أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2017
2748
التاريخ: 3-9-2017
4879
التاريخ: 6-9-2017
4906
التاريخ: 6-9-2017
2656
|
تقدّم الأصحاب يوم العاشر من المحرم، وأدوا ما عليهم في الذبّ عن إمامهم، وعن حرم الله وحرم نبيهم، فصعدوا الواحد تلو الآخر إلى جنان الخلد، ومن ثم جاء دور أهل البيت (عليهم السلام)، وكان أول شهيد من بني هاشم علي الأكبر (عليه السلام) كما ورد في زيارت الناحية:
«السلام على أول قتيل من خير نسل سليل من سلالة إبراهيم الخليل» .
ثم تقدّموا الواحد تلو الآخر يستأذنون الامام ويتقدمون إلى الجنان حتى قضوا جميعاً، وبقي الحسين (عليه السلام) وحيداً غريباً مستغيثاً.
التفت العباس إلى اخوته وقال: تقدّموا أمامي لأحتسبكم فكان أول من تقدّم منهم:
1 - ولد بعد أخيه العباس بنحو ثمان سنين، وأمه فاطمة أم البنين، وبقي مع أبيه ست سنين، ومع أخيه الحسن ست عشرة سنة، ومع أخيه الحسين خمساً وعشرين سنة، وذلك مدة عمره، ولم يعقب .
قال أهل السير: إنّه لما قتل أصحاب الحسين (عليه السلام) وجملة من أهل بيته دعا العباس اخوته الأكبر فالأكبر وقال لهم: تقدّموا، فأول من دعاه عبد الله أخوه لأبيه وأمه فقال: تقدّم يا أخي حتى أراك قتيلاً وأحتسبك، فانه لا ولد لك، فتقدّم بين يديه وجعل يضرب بسيفه قدماً ويجول فيهم وهو يقول:
أنا ابن ذي النجدة والافضال ... ذاك علي الخير ذو الأفعال
سيف رسول الله ذو النكال ... في كلّ يوم ظاهر الأهوال
فقاتل قتالاً شديداً، فاختلف هو وهاني بن ثبيت الحضرمي ضربتين فقتله هانئ «لعنه الله».
وكذلك ذكر المجلسي في البحار وملا عبد الله في مقتل العوالم والخوارزمي في مقتله وآخرون.
وجاء في الزيارة المروية عن الامام صاحب الزمان «عجل الله فرجه» التي رواها السيد ابن طاووس في كتاب «الاقبال» والمجلسي في «البحار» وفيها يقول (عليه السلام):
«السلام على عبد الله بن أمير المؤمنين مبلي البلاء، والمنادي بالولاء في عرصة كربلاء، والمضروب مقبلاً ومدبراً، لعن الله قاتله هانىء بن ثبيت الحضرمي».
وفي هذه الفقرة شهادة من الامام صاحب الأمر «عجل الله فرجه» لعبد الله بثلاثة من الفضائل:
الأولى: أنّه أعلن بولاء الحسين (عليه السلام) بين الصفوف ونادى بالولاية في عرصة كربلاء.
الثانية: أنّه كان له بلاء محمود أكثر من غيره في دفاعه ومحاماته عن أخيه الحسين (عليه السلام)، وقد أدى ما عليه دفاعاً عن دينه وإمامه، وإلّا لما كان لذكر «مبلي البلاء» محل.
الثالثة: ثباته في ذلك الموقف الرهيب والمعترك الهائل العصيب حيث وقف هدفاً للسلاح في وسط الحومة حتى أصيب مقبلاً ومدبراً، يريد أنّه أحيط به من كلّ جانب، واكتنفه الأعداء من كلّ جهة، وكان هو كاراً عليهم الكرة بعد الكرة، فيقبل على جماعة فيهزمهم ويعود إلى أخرى فيطردهم، ولم يقتل محاطاً به إلّا الحسين (عليه السلام) والعباس وعلي بن الحسين الأكبر (عليه السلام) ومسلم بن عقيل قتل الكوفة وعبد الله بن علي شقيق العباس (عليه السلام).
وقد تضمنت هذه الفقرة أنّه ضرب مقبلاً ومدبراً، ومن المعلوم أن العسكر لا يتكاتف ويحمي بعضه بعضاً على كثرته إلّا لشدة بأس البطل المهاجم له، والشجاع المنازل له، الذي تعجز عن مواجهته الأبطال، وهذه غاية الشجاعة ونهاية البطولة.
ولا غرو أن كان آية نم آيات البطولة والفروسية والاقدام، فأبوه أمير المؤمنين (عليه السلام) سيد أبطال العالم الذي كانت الملوك ترسم صورته على سيوفها كما فعل ذلك «سليمان القانوني» ملك الأتراك العثمانيين، فقد كان له سيف عليه صورة علي بن أبي طالب، وقد هتف به رضوان خازن الجنان وجبرئيل سفير وحي الرحمن في بدر وأحد «لا سيف إلّا ذوالفقار ولا فتى إلّا علي»، واخوته الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس، والعمومة بنو هاشم أفرس العرب، وهل تعد أمة من الأمم مثل أبي طالب وحمزة وجعفر الطيار في أمثالهم، والخؤلة بنوا عامر، وفيهم مثل فارس الضحيا، وفارس قرزل، وفارس العصا، وفارس شحمه، وملاعب الأسنة، ومدرك الثار، والرحال في أمثالهم، فهو معم مخول معرق الشجاعة.
قد أنجبت أم البنين فديتها ... فرسان حرب أصبحوا مثالا
أسداً ضراغمة بمعمة الوغى ... سم العداة أماجداً أبطالا
لا تعجبين لبأسهم وثباتهم ... في موقف لو فيه رضوى ززالا
الليث حيدرة وفاطم لبوة ... ولدا لوقعة كربلا أشبالا
نفسي الفدا لو اردين ظماً ... بحر المنية طاميا أجالا
وورد أيضاً في زيارته: السلام عليك يا عبد الله بن علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته، فانك الغرة الوضحة، واللمعة اللائحة، ضاعف الله رضاه عنك، وأحسن لك ثواب ما بذلته منك، فلقد واسيت أخاك وبذلك مهجتك في رضا ربّك .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|