المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الغلاف الجوي للأرض
3-3-2022
أعراض الإصابة بالنيماتودا
17-4-2022
تطفل الأبوين (١)
30-11-2021
التصليحات المستعجلة- المادة السادسة و الستون - شروط المقاولة لأعمال الهندسة المدنية
2023-04-05
عمود صحفي
10-7-2019
طريق الإنسان لكي يصبح ربانياً
2023-04-09


غزوة أحد  
  
3399   03:39 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ الفضل بمن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص176-183.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2017 3182
التاريخ: 17-5-2017 2833
التاريخ: 11-12-2014 3401
التاريخ: 17-5-2017 2757

كانت غزوة اُحد على رأس سنة من بدر، ورئيس المشركين يومئذ أبو سفيان بن حرب، وكان أصحاب رسول الله يومئذ سبعمائة والمشركين ألفين، وخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )بعد أن استشار أصحابه، وكان رأيه (عليه السلام) أن يقاتل الرجال على أفواه السكك ويرمي الضعفاء من فوق البيوت، فأبوا إلاّ الخروج إليهم.

فلمّا صار على الطريق قالوا: نرجع، فقال: «ما كان لنبيّ إذا قصد قوماً أن يرجع عنهم». وكانوا ألف رجل، فلمّا كانوا في بعض الطريق انخذل عنهم عبدالله ابن اُبيّ بثلث الناس وقال: والله ما ندري على ما نقتل أنفسنا والقوم قومه، وهمّت بنو حارثة وبنو سلمة بالرجوع، ثمّ عصمهم الله جلّ وعزّ، وهو قوله {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} [آل عمران: 122] وأصبح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )متهيّئاً للقتال، وجعل على راية المهاجرين عليّاً (عليه السلام)، وعلى راية الأنصار سعد بن عبادة، وقعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )في راية الأنصار، ثمّ مرّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم )على الرماة ـ وكانوا خمسين رجلاً وعليهم عبدالله بن جبير ـ فوعظهم وذكّرهم وقال: «اتّقوا الله واصبروا، وإن رأيتمونا يخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم حتّى اُرسل إليكم».

وأقامهم عند رأس الشعب، وكانت الهزيمة على المشركين، وحسّهم المسلمون بالسيوف حسّاً(1).

فقال أصحاب عبدالله بن جبير: الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبدالله: أنسيتم قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أمّا أنا فلا أبرح موقفي الذي عهد إليّ فيه رسول الله ما عهد. فتركوه أمره وعصوه بعد ما رأوا ما يحبّون، وأقبلوا على الغنائم، فخرج كمين المشركين وعليهم خالد بن الوليد، فانتهى إلى عبدالله بن جبير فقتله، ثمّ أتى الناس من أدبارهم ووضُع في المسلمين السلاح، فانهزموا، وصاح إبليس ـ لعنه الله ـ: قُتل محمّد، ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )يدعوهم في اُخراهم: «أيها الناس اني رسول الله وإنّ الله قد وعدني النصر فإلى أين الفرار؟» فيسمعون الصوت ولا يلوون على شيء.

وذهبت صيحة إبليس حتّى دخلت بيوت المدينة، فصاحت فاطمة (عليها السلام)، ولم تبق هاشميّة ولا قرشيّة إلاّ وضعت يدها على رأسها، وخرجت فاطمة (عليها السلام) تصرخ(2). قال الصادق (عليه السلام): «انهزم الناس عن رسول الله فغضب غضباً شديداً، وكان إذا غضب انحدر من وجهه وجبهته مثل اللؤلؤ من العرق، فنظر فإذا عليّ (عليه السلام) إلى جنبه، فقال: مالك لم تلحق ببني أبيك؟ فقال عليّ: يا رسول الله أكفر بعد ايمان! إنّ لي بك اُسوة، فقال: أمّا لا فاكفني هؤلاء.

فحمل عليّ (عليه السلام) فضرب أوّل من لقي منهم، فقال: جبرئيل: إنّ هذه لهي المواساة يا محمّد. قال : إنّه منّي وأنا منه .

قال : جبرئيل وأنا منكما»(3).

وثاب إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )جماعة من أصحابه، واُصيب من المسلمين سبعون رجلاً، منهم أربعة من المهاجرين: حمزة بن عبد المطّلب، وعبدالله بن جحش، ومصعب بن عمير، وشماس بن عثمان بن الرشيد، والباقون من الأنصار(4).

قال: وأقبل يومئذ اُبيّ بن خلف وهو على فرس له وهو يقول: هذا ابن أبي كبشة؟ بوء بذنبك، لا نجوتُ إن نجوتَ.

ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )بين الحارث بن الصمّة وسهل بن حنيف يعتمد عليهما، فحمل عليه فوقاه مصعب بن عمير بنفسه، فطعن مصعباً فقتله ، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله عنزة كانت في يد سهل بن حنيف ثمّ طعن اُبيّاً في جربان الدرع، فاعتنق فرسه فانتهى إلى عسكره وهو يخور خوار الثور ، فقال أبو سفيان : ويلكما أجزعك، إنّما هو خدش ليس بشيء. فقال: ويلك يا ابن حرب، أتدري من طعنني، إنّما طعنني محمّد، وهو قال لي بمكّة: إنّي سأقتلك، فعلمت أنّه قاتلي، والله لو أنّ ما بي كان بجميع أهل الحجاز لقضت عليهم. فلم يزل يخور الملعون حتّى صار إلى النار(5).

 وفي كتاب أبان بن عثمان: أنّه لمّا انتهت فاطمة وصفيّة إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ونظرتا إليه قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم )لعليّ: «أمّا عمتّي فاحبسها عنّي، وأمّا فاطمة فدعها». فلمّا دنت فاطمة عليها السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ورأته قد شجّ في وجهه واُدمي فوه إدماءً صاحت وجعلت تمسح الدم وتقول: «اشتدّ غضب الله على من أدمى وجه رسول الله» وكان يتناول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )ما يسيل من الدم ويرميه في الهواء فلا يتراجع منه شيء(6).

 قال الصادق (عليه السلام): «والله لو سقط منه شيء على الأرض لنزل العذاب»(7).

 قال أبان بن عثمان: حدّثني بذلك عنه الصباح بن سيابة قال: قلت: كسرت رباعيّته كما يقوله هؤلاء؟ قال: «لا والله، ما قبضه الله إلاّ سليماً، ولكنّه شجّ في وجهه». قلت: فالغار في اُحد الذي يزعمون أنّ رسول الله صار إليه؟ قال: «والله ما برح مكانه، وقيل له: ألا تدعو عليهم؟ قال: اللّهم اهد قومي». ورمى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )ابن قُميئة بقذّافة فأصاب كفّه حتّى ندر(8)السيف من يده وقال: خذها منّي وأنا ابن قميئة. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أذلّك الله وأقمأك »(9).

وضربه عتبة بن أبي وقّاص بالسيف حتّى أدمى فاه، ورماه عبدالله بن شهاب بقلاعة فأصاب مرفقه(10).

وليس أحد من هؤلاء مات ميتة سويّة، فأمّا ابن قميئة فأتاه تيس وهو نائم بنجد فوضع قرنه في مراقّه ثم دعسه فجعل ينادي: وا ذلاّه، حتّى أخرج قرينه من ترقوته. وكان وحشيّ يقول: قال لي جبير بن مطعم ـ وكنت عبداً له ـ: إنّ علياً قتل عمّي يوم بدر ـ يعني طعيمة ـ فإن قتلت محمّداً فأنت حرّ، وإن قتلت عمّ محمّد فأنت حرّ، وإن قتلت ابن عمّ محمّد فأنت حرّ. فخرجت بحربة لي مع قريش إلى اُحد اُريد العتق لا اُريد غيره ولا أطمع في محمّد، وقلت: لعلّي اُصيب من علي أو حمزة غرّة فأزرقه، وكنت لا أخطئ في رمي الحراب، تعلّمته من الحبشة في أرضها، وكان حمزة يحمل حملاته ثمّ يرجع إلى موقفه(11).

قال أبو عبدالله (عليه السلام): «وزرقه وحشيّ، فوق الثدي، فسقط وشدّوا عليه فقتلوه، فأخذ وحشيّ الكبد فشدّ بها إلى هند بنت عتبة، فأخذتها فطرحتها في فيها فصارت مثل الداغِصة (12) فلفظتها.                                                                                                

قال وكان الحليس بن علقمة نظر إلى أبي سفيان وهو على فرس وبيده رمح يجأ به في شدق حمزة فقال: يا معشر بني كنانة انظروا إلى من يزعم أنّه سيّد قريش ما يصنع بابن عمّه الذي قد صار لحماً ـ وأبو سفيان يقول: ذقُ عقق ـ فقال أبو سفيان: صدقت إنّما كانت منّي زلّة اكتمها عليّ. قال: وقام أبو سفيان فنادىَّ بعض المسلمين: أحيّ ابن أبي كبشة؟ فأمّا ابن أبي طالب فقد رأيناه مكانه.

فقال عليّ (عليه السلام): «إي والذي بعثه بالحقّ إنّه ليسمع كلامك».

قال: إنّه قد كانت في قتلاكم مثلة، والله ما أمرت ولا نهيت، إنّ ميعاد ما بيننا وبينكم موسم بدر في قابل هذا الشهر.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «قل: نعم». فقال: «نعم».

فقال أبو سفيان لعليّ (عليه السلام): إنّ ابن قميئة أخبرني أنّه قتل محمّداً وأنت أصدق عندي وأبّر.

ثمّ ولّى إلى أصحابه وقال: اتخذوا الليل جملاً وانصرفوا.

ثمّ دعا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )عليّاً (عليه السلام) فقال: «اتُبعهم فانظر أين يريدون، فإن كانوا ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنّهم يريدون المدينة ، وإن كانوا ركبوا الإبل وساقوا الخيل فهم متوجّهون إلى مكّة»(13).

 وقيل: إنّه بعث لذلك سعد بن أبي وقّاص فرجع وقال: فرأيت خيلهم تضرب بأذنابها مجنوبة مدبرة، ورأيت القوم قد تجمّلوا سائرين.

فطابت أنفس المسلمين بذهاب العدوّ، فانتشروا يتتبّعون قتلاهم، فلم يجدوا قتيلاً إلاّ وقد مثّلوا به، إلاّ حنظلة بن أبي عامر، كان أبوه مع المشركين فتُرك له. ووجدوا حمزة قد شُقَّتْ بطنه، وجُدع أنفه، وقُطعت اُذناه، واُخذ كبده، فلمّا انتهى إليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )خنقه العبرة وقال: «لاُمثّلنّ بسبعين من قريش» فأنزل الله سبحانه {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] .

 فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «بل أصبر». وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «من ذلك الرجل الذي تغسّله الملائكة في سفح الجبل؟». فسألوا امرأته فقالت: انّه خرج وهو جنب وهو حنظلة بن أبي عامر الغسيل(14).

قال أبان: وحدّثني أبو بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «ذكر لرسول الله رجلٌ من أصحابه يقال له: قزمان بحسن معونته لإخوانه، وزكّوه فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّه من أهل النار. فاتئ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )وقيل: إنّ قزمان استشهد، فقال: يفعل الله ما يشاء.

ثمّ اُتي فقيل: إنّه قتل نفسه، فقال: أشهد أنّي رسول الله. قال: وكان قزمان قاتل قتالاً شديداً، وقتل من المشركين ستّة أو سبعة، فأثبتته الجراح فاحتمل إلى دور بني ظفر، فقال له المسلمون: أبشر يا قزمان فقد أبليت اليوم، فقال: بم تبشّروني! فوالله ما قاتلت إلاّ عن أحساب قومي، ولولا ذلك ما قاتلت. فلمّا اشتدّت عليه الجراحة جاء إلى كنانته فأخذ منها مشقصاً(15) فقتل به نفسه»(16).

قال: وكانت امرأة من بني النجّار قتل أبوها وزوجها وأخوها مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فدنت من رسول الله والمسلمون قيام على رأسه فقالت لرجل: أحي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )؟ قال: نعم، قالت: أستطيع أن أنظر إليه؟ قال: نعم، فأوسعوا لها فدنت منه وقالت: كلّ مصيبة جلل بعدك، ثمّ انصرفت. قال: وانصرف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )إلى المدينة حين دفن القتلى، فمرّ بدور بني لأشهل وبني ظفر، فسمع بكاء النوائح على قتلاهنّ، فترقرقت عينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )وبكى ثمّ قال: « لكنّ حمزة لا بواكي له اليوم». فلمّا سمعها سعد بن معاذ واُسيد بن حضير قالوا: لا تبكينّ امرأة حميمها حتّى تأتي فاطمة فتسعدها. فلمّا سمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )الواعية على حمزة وهو عند فاطمة على باب المسجد قال: « ارجعن رحمكّن الله فقد آسيتنّ بأنفسكنّ»(17).

________________________________________

 (1) حساً: أي استأصلوهم قتلاً. «انظر: الصحاح ـ حسس ـ 3: 917».

(2) انظر: المغازي للواقدي 1: 229 و 277، وتاريخ الطبري 2: 504 ـ 510، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 93 | 28.

(3) نحوه في: الكافي 8: 110 | 90، الارشاد 1: 85، مناقب ابن شهر آشوب 3: 124، تاريخ الطبري 2: 514، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 95 | ضمن حديث 28.

(4) انظر: المغازي للواقدي1: 300، سيرة ابن هشام 3: 129، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 95 ضمن حديث رقم 28.

(5) نحوه في: المغازي للواقدي 1: 250 ـ 251، وسيرة ابن هشام 3: 89، وتاريخ الطبري 2: 520، ودلائل النبوة للبيهقي 3: 258، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 90 | ضمن حديث 28.

(6) المغازي للواقدي 1: 249 قطعة منه، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 95 ضمن حديث 28.

(7) نقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 96 ضمن حديث 28.

(8) ندر الشيء إذا سقط «العين 8: 21».

(9) اقمأك: صغرك وأذلك. «انظر :العين 5: 235».

(10) انظر: المناقب لابن شهر آشوب 1: 92، والمغازي للواقدي 1: 244 ـ 26، وتاريخ الطبري 2: 515، والكامل في التاريخ 2: 155، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 96 ضمن حديث 28.

(11) انظر: المناقب لابن شهر آشوب 1: 192 ـ 193، سيرة ابن هشام 3: 75 ـ 76، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 96 ضمن حديث 28.

(12) الداغصة: عظم مدور يديص ويموج فوق رضف الركبة، وقيل: يتحرك على رأس الركبة. «لسان العرب 7: 36»

(13) انظر: المناقب لابن شهر آشوب 1: 93، المغازي للواقدي 1: 286، وسيرة ابن هشام 3: 96 ـ 100، وتاريخ الطبري 2: 527، والكامل في التاريخ 2: 160، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 96 ضمن حديث 28.

 (14) انظر: سيرة ابن هشام 3: 79 ـ 101، وتاريخ الطبري 2 : 521 ـ 528 ، ودلائل النبوة للبيهقي 3 : 285 ـ 286 ، والكامل في التاريخ 2: 158 ـ 161، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 98 ضمن حديث 28.

 (15) المشقص: سهم له نصل عريض لرمي الوحش. «العين 5: 33».

(16) سيرة ابن هشام 3: 93، وتاريخ الطبري 2: 351، والكامل في التاريخ 2: 162، وفيها باختلاف يسير، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 98 ضمن الحديث 28.

(17) المغازي للواقدي 1: 292، وسيرة ابن هشام 3: 104 ـ 105، وتاريخ الطبري 2: 532 ـ 533، والكامل في التاريخ 2: 163، وفيها بني دينار بدل بني النجار. ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 98 ضمن حديث 28.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.