أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
1111
التاريخ: 27-11-2014
2537
التاريخ: 16-10-2014
1523
التاريخ: 16-10-2014
2216
|
مؤلفه :
هو سيد بن قطب بن إبراهيم الشاذلي .
ولد سنة (1324هـ) في قرية " موشا
" من محافظة أسيوط في مصر .
نشأ في قريته ، وترعرع في كنف والده المتدين
وأسرته الملتزمة وفيها تلقى دراساته الأولى ، ثم ارتحل الى القاهرة ليواصل دراساته
العليا فحصل على الليسانس في الآداب .
كان من الكتاب الاسلاميين الكبار ، وله
مؤلفات إسلامية هادفة ، ومؤثرة ، تتناسب مع النهضة العلمية وروح العصر .
اعتقل أكثر من مرة ، ثم استشهد سنة "
1387هـ " (1) على يد الرئيس المصري جمال عبد الناصر .
تفسيره :
يعتبر من التفاسير الفريدة من حيث أسلوبه
العصري الحركي ،الأدبي ، الاجتماعي ، الهادف الى تربية الجيل المسلم تربية قرآنية
، عملية ، جهادية .
والصفة البارزة في هذا التفسير هو الحس
الأدبي ، والاهتمام بالنظم والتناسق الفني للآيات ، والجرس الموسيقي المؤثر
للكلمات القرآنية ، فجاء التفسير مؤثراً يأخذ بمجامع القلب ، ويشد القارئ المسلم
بربه عزوجل شدا روحيا ، فيشعر بحلاوة كلام الله تعالى وعظمته .
وقد تأثر به الكثير من العلماء وغيرهم ،
وأشادوا بأسلوبه الرائع .
منهجه في التفسير :
لقد سلك سيد قطب منهجا خاصا في تفسير كتابه
" في ظلال القرآن " يمكن إيجازه بالأمور التالية :
أ ـ يبدأ كل سورة من السور بمقدمة ، يبين
فيها الجو العام للسورة ، وسبب نزولها ، ومكانه ، والحقائق والأهداف التي تحققها ؛
أي يعرف السورة بتعريف شامل ، موضوعي ، بلاغي ، تاريخي ، يعطي القارئ صورة مجملة
عن السورة .
يذكر بعدها مجموعة من الآيات ، ثم
يشرع بتفسير قسم قسم من الآيات ، يتناولها بالشرح البياني ، والإشارة الحركية
والتربوية .
ب ـ يقسم السور الى دروس تقسيماً موضوعيا ،
فكل درس يعتبر وحدة موضوعية ، متكونة من مقاطع جزئية .
ج ـ يقارن بين السورة المكية والمدنية من
حيث طبيعة كل منهما ، ومن حيث موضوعاتهما .
د ـ ابتعد عن الاسرائيليات ، وعن الخوض في
المسائل اللغوية والكلامية ، والفلسفية ، وعن الخلافات الفقهية والمذهبية ، وحصر
كلامه وحديثه بالنص القرآني وبما يوحيه القرآن من إيحاءات روحية ، او اجتماعية او
انسانية .
هـ ـ تجنب التفسير العلمي للآيات ، معتبرا
التعرض للعلوم التي لا علاقة لها بفهم معاني الآيات ابتعادا عن القرآن ؛ لأنه في
غنى عن ذلك (2) .
أمثلة من تفسيره :
وإليك مقاطع من كلامه كأمثلة على تفسيره
وبيانه الرائع : قبل دخوله في تفسير سورة الانعام بدأ حديثه بمقدمة ـ كما هو الحال
في جميع السور إلا أنها مقدمة طويلة من خمس وعشرين صفحة ـ حول السورة ،
وأجوائها ، ذاكرا بأنها تدور حول قضية أساسية ، هي عقيدة التوحيد وإخلاص العبودية
لله وحده عزوجل ، موضحاً تلك القضية عبر بيانه الخلاب ، الذي يهيمن على مشاعر
وأحاسيس القارئ ، بحيث لا يستطيع أن يتركها حتى يتمها عن آخرها ، وهذا هو أسلوبه
في
تفسيره .
وبعدها ينتقل الى تفسير الآيات مجموعة ،
مجموعة ، ففي قوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ
الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ *هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا
وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ *وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ
سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } [الأنعام: 1 - 3] .
قال : إنها اللمسات العريضة للحقيقة الكبيرة
، والايقاعات المديدة في مطلع السورة . وهي ترسم القاعدة لموضوع السورة ولحقيقة
العقيدة : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ...} انها اللمسات
الأولى ... تبدأ بالحمد
لله . ثناءً عليه ، وتسبيحا له ، واعترافا بأحقيته للحمد والثناء ، على ألوهيته
المتجلية في الخلق والانشاء .... بذلك تصل بين الألوهية المحمودة وخصيصتها الأولى
.... الخلق ... وتبدأ بالخلق في أضخم مجالي الوجود .. السماوات والأرض ، ثم في
أضخم الظواهر الناشئة عن خلق السماوات والأرض وفق تدبير مقصود .. الظلمات والنور
... فهي اللمسة العريضة التي تشمل الأجرام الضخمة في الكون المنظور ، والمسافات
الهائلة بين تلك الأجرام ، والظواهر الشاملة الناشئة عن دورتها في الأفلاك ..
لتعجب من قوم يرون صفحة الوجود الضخمة الهائلة الشاملة تنطق بقدرة الخالق العظيم
كما بتدبيره الحكيم ، وهم بعد ذلك كله لا يؤمنون ولا يوحدون ولا يحمدون ، بل
يجعلون لله شركاء يعدلونهم به ويساوونه .
{ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } ....
فيا للمفارقة الهائلة بين الدلائل الناطقة
في الكون ، وآثارها الضائعة في النفس ! يا للمفارقة التي تعدل الأجرام الضخمة ،
والمسافات الشاسعة ، والظواهر الشاملة ...بل تزيد .
واللمسة الثانية :
{ هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجل
مسمى عنده ثم أنتم تمترون } : إنها لمسة الوجود الإنساني ،
التالي في وجوده للوجود الكوني ، ولظاهرتي الظلمات والنور . لمسة الحياة
الانسانية في هذا الكون الخامد . لمسة النقلة العجيبة من عتمة الطين المظلم الى
نور الحياة البهيج ؛ تتناسق تناسقا فنيا جميلا مع " الظلمات والنور " ،
والى جانبها لمسة أخرى متداخلة : لمسة الأجل الأول المقضى للموت ، والأجل الثاني
المسمى للبعث لمستان متقابلتان في الهمود والحركة كتقابل الطين الهامد والخلق الحي
في النشأة . وبين كل متقابلين مسافة هائلة في الكنة والزمن . وكان من شأن هذا كله
ان ينقلب الى القلب
البشري اليقين بتدبير الله ، واليقين بلقائه
. ولكن المخاطبين بالسورة يشكون في هذا ولا يستيقنون : { ثم أنتم تمترون } .
واللمسة الثالثة تضم اللمستين الأوليين في أطار واحد ؛ وتقرر ألوهية الله في الكون
والحياة الإنسانية على سواء : { وهو الله في السماوات وفي الأرض
يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون } :
ويواصل حديثه بهذا الأسلوب الى أن يقول :
وأحسب ـ والله أعلم ـ أنه كان من ثمرة اليأس من هذا الدين أن عدل اليهود ؛
الصهيونيون النصارى الصليبيون عن مواجهة الاسلام جهرة عن طريق الشيوعية اوعن طريق
التبشير ، فعدلوا الى طرائق اخبث ، والى حبائل أمكر .. لجأوا الى إقامة أنظمة
وأوضاع في المنطقة كلها تتنزيا بزي الاسلام ، وتتمسح في العقيدة ، ولا تنكر الدين
جملة ... ثم هي تحت هذا الستار الخادع ، تنفذ جميع المشروعات التي أشارت بها
مؤتمرات التبشير وبروتوكولات صهيون ، ثم عجزت عن تنفيذها كلها في المدى الطويل !
إن هذه الأنظمة والأوضاع ترفع راية الاسلام ـ أو على الأقل تعلن احترامها للدين ـ
بينما هي تحكم بغير ما أنزل الله ، وتقصي شريعة الله عن الحياة ، وتحل ما حرم الله
، وتنشر تصورات وقيما مادية عن الحياة والأخلاق ، تدمر التصورات والقيم الاسلامية
، وتسلط جميع أجهزة التوجيه والاعلام لتدمير القيم الاخلاقية الاسلامية ، وسحق
التصورات والاتجاهات الدينية وتنفذ ما نصت عليه مؤتمرات المبشرين وبروتوكولات
الصهيونيين من ضرورة إخراج المرأة المسلمة الى الشارع ، وجعلها فتنة للمجتمع باسم
التطور والتحضر ومصلحة العمل والانتاج ، بينما ملايين الأيدي العاملة في هذه
البلاد متعطلة لا تجد الكفاف ! وتيسر وسائل الانحلال للجنسين إليها دفعا بالعمل والتوجيه
..
إن اليهود الصهيونيين والنصارى الصليبين
يفركون أيديهم فرحا بنجاح الخطة وجواز الخدعة ، بعدما يئسوا من هذا الدين أن يقضوا
له مواجهة باسم الالحاد ، او يحولوا الناس عنه باسم التبشير فترة طويلة من الزمان
..
إلا أن الأمل في الله أكبر ، والثقة في هذا
الدين أعمق ، وهم يمكرون والله خير الماكرين .. الخ (3) .
هذه نماذج اختطفت من كلماته التفسيرية على
سبيل المثال .
_____________________
1- أعلام الزركلي ، ج3 ، حرف السين ، ص :
147 ، والمفسرون لإيازي ، ص : 512 ، 513 ، والتفسير والمفسرون لمعرفة ن ج2 ، ص :
468 .
2- إيازي ، ص 515 ، ومعرفة ، ص : 469 .
3- في ظلال القرآن ، ج2 ، ص : 1004 ـ 1034 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|