المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

بونغارديا Bongardia chrysogonum (L.) Griseb
2-1-2021
طيف الاشعة تحت الحمراء للبوليمر Infrared Spectriscopy
6-12-2017
أحمد بن الحسن بن محمد بن اليمان
10-04-2015
ابعاد التنمية البشرية
18-10-2016
نمط مقاومة المضادات الحيوية Antibiogram
17-5-2017
غبار الطلع في خلية النحل Pollen
2024-05-29


عبد الله بن علي بن أبي طالب (عليه ‌السلام)  
  
2765   06:05 مساءً   التاريخ: 3-9-2017
المؤلف : علي رباني الخلخالي
الكتاب أو المصدر : أم البنين النجم الساطع
الجزء والصفحة : ص126-129.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / اخوة العباس و اولاده و احفاده /

تقدّم الأصحاب يوم العاشر من المحرم، وأدوا ما عليهم في الذبّ عن إمامهم، وعن حرم الله وحرم نبيهم، فصعدوا الواحد تلو الآخر إلى جنان الخلد، ومن ثم جاء دور أهل البيت (عليهم ‌السلام)، وكان أول شهيد من بني هاشم علي الأكبر (عليه ‌السلام) كما ورد في زيارت الناحية:
«السلام على أول قتيل من خير نسل سليل من سلالة إبراهيم الخليل» .
ثم تقدّموا الواحد تلو الآخر يستأذنون الامام ويتقدمون إلى الجنان حتى قضوا جميعاً، وبقي الحسين (عليه ‌السلام) وحيداً غريباً مستغيثاً.
التفت العباس إلى اخوته وقال: تقدّموا أمامي لأحتسبكم فكان أول من تقدّم منهم:
1 - ولد بعد أخيه العباس بنحو ثمان سنين، وأمه فاطمة أم البنين، وبقي مع أبيه ست سنين، ومع أخيه الحسن ست عشرة سنة، ومع أخيه الحسين خمساً وعشرين سنة، وذلك مدة عمره، ولم يعقب .
قال أهل السير: إنّه لما قتل أصحاب الحسين (عليه ‌السلام) وجملة من أهل بيته دعا العباس اخوته الأكبر فالأكبر وقال لهم: تقدّموا، فأول من دعاه عبد الله أخوه لأبيه وأمه فقال: تقدّم يا أخي حتى أراك قتيلاً وأحتسبك، فانه لا ولد لك، فتقدّم بين يديه وجعل يضرب بسيفه قدماً ويجول فيهم وهو يقول:
أنا ابن ذي النجدة والافضال ... ذاك علي الخير ذو الأفعال
سيف رسول الله ذو النكال ... في كلّ يوم ظاهر الأهوال
فقاتل قتالاً شديداً، فاختلف هو وهاني بن ثبيت الحضرمي ضربتين فقتله هانئ «لعنه الله». 
وكذلك ذكر المجلسي في البحار وملا عبد الله في مقتل العوالم والخوارزمي في مقتله وآخرون.
وجاء في الزيارة المروية عن الامام صاحب الزمان «عجل الله فرجه» التي رواها السيد ابن طاووس في كتاب «الاقبال» والمجلسي في «البحار» وفيها يقول (عليه ‌السلام):
«السلام على عبد الله بن أمير المؤمنين مبلي البلاء، والمنادي بالولاء في عرصة كربلاء، والمضروب مقبلاً ومدبراً، لعن الله قاتله هانىء بن ثبيت الحضرمي».
وفي هذه الفقرة شهادة من الامام صاحب الأمر «عجل الله فرجه» لعبد الله بثلاثة من الفضائل:
الأولى: أنّه أعلن بولاء الحسين (عليه ‌السلام) بين الصفوف ونادى بالولاية في عرصة كربلاء.
الثانية: أنّه كان له بلاء محمود أكثر من غيره في دفاعه ومحاماته عن أخيه الحسين (عليه ‌السلام)، وقد أدى ما عليه دفاعاً عن دينه وإمامه، وإلّا لما كان لذكر «مبلي البلاء» محل.
الثالثة: ثباته في ذلك الموقف الرهيب والمعترك الهائل العصيب حيث وقف هدفاً للسلاح في وسط الحومة حتى أصيب مقبلاً ومدبراً، يريد أنّه أحيط به من كلّ جانب، واكتنفه الأعداء من كلّ جهة، وكان هو كاراً عليهم الكرة بعد الكرة، فيقبل على جماعة فيهزمهم ويعود إلى أخرى فيطردهم، ولم يقتل محاطاً به إلّا الحسين (عليه ‌السلام) والعباس وعلي بن الحسين الأكبر (عليه ‌السلام) ومسلم بن عقيل قتل الكوفة وعبد الله بن علي شقيق العباس (عليه ‌السلام).
وقد تضمنت هذه الفقرة أنّه ضرب مقبلاً ومدبراً، ومن المعلوم أن العسكر لا يتكاتف ويحمي بعضه بعضاً على كثرته إلّا لشدة بأس البطل المهاجم له، والشجاع المنازل له، الذي تعجز عن مواجهته الأبطال، وهذه غاية الشجاعة ونهاية البطولة.
ولا غرو أن كان آية نم آيات البطولة والفروسية والاقدام، فأبوه أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) سيد أبطال العالم الذي كانت الملوك ترسم صورته على سيوفها كما فعل ذلك «سليمان القانوني» ملك الأتراك العثمانيين، فقد كان له سيف عليه صورة علي بن أبي طالب، وقد هتف به رضوان خازن الجنان وجبرئيل سفير وحي الرحمن في بدر وأحد «لا سيف إلّا ذوالفقار ولا فتى إلّا علي»، واخوته الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس، والعمومة بنو هاشم أفرس العرب، وهل تعد أمة من الأمم مثل أبي طالب وحمزة وجعفر الطيار في أمثالهم، والخؤلة بنوا عامر، وفيهم مثل فارس الضحيا، وفارس قرزل، وفارس العصا، وفارس شحمه، وملاعب الأسنة، ومدرك الثار، والرحال في أمثالهم، فهو معم مخول معرق الشجاعة.
قد أنجبت أم البنين فديتها ... فرسان حرب أصبحوا مثالا
أسداً ضراغمة بمعمة الوغى ... سم العداة أماجداً أبطالا
لا تعجبين لبأسهم وثباتهم ... في موقف لو فيه رضوى ززالا
الليث حيدرة وفاطم لبوة ... ولدا لوقعة كربلا أشبالا
نفسي الفدا لو اردين ظماً ... بحر المنية طاميا أجالا 

وورد أيضاً في زيارته: السلام عليك يا عبد الله بن علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته، فانك الغرة الوضحة، واللمعة اللائحة، ضاعف الله رضاه عنك، وأحسن لك ثواب ما بذلته منك، فلقد واسيت أخاك وبذلك مهجتك في رضا ربّك .
 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.