المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أفضيلة علي على سائر الانبياء  
  
2057   06:40 مساءاً   التاريخ: 13-12-2014
المؤلف : محمد اسماعيل المازندراني
الكتاب أو المصدر : الدرر الملتقطة في تفسير الايات القرآنية
الجزء والصفحة : ص 70-78.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / سيرة النبي والائمة / سيرة الامام علي ـ عليه السلام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014 1951
التاريخ: 7-12-2015 5040
التاريخ: 18-4-2016 1814
التاريخ: 29-01-2015 1873

قال تعالى : {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61] قال القوشجي : ليس المراد به نفسه ـ صلى الله عليه وآله ـ لان احدا لا يدعو نفسه ، كما لا يأمر نفسه ، وليس المراد به فاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ لانهم ادرجوا في قوله تعالى : { وابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم }.

فلا بد وان يكون شخصا اخر غير نفسه ـ صلى الله عليه وآله ـ وغير فاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ وليس غير علي بالأجماع ، فتعين ان يكون عليا ـ عليه السلام.

وبيان دلالته على كونه افضل الصحابة ان دعاءه للمباهلة يدل على انه في غاية الشفقة والمحبة لعلي ـ عليه السلام ـ والا لقال المنافقون : ان الرسول لم يدع للمباهلة من يحبه ويحذر عليه من العذاب.

اقول : هذه حق. واما استدلال اصحابنا بآية المباهلة على كونه ـ عليه السلام ـ مساويا للنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ في الفضيلة والشرافة ، وهو اشرف من سائر الانبياء ، فيكون مساويه كذلك ، فباطل يرد عليه مفاسد وهم عنها غافلون.

قال آية الله العلامة والنحرير الفهامة روح الله روحه في جواب من سأله عما ورد ان آدم ونوحاً ضجيعان لمولانا امير المؤمنين ـ عليهم السلام ـ هل صح ذلك؟

هذا شيء مشهور ، والاعتماد فيه على النقل ، ومع ذلك فأي فضيلة لأمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ فيه؟ فان الشيعة استدلوا بالقرآن على ان امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ مساويا للنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لقوله تعالى : « وانفسنا » والمراد به علي ـ عليه السلام ـ والاتحاد محال ، فبقي ان يكون المراد المساواة ، ولا شك ان محمداً ـ صلى الله عليه وآله ـ اشرف من غيره من الانبياء ، فيكون مساويه كذلك (1).

ولا يذهب عليك ان ما ذكره من مساواتهما صلوات الله عليهما وآلهما وقت نزول الآية ، كما هو مقتضى دليله هذا ، ينافيه ما روي عنه ـ عليه السلام ـ ان النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ علمه عند وفاته الف باب فتح من كل باب الف الف باب.

اذ المتعلم لا يكون مساويا لمعلمه ، ضرورة تقدمه عليه تقدما بالشرف ، مع ما في تساويهما وقتئذ من ترجيح احد المتساويين على الاخر على تقدير كون احدهما رعية والاخر اماما له.

والا يلزم : اما القول بالتشريك ، او عدم كونه حجة عليه ، وهو ينافي عموم رسالته ، وكونه رحمة العالمين ، ومبعوثا على الاسود والابيض.

ثم ان هنا اشكالا اخر اقوى منه ، وهو انه ـ عليه السلام ـ بعد النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بضعا وثلاثين سنة ، ولا شك انه ازداد في هذه المدة الطويلة علما وفضلا وكمالاً جسمانياً وروحانياً استحق به الثواب ، ولا لكان مغبونا في هذه المدة ، بل كل من ساوى يوماه فهو مغبون.

وكيف لم يزدد بعده ـ صلى الله عليه وآله ـ فضلاً وثواباً ، وغزواته ـ عليه السلام ـ مع القاسطين والناكثين والمارقين مشهورة ، ومجاهداته في الله وعباداته في الكتب مسطورة.

فعلى ما ذكره قدس سره مقلدا فيه السلف من غير ان يمعن النظر فيه وفيما فيه ، يلزم ان يكون علي ـ عليه السلام ـ افضل من النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بمراتب ، اذ لا يعنى بالأفضل هنا الا اكثر ثوابا ، وهو ـ عليه السلام ـ على هذا الفرض اكثر منه ـ صلى الله عليه وآله ـ فضلا وثوابا بمراتب شتى ، وهذا مع انه ينافيه كونه ـ صلى الله عليه وآله ـ اشرف الموجودات وافضل الكائنات.

وقوله : ما خلق الله خلقا افضل مني ولا اكرم على الله مني.

وقوله : انا سيد ولد ادم (2).

وفي رواية اخرى : انا سيد من خلق الله.

وقوله في حديث اخر اورده الشيخ ابن فهد في العدة : علي سيد العرب ، فقيل : يا رسول الله الست سيد العرب؟ فقال : انا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب. فقيل : وما السيد؟ قال : من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي (3).

وقولهم ـ عليهم السلام ـ في الادعية المأثورة : وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وآله.

وخاصة قول علي ـ عليه السلام ـ في خطبة يوم الغدير المذكورة في الكفعمي (4) ، قرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلا هوتيته ، واختصه من تكريمه بما لم يلحقه فيه احد من بريته ، فهو اهل ذلك بخاصته وخلته.

وفي خطبة اخرى له ـ عليه السلام : الا وان الوسيلة اعلى درجة الجنة ، وذروة ذوائب الزلفة ، ونهاية غاية الامنية ، لها الف مرقاة ، ما بين المرقاة الى المرقاة حضر الفرس الجواد مائة عام ، ورسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قاعد عليها مرتد بريطتين : ريطة من رحمة الله ، وريطة من نور الله ، عليه تاج النبوة واكليل الرسالة ، قد اشرف بنوره المواقف ، وانا يؤمئذ على الدرجة الرفيعة ، وهي دون درجته وعليّ ريطتان : ريطة من ارجوان النور ، وريطة من كافور (5).

قال في مجمع البحرين : وفي الحديث في وصف علي ـ عليه السلام ـ في الجنة « وعليه ريطتان : ريطة من ارجوان النور ، وريطة من كافور » ومثله في وصف رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ « مرتد بريطتين » الريطة بالفتح : كل ملاءة اذا كانت قطعة واحدة وليست لفقتين اي قطعتين ، والجمع رياط مثل كلبة وكلاب ، وريط مثل تمرة وتمر (6).

وفي نهاية ابن الاثير : وقيل الريطة كل ثوب رقيق لين (7).

مما لم يقل به احد المسلمين ، وكيف يقول به مسلم؟ ودرجته باعترافه دون درجته ، والمساواة في الفضيلة ملزوم المساواة في الدرجة ؛ بل هو هو.

وكيف يساويه احد في الدرجة والفضيلة؟ وهو اول من تشرف بعناية الله وصار مظهر جلاله وجماله ، وقد تقرر في مقره ان اول خلق الله اشد مناسبة بذاته تعالى ، اذ لا واسطة بينه وبن خالقه.

وايضا فان اراد به انه مساو له مع وصفه بالنبوة ، يلزم منه ان يكون نبيا مثله ، وان اراد به انه مع قطع النظر عن ذلك مساو له.

فعلى تقدير التسليم لا يلزم منه ما ادعاه ، اذ لا يلزم منه كونه ـ صلى الله عليه وآله ـ مع وصف النبوة وسائر الفضائل افضل من اولي العزم ، كونه ـ عليه السلام ـ بدون هذا الوصف افضل منهم ، كيف؟ ونبوته اشرف النبوات ، ورسالته اكمل الرسالات ، وما بلغ بذلك احد مبلغه.

الا يرى الى ما رواه ثقة الاسلام في اصول الكافي ، عن علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن ابن عمير ، عن ابن اذينه ، عن زرارة ، عن ابي جعفر ـ عليه السلام ـ قال : نزل جبرئيل ـ عليه السلام ـ على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ برمانتين من الجنة ، فأعطاه اياهما ، فأكل واحدة وكسر الاخرى نصفين ، فأعطى عليا ـ عليه السلام ـ نصفها فأكلها ، فقال : يا علي اما الرمانة الاولى التي اكلتها فالنبوة ، وليس لك فيها شيء ، واما الاخرى فهو العلم ، فأنت شريكي فيه (8).

فهذا حديث صحيح صريح في ان له ـ عليه السلام ـ ربع ماله ـ صلى الله عليه وآله ـ فانه اكل من الرمانتين ثلاثة ارباعهما ، واكل علي ـ عليه السلام ـ ربعا منهما.

ولعله ـ عليه السلام ـ لذلك قال وقد سأله حبر من الاحبار بعد كلام افاده في التوحيد ، فنبي انت؟ : ويلك انا عبد من عبيد محمد. كذا في التوحيد للصدوق رحمه الله (9).

ثم ان شئت ان تعرف شتان ما بينهما ، فانظر الى ما ورد في طريق العامة عن ابي هريرة ، وتلقاه الخاصة بالقبول ، لورود مثله في طريقهم ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ لعلي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ يوم فتح مكة : اما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟ فقال : بلى يا رسول الله ، قال : فأحملك فتناوله ، قال : بل انا احملك يا رسول الله.

فقال : لو ان ربيعة ومضر جهدوا ان يحملوا مني بضعة وانا حي ما قدروا ،ولكن قف يا علي ، فضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يديه على ساق علي ـ عليه السلام ـ فوق القرقونس (10) ، ثم اقتلعه من الارض ، فرفعه حتى تبين بياض ابطيه الحديث (11).

هذا ثم من البين ان ليس المراد بقوله « وانفسكم » هم المتساوون في الدرجة والفضيلة ؛ اذ لا فضل لهم عند الله جناح بعوضة ، بل المراد به الذين كانوا من خاصة هؤلاء المخاطبين وبطانتهم ووليجتهم ، ومن اعزة اهلهم واحبتهم عليهم ، الذين كانوا يخافون عليهم ، ويحذرون من نزول العذاب بهم.

لان ذلك هو مناط المباهلة ومحط فائدتها ، حيث يدل على وثوق المباهل ويقينه بحقيته ، وبطلان طرف المقابل ، فكذا قوله « وانفسنا » من غير فصل.

وكثيراً ما يعبر عن القريب النسبي ، بل عن المشتركين في ملة بالنفس ، كقوله تعالى : {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ } [البقرة : 54] اي : ليقتل بعضكم بعضا ، امر من لم يعبد العجل من قوم موسى ـ عليه السلام ـ ان يقتل من عبده.

وقوله تعالى : {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء: 29] اي : لا يقتل بعضكم بعضا ، لأنكم اهل دين واحد ، فأنتم كنفس واحدة ، صرح بذلك اهل التفسير. وعدوا منه قوله تعالى : {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور: 61].

وقد تطلق النفس على الجنس والنوع ، كفوله تعالى : {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة : 128] وقوله : {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [آل عمران : 164] اي : من جنسهم ، كما في مجمع البحرين (12).

وامثال ذلك في كتاب الله العزيز غير عزيز ، فيكون مجازاً من الكلام اريد به المبالغة ، كما في حديث السفر : وابدأ بعلف دابتك فانها نفسك (13). اي كنفسك ، فكما تحتفظ على نفسك فاحتفظ عليها.

ومثله « فاطمة بضعة مني ، وهي قلبي ، وهي روحي التي بين جنبي » (14) وقوله « عترتي من لحمي ودمي » وامثال ذلك ، فكما لا يلزم في هذه الصورة المساواة في الدرجة والفضيلة ، فكذا هنا من غير فرق.

فيكون المراد بقوله « وانفسنا » من هو بمنزلتها في وجوب رعايتها والمحافظة عليها ، كما المراد بقوله « وانفسكم » كذلك. وهذا امر ظاهر بقرينة المقام ، ولا يشتبه على من له ادنى دربة بالكلام.

ويظهر منه خصوصيته ـ عليه السلام ـ برسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وكونه محبوبا له ، فيدل على فضيلته وفضيلة الذين اتى بهم الرسول الى المباهلة ، وعلى انهم افضل من سائر الصحابة ، واحب الى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ منهم. كما اشار اليه صاحب التجريد (15) ، وإلا لقال المنافقون : ان الرسول لم يدع للمباهلة من يحبه ويحذر عليه من العذاب.

واما انه يدل على انه مساو له في المرتبة والفضيلة والقرب من الله ، فكلا وحاشا ؛ اذ لا دلالة له عليه بواحد من الدلالات.

ثم اني الى الان لم ار في كلام احد من علماء الشيعة قديماً وحديثاً ممن له ادنى فطانة ، واخذ فطانته بيده ، ولم يقلد فيه احدا ، انه استدل بهذه الآية على المساواة بينهما ، الا في كلام الفاضلين آية الله العلامة وابنه فخر المحققين وزين المدققين.

حيث قال في جواب من سأله عن مولانا امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ هل هو افضل من سائر الانبياء ما خلا نبينا صلوات الله عليهم من غير تفصيل ، ام هو افضل من بعضهم دون بعض؟ وما الحجة في تفضيله عليهم؟ وهل يكون حكم باقي الائمة ـ عليهم السلام ـ من ولده هذا الحكم ام لا؟

هذا امر مختص به صلوات الله عليه ، وامير المؤمنين علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ افضل من سائر الانبياء غير النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ودليله قوله تعالى : « وانفسنا وانفسكم ».

اجمع المفسرون على ان المراد بالنفس هنا علي ـ عليه السلام ـ والاتحاد محال ، فلم يبق الا المساواة ، ومساوي الافضل افضل قطعاً.

وظاهر انه في ذلك سلك مسلك ابيه من دون تأمل ، ولا تدبر لحسن ظنه به.

نعم نقل عن شيخنا الشهيد قدس سره انه قال : اولوا العزم من الرسل خمسة. وقيل : ستة. والحق الاول ، وهم افضل من سائر النبيين والمرسلين ، وهم : نوح ، وابراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد صلوات الله عليهم.

ولاشك ان محمدا ـ صلى الله عليه وآله ـ افضل من سائرهم بلا خلاف. وأما علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ فلا شك انه افضل من سائر الانبياء والمرسلين ما عدا الخمسة.

وقال بعض العلماء بتفضيله عليهم ما عدا محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ لانه مساو له ، لقوله « وانفسنا وانفسكم » وكان محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ افضل منهم ، ومساوي الافضل افضل. الى هنا كلامه طاب منامه.

ولا يخفى ان استثناءه الخمسة ، ثم نسبته القول بتفضيله عليهم الى بعض العلماء ـ وظاهر انه اراد به الفاضلين ـ صريح في انه لا يقول بذلك ، ولا يرضى بهذا الدليل ، وانه ليس مما اتفقت به الشيعة ، كما هو ظاهر كلام العلامة قدس سره.

وبالجملة لا يسوغ القول بأن علياً ـ عليه السلام ـ او واحدا من الائمة سلام الله عليهم صار مثله ومساويا له ـ صلى الله عليه وآله ـ في وقت بقي ذلك المساوي ولو في آن بعده ، فان بقاءه فيه مصدقا بالله وبصفاته العليا وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر الى غير ذلك ، ونفسه ونومه فيه تسبيح وعبادة يستحق به الثواب ؛ لان نفس العالم تسبيح ونومه عبادة ، ويلزم منه ما تقدم.

واللازم باطل ، فالملزوم مثله ، وبدون المساواة في الفضيلة لا يتم التقريب ، وهو كونه ـ عليه السلام ـ افضل من سائر الانبياء والمرسلين ، لكونه مساويا للأفضل منهم ، وهو خاتم النبيين صلوات الله عليهم اجمعين.

وأما ما ورد في بعض الاخبار من قوله ـ صلى الله عليه وآله ـ « انهم مثلي » فالمراد به انهم مثله في العصمة ، وفرض الطاعة ، والدلالة الى الله ، والهداية اليه ، وما شاكل ذلك ، لا انهم مثله في الدرجة والفضيلة ، ليلزم منه المساواة ، فيلزم منه ما سبق.

والمشبه لا يلزم ان يكون مثل المشبه به في كل الوجوه ، وكيف يمكن القول بمساواتهم كلهم له ـ صلى الله عليه وآله؟ وهم مختلفون في المرتبة والفضيلة.

فأما الحسنان ، فأبوهما خير منهما ، وهما من التسعة ، والحجة من الثمانية صلوات الله عليهم.

ثم لا حاجة في تفضيله ـ عليه السلام ـ على الانبياء الى القول بالمساواة ، فان له طرقا عديدة اوضحناها في رسالة لنا مفردة مسماة بذريعة النجاة (16) معمولة لبيان افضلية ائمتنا ـ عليهم السلام ـ من سائر الانبياء غير النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قد اشبعنا الكلام فيها بما لا مزيد عليه ، فاليطلب من هناك ، وبالله التوفيق.

____________

 (1) اجوبة المسائل المهنائية : 50 ـ 51.

(2) كنز العمال : 11 / 434 ، وعوالي اللئالي : 4 / 121.

(3) عدة الداعي : 305.

(4) المصباح للكفعمي : 695.

(5) روضة الكافي : 8 / 24 ـ 25.

(6) مجمع البحرين : 4 / 249 ـ 250.

(7) نهاية ابن الاثير : 2 / 289.

(8) اصول الكافي : 1 / 263 ح 1.

(9) التوحيد : 174 ح 3.

(10) في المناقب : القرنوس.

(11) المناقب لابن المغازلي : 202.

(12) مجمع البحرين : 4 / 113.

(13) وسائل الشيعة : 8 / 351 و 324.

(14) راجع الروايات الواردة عن طرقهم الى احقاق الحق : 10 / 187 ـ 228 و 19 / 75 ـ 93.

(15) التجريد : 267.

(16) وهذه الرسالة مطبوعة في المجموعة الاولى من الرسائل الاعتقادية للمؤلف برقم (2).




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .