المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

محاصيل السكر
3-1-2017
لماذا لا نجد ذكرا لزيارة عاشوراء في المجاميع الحديثية عند الشيعة؟
20-6-2019
أمينات الأغذية Food Amines
10-5-2018
Hidehiko Yamabe
22-1-2018
حبس العلماء والأطباء حكم الحاكم الجائر
14-4-2016
مصاوغة ثنائي سلفيد البروتينات(Protein disulfide isomerase)
16-5-2021


النبي يهون على فاطمة فراقه (صلى الله عليه واله)  
  
3516   11:18 صباحاً   التاريخ: 13-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص70-71.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

روى الشيخ الطوسي في  (الأمالي) بأسناد معتبر عن سلمان الفارسي (رحمه الله)، قال : دخلت على رسول الله (صلى الله عليه واله) في مرضه الذي قبض فيه، فجلست بين يديه وسالته عما يجد، وقمت لأخرج، فقال لي : اجلس يا سلمان، فسيشهدك الله عز وجل أمرا انه لمن خير الامور، فجلست، فبينا انا كذلك، اذ دخل رجال من أهل بيته ورجال من اصحابه، ودخلت فاطمة ابنته فيمن دخل، فلما رات ما برسول الله (صلى الله عليه واله) من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خدها، فأبصر ذلك رسول الله، فقال : ما يبكيك يا بنية، أقر الله عينك ولا أبكاهما؟ قالت : وكيف لا أبكي وانها ارى ما بك من الضعف.

قال لها : يا فاطمة، توكلي على الله واصبري كما صبر اباؤك من الانبياء وامهاتك ازواجهم الا ابشرك يا فاطمة؟ قالت : بلى يا نبي الله  او قالت : يا أبت.

قال : اما علمتي ان الله تعالى اختار اباك فجعله نبيا، وبعثه الى كافة الخلق رسولا، ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه، واتخذته بأمر ربي وزيرا ووصيا يا فاطمة، ان عليا اعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقا، واقدمهم سلما، واعلمهم علما، واحلمهم حلما، واثبتهم في الميزان قدرا، فاستبشرت فاطمة (عليها السلام)، فأقبل عليها رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال لها : هل سررتك يا فاطمة؟.

قالت : نعم يا أبت .

قال : افلا ازيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخير وفواضله؟.

قالت : بلى يا نبي الله.

قال : ان عليا اول من امن بالله (عز وجل) ورسوله من هذه الامة هو وخديجة امك، وأول من وازرني على ما جئت به يا فاطمة، ان عليا اخي وصفيي وابو ولدي، وان عليا اعطي خصالا من الخير لم يعطها احد قبله، ولا يعطاها احد بعده، فاحسني عزاك، واعلمي ان اباك لاحق بالله (عز وجل)، قالت : يا أبت، قد سررتني واحزنتني؟.

قال : كذلك  يا بنية  امور الدنيا يشوب سرورها حزنها، وصفوها كدرها، الا ازيدك يا بنية؟.

قالت : بلى يا رسول الله .

قال : ان الله تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين، فجعلني وعليا في خيرهما قسما؛ وذلك قوله عز وجل : {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ } [الواقعة: 27].

ثم جعل القسمين قبائل، فجعلنا في خيرها قبيلة؛ وذلك قوله عز وجل : {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] .

ثم جعل القبائل بيوتا فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] .

ثم ان الله تعالى اختارني من أهل بيتي، واختار عليا والحسن والحسين واختارك، فانا سيد ولد ادم، وعلي سيد العرب، وانت سيدة النساء، والحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة، ومن ذريتك المهدي، يملأ الله عز وجل به الارض عدلا كما ملئت بمن قبله جورا.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.