة الثانية ، ويجازى بجنات تجري من تحتها الأنهار ، وفي هذا التعقيب شهادة منه تعالى بصدق عيسى في أقواله وأفعاله ، وانه أدى رسالة ربه على وجهها الأكمل ، وان من كفر وأشرك فعليه وحده تقع التبعة والمسؤولية .

{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } . ورضى اللَّه عن عبده جنات ونعيم ، ومقام كريم ، ورضى العبد عن ربه أن يفرح بما آتاه اللَّه من فضله . قال الرازي : « في رضى اللَّه أسرار عجيبة تخرس الأقلام عن مثلها ، جعلنا اللَّه من أهلها » . ولن يكون أحد من أهلها إلا بعد أن يدفع الثمن ، والثمن أن يكون شعار المشتري « لا إله إلا اللَّه » في كل شيء ، أي أن لا يغضبه في شيء ، حتى ولو قرض بالمقاريض ، ونشر بالمناشير ، تماما كما قال سيد الكونين : إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ، وكما قال سبطه الحسين الشهيد : رضى اللَّه رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ، ويوفينا أجور الصابرين .

{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} . ومن كانت له هذه المقدرة ، وهذا الملك أعطى من يرضى عنه بغير حساب .

________________________

1. تفسير الكاشف ، ج3 ، ص 153 .

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

قوله تعالى : {قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} تقرير لصدق عيسى بن مريم (عليه‌ السلام) على طريق التكنية فإنه لم يصرح بشخصه وإنما المقام هو الذي يفيد ذلك.

والمراد بهذا الصدق من الصادقين صدقهم في الدنيا فإنه تعالى يعقب هذه الجملة بقوله : {لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} ، إلخ ومن البين أنه بيان لجزاء صدقهم عند الله سبحانه فهو النفع الذي يعود إليهم من جهة الصدق ، والأعمال والأحوال الأخروية ـ ومنها صدق أهل الآخرة ـ لا يترتب عليها أثر النفع بمعنى الجزاء وبلفظ آخر : الأعمال والأحوال الأخروية لا يترتب عليها جزاء كما يترتب على الأعمال والأحوال الدنيوية ؛ إذ لا تكليف في الآخرة ، والجزاء من فروع التكليف ، وإنما الآخرة دار حساب وجزاء كما أن الدنيا دار عمل وتكليف ، قال تعالى : {يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ} [إبراهيم : 41] وقال : {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [ الجاثية : 28] وقال تعالى : {إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ} : المؤمن : 39.

والذي ذكره عيسى (عليه‌ السلام) من حاله في الدنيا مشتمل على قول وفعل وقد قرره الله على الصدق فالصدق الذي ذكر في الآية يشمل الصدق في الفعل كما يشمل الصدق في القول ؛ فالصادقون في الدنيا في قولهم وفعلهم ينتفعون يوم القيامة بصدقهم ، لهم الجنات الموعودة وهم الراضون المرضيون الفائزون بعظيم الفوز.

على أن الصدق في القول يستلزم الصدق في الفعل ـ بمعنى الصراحة وتنزه العمل عن سمة النفاق ـ وينتهي به إلى الصلاح ، وقد روي أن رجلا من أهل البدو استوصى النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله فوصاه أن لا يكذب ثم ذكر الرجل أن رعاية ما وصى به كفه عن عامة المعاصي إذ ما من معصية عرضت إلا ذكر أنه لو اقترحها ثم سئل عنها وجب عليه أن يعترف بها على نفسه ويخبر بها الناس فلم يقترفها مخافة ذلك .

قوله تعالى : {لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} رضي الله عنهم بما قدموا إليه من الصدق ، ورضوا عن الله بما آتاهم من الثواب .

وقد علق رضاه بهم أنفسهم لا بأعمالهم كما في قوله تعالى : {وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً} [ طه : 109] وقوله : {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [ الزمر : 7] وبين القسمين من الرضى فرق فإن رضاك عن شيء هو أن لا تدفعه بكراهة ومن الممكن أن يأتي عدوك بفعل ترضاه وأنت تسخط على نفسه ، وأن يأتي صديقك الذي تحبه بفعل لا ترضاه .

فقوله : {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ} يدل على أن الله يرضى عن أنفسهم ، ومن المعلوم أن الرضى لا يتعلق بأنفسهم ما لم يحصل غرضه جل ذكره من خلقهم ، وقد قال تعالى : {وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [ الذاريات : 56 ] ، فالعبودية هو الغرض الإلهي من خلق الإنسان فالله سبحانه إنما يرضى عن نفس عبده إذا كان مثالا للعبودية أي أن يكون نفسه نفس عبد لله الذي هو رب كل شيء فلا يرى نفسه ولا شيئا غيره إلا مملوكا لله خاضعا لربوبيته لا يتوب إلا إلى ربه ولا يرجع إلا إليه كما قال تعالى في سليمان وأيوب : {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ ص : 44] وهذا هو الرضى عنه.

وهذا من مقامات العبودية ، ولازمه طهارة النفس عن الكفر بمراتبه وعن الاتصاف بالفسق كما قال تعالى : {وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ} [ الزمر : 7] وقال تعالى : {فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ} [ التوبة : 96] .

ومن آثار هذا المقام أن العبودية إذا تمكنت من نفس العبد ورأى ما يقع عليه بصره وتبلغه بصيرته مملوكا لله خاضعا لأمره فإنه يرضى عن الله فإنه يجد أن كل ما آتاه الله فإنما آتاه من فضله من غير أن يتحتم عليه فهو جود ونعمة ، وأن ما منعه فإنما منعه عن حكمة.

على أن الله سبحانه يذكر عنهم وهم في الجنة بقوله : {لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ} [ النحل : 31] ، [الفرقان : 16] ، ومن المعلوم أن الإنسان إذا وجد كل ما يشاؤه لم يكن له إلا أن يرضى.

وهذا غاية السعادة الإنسانية بما هو عبد ، ولذلك ختم الكلام بقوله : {ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

قوله تعالى : {لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، ـ الملك ـ بالكسر ـ سلطة خاصة على رقبة الأشياء وأثره نفوذ الإرادة فيما يقدر عليه المالك من التصرف فيها ، والملك ـ بالضم ـ سلطة خاصة على النظام الموجود بين الأشياء وأثره نفوذ الإرادة فيما يقدر عليه ، وبعبارة ساذجة : الملك ـ بالكسر ـ متعلق بالفرد ، والملك ـ بالضم ـ متعلق بالجماعة .

وحيث كان الملك في نفوذ الإرادة بالفعل مقيدا أو متقوما بالقدرة فإذا تمت القدرة وأطلقت كان الملك ملكا مطلقا غير مقيد بشيء دون شيء وحال دون حال ، ولبيان هذه النكتة عقب تعالى قوله:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ} بقوله : {وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

واختتمت السورة بهذه الآية الدالة على الملك المطلق ، والمناسبة ظاهرة ، فإن غرض السورة هو حث العباد وترغيبهم على الوفاء بالعهود والمواثيق المأخوذة عليهم من جانب ربهم ، وهو الملك على الإطلاق فلا يبقى لهم إلا أنهم عباد مملوكون على الإطلاق ليس لهم فيما يأمرهم به وينهاهم عنه إلا السمع والطاعة ، ولا فيما يأخذ منهم من العهود والمواثيق إلا الوفاء بها من غير نقض.

__________________________

1. تفسير الميزان ، ج6 ، ص 208-210 .

 

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

الفوز العظيم :

بعد الحوار الذي جرى بين الله والمسيح عليه‌ السلام يوم القيامة ـ كما شرحناه في تفسير الآيات السابقة ـ تقول الآية {قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}.

طبيعي أنّ المقصود من هذا هو أنّ الصدق في القول والعمل في هذه الدنيا هو الذي ينفع في الآخرة ، لأنّ الصدق في الآخرة ـ التي لا تكليف فيها ـ لا ينفع شيئا ثمّ أنّ الوضع في تلك الحياة مختلف بحيث لا يستطيع أحد إلّا أن يقول الصدق ، حتى المذنبون يعترفون بسيئات ما عملوا ، وعلى هذا فلا وجود للكذب يوم القيامة.

وعليه ، فإنّ الذين أنجزوا ما كلّفوا من مسئولية ورسالة ولم يسيروا إلّا في وعليه ، فإنّ الذين أنجزوا ما كلّفوا من مسئولية ورسالة ولم يسيروا إلّا في طريق الصدق ، مثل المسيح عليه ‌السلام وأتباعه الصادقين ، أو أتباع سائر الأنبياء الآخرين الذين التزموا الصدق سينالون ثوابهم.

يتّضح لنا من هذا بأنّ جميع الأعمال الصالحات يمكن أن تنطوي تحت عنوان الصدق في القول والفعل ، وأنّه الرصيد الذي ينفع يوم القيامة لا غير.

وهؤلاء الصادقون : {لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها} وخير من هذه النعمة المادية أنّهم : {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} ولا شك أنّ هذه النعمة الكبرى التي تجمع بين النعم المادية والنعم المعنوية شيء عظيم : {ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

يلفت النظر أنّ الآية ، بعد ذكر بساتين الجنّة ونعمها الكثيرة ، تذكر نعمة رضي الله عن عباده ، ورضى عباده عنه وتصف ذلك بأنّه الفوز العظيم ، وهذا يدل على مدى أهمية هذا الرضى المتبادل ، فقد يكون امرؤ غارقا في أرفع نعم الله ، ولكنّه إذا أحس بأنّ مولاه ومعبوده ومحبوبه ليس راضيا عنه ، فإن جميع تلك النعم والهبات تصير علقما في ذائقة روحه.

كما يمكن أن يتوفر لامرئ كل شيء ، ولكنه لا يكون راضيا ولا قانعا بما عنده ، فمن الواضح أنّ هذه النعم بأجمعها غير قادرة على إسعاد تلك الروح ، بل تكون دائما معرضة لعذاب قلق غامض واضطراب نفسي مستمر يقضيان على الراحة النفسية التي هي من أعظم نعم الله .

ثمّ إذا كان الله راضيا عن امرئ فإنّه يعطيه كل ما يريد ، فإذا أعطاه كل ما يريد فإنّه يكون راضيا عن ربّه أيضا ، من هنا فإنّ أعظم النعم هي أن يرضى الله عن الإنسان ويرضى الإنسان عن ربّه.

وفي آخر الآية إشارة إلى امتلاك الله كل شيء وسيطرته على السموات والأرض وما فيها ، وأنّ قدرته عامّة تشمل كل شيء : {لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

هذه الآية ، في الواقع ، تعتبر سبب رضى عباد الله عن الله ، وذلك لأنّ الذي يملك كل شيء في عالم الوجود له القدرة أن يعطي عباده ما يريدون وأن يغفر لهم وأن يفرحهم ويرضيهم ، كما تتضمن إشارة إلى عدم صدق أعمال النصارى في عبادة مريم ، لأنّ العبادة جديرة بأن تكون لمن يحكم عالم الخليقة بأكمله ، لا مريم التي لا تزيد عن كونها مخلوقة مثلهم .

__________________________

1.  تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 670-671 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .