أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-06
739
التاريخ: 25-1-2019
4328
التاريخ: 23-5-2018
1186
التاريخ: 26-7-2017
875
|
وفاة الرشيد و بيعة الأمين:
و لما سار عن بغداد إلى خراسان بلغ جرجان في سفر سنة ثلاث وتسعين وقد اشتدت عليه فبعث ابنه المأمون إلى مرو جماعة من القواد عبد الله بن مالك و يحيى بن معاذ و أسد بن خزيمة و العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث و السدي و الحريشي و نعيم بن خازم ثم سار الرشيد إلى موسى و اشتد به الوجع و ضعف عن الحركة و ثقل فأرجف الناس بموته و بلغه ذلك فأراد الركوب ليراه الناس فلم يطق النهوض فقال : ردوني و وصل إليه و هو بطوس بشير أخو رافع أسيرا بعث به هرثمة بن أعين فأحضره و قال : لولم يبق من أجلي إلا حركة شفتي بكلمة لقلت اقتلوه ثم أمر قصابا ففصل أعضاءه ثم أغمي عليه و افترق الناس و لما يئس من نفسه أمر بقبره فحفر في الدار التي كان فيها و أنزل فيه قوما قرؤوا فيه القرآن حتى ختموه و هو في محفة على شفيره إليه و ينادي واسو أتاه من رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم مات و صلى عليه ابنه صالح و حضر وفاته الفضل بن الربيع و إسمعيل بن صبيح و مسرور و حسين و رشيد و كانت خلافته ثلاثا و عشرين سنة أو تزيد و ترك في بيت المال تسعمائة ألف ألف دينار و لما مات الرشيد بويع الأمين في العسكر صبيحة يومه و المأمون يومئذ بمرو و كتب حموية مولى المهدي صاحب البريد إلى نائبه ببغداد و هو سلام أبو مسلم يعلمه بوفاة الرشيد و هنأه بالخلافة فكان أول من فعل ذلك و كتب صالح إلى أخيه الأمين مع رجاء الخادم بوفاة الرشيد و بعث معه بالخاتم و البردة و القضيب فانتقل الأمين من قصره بالخلد إلى قصر الخلافة و صلى بالناس الجمعة و خطب ثم نعى الرشيد و عزى نفسه و الناس و بايعته جملة أهله و وكل سليمان بن المنصور و هو عم أبيه و أمه بأخذ البيعة على القواد و غيرهم و وكل السندي بأخذ البيعة على الناس سواهم و فرق في الجند ببغداد رزق سنين و قدمت أمه زبيدة من الرقة فلقيها الأمين بالأنبار في جمع من بغداد من الوجوه و كان معها خزائن الرشيد و كان قد كتب إلى معسكر الرشيد و هو حي مع بكر بن المعتمر لما اشتدت علة الرشيد و إلى المأمون بأخذ البيعة لهم و للمؤتمن أخيهما و إلى أخيه صالح بالقدوم بالعسكر والخزائن والأموال برأي الفضل و إلى الفضل بالاحتفاظ على ما معه من الحرم و الأموال و أقر كل واحد على عمله كصاحب الشرطة و الحرس والحجابة و كان الرشيد قد سمع بوصول بكر بالكتاب فدعاه ليستخرجها سنة فجحدها فضربه و حبسه ثم مات الرشيد و أحضره الفضل فدفعها إليه و لما قرؤوا الكتاب تشاوروا في اللحاق بالأمين وارتحل الفضل بالناس لهواهم في وطنهم تركوا عهود المأمون فجمع المأمون من كان عنده من قواد أبيه و هم عبد الله بن مالك و يحيى بن معاذ و شبيب بن حميد بن قحطبة و العلاء مولى الرشيد و كان على حجابته والعباس بن المسيب بن زهير و كان على شرطته و أيوب بن أبي سمير و هو على كتابته و عبد الرحمن بن عبد الملك ابن صالح و ذو الرياستين الفضل بن سهل وهو أخصهم به وأحظاهم عنده فأشار بعضهم أن يركب في أثرهم و يردوهم و منعه الفضل من ذلك و قال : أخشى عليك منهم و لكن تكتب و ترسل رسولك إليهم تذكرهم البيعة و الوفاء و تحذرهم الحنث فبعث سهل بن صاعد ونوفلا الخادم بكتابه إليهم بنيسابور فقرأ الفضل كتابة و قال: أنا واحد من الجند وشد عبد الرحمن برجليه على سهل ليطعنه بالرمح وقال : ولو كان صاحبك حاضرا لوضعته فيه و سب المأمون و انصرفوا و رجع سهل و نوفل بالخبر إلى المأمون فقال له الفضل بن سهل هؤلاء أعداء استرحت منهم و أنت بخراسان و قد خرج بها المقنع و بعده يوسف البر فتضعضعت لهما الدولة ببغداد و أنت رأيت عند خرج رافع بن الليث كيف كان الحال و أنت اليوم نازل في أخوالك و بيعتك في أعناقهم فاصبر و أنا أضمن لك الخلافة فقال المأمون : قد فعلت و جعلت الأمر إليك فقال : إن عبد الله بن مالك و القواد أنفع مني لشهرتهم و قوتهم و أنا خادم لمن يقوم بأمرك منهم حتى ترى رأيك و جاءهم الفضل في منازلهم و عرض عليهم البيعة للمأمون فمنهم من امتنع منهم من طرده فرجع إلى المأمون و أخبره فقال أنت بالأمر و أشار عليه الفضل أن يبعث على الفقهاء و يدعوهم إلى الحق و العمل به و إحياء السنة و رد المظالم و يعقد على الصفوف ففعل جميع ذلك و أكرم القواد و كان يقول للتميمي نقيمك مقام موسى ابن كعب و للربعي مكان أبي داود و خالد بن إبراهيم و لليماني مكان قحطبة و مالك بن الهيثم و كل هؤلاء نقباء الدولة و وضع عن خراسان ربع الخراج فاغتبط به أهلها و قالوا : ابن أختنا و ابن عم نبينا و أقام المأمون يتولى ما كان بيده من خراسان و الري و أهدى إلى الأمين و كتب إليه و عظمه ثم إن الأمين عزل لأول ولايته أخاه القاسم المؤتمن عن الجزيرة و استعمل عليها خزيمة بن خازم و أقر المؤتمن على قنسرين و العواصم و كان على مكة داود بن عيسى بن موسى ابن محمد و على حمص إسحق بن سليمان فخالف عليه أهل حمص و انتقل عنهم إلى سلمية فعزله الأمين و ولى مكانه عبد الله بن سعيد الحريشي فقتل عدة منهم و حبس عدة و اضرم النار في نواحيها و سألوا الأمان فأجابهم ثم انتقضوا فقتل عدة منهم ثم ولى عليهم إبراهيم بن العباس.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|