المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حزن الامام على مسلم بن عقيل
2-04-2015
محركات الديزل محركات الأعمال الشاقة
2023-12-21
معنى كلمة بثث
19-2-2022
اختيار الاستراتيجية على مستوى المنظمة
28-7-2016
Collective Nouns
1-4-2021
Equivalent
12-2-2022


المنظور العلمي والفلسفي للتربية  
  
1867   10:45 صباحاً   التاريخ: 21-4-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص25-26
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2017 18256
التاريخ: 19-4-2016 1972
التاريخ: 28-11-2017 1885
التاريخ: 21-4-2017 2795

من الحقيقة بمكان ان الشرائع الالهية اولت التربية الصحيحة العناية الفائقة لأهميتها، وعظيم اثرها في عملية التكامل الانساني ، وتحقيق سعادة الانسان في دنيا الوجود وبذلك سبقت العلماء والفلاسفة واهتمامهم بها وبحثهم عنها.

وعلى كل حال، فان التربية تعتبر اقدم جهد قام به الانبياء والعلماء، والفلاسفة والمصلحون والمربون الالهيون من اجل هداية الانسان وجعله انسانا سويا في فكره ومعتقده وصالحا في عمله وسلوكه ونافع لنفسه ولأبناء جنسه واتماماً للفائدة نذكر المعنى اللغوي والاصطلاحي للتربية.

المعنى اللغوي: ان التربية مأخوذة من مادة (ربو)كما يقول اللغوي وتعني: الارتفاع وبلوغ الذروة والاضافة والرشد...

المعنى الاصطلاحي: هو السعي لإيجاد التغيير المطلوب في الفرد والجماعة، وايصالهم إلى التكامل التدرجي والمتواصل في الحياة.

وطبيعي ان ما يقوله علماء اللغة بخصوص معنى التربية سواء لغة او اصطلاحا لم يكن تعريفاً جامعاً مانعاً عند الجميع، من فلاسفة وعلماء ومربين، وانما لكل منهم رأيه الخاص وتعريفه الذي يراه صحيحاً ومناسباً.

وعلى كل حال فان التربية تعني ايجاد تغييرات مهمة من اجل السير التكاملي، وهو يعني الفعل والانفعال التربوي المستمر، والتربية الصالحة وسيلة هامة لصياغة الانسان نحو الخير والفضيلة وجعله سويا صالحاً ينفع وينتفع ويؤثر ويتأثر وطريقه دوماً إلى التكامل والرقي وصناعة المجد والتوازن في الحياة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.