أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-02-2015
1746
التاريخ: 5-10-2014
1573
التاريخ: 22-04-2015
2109
التاريخ: 5-10-2014
1359
|
بشأن المال والثروة ، اختلفت وجهات نظر النّاس بين أفراط وتفريط ، بعضهم أسبغ على المال أهمية فائقة فجعله مفتاح حلّ كلّ المشاكل. وإلى ذلك ذهب الشاعر. في قوله :
فصاحة سحبان وخط ابن مقـــــــلة ****** وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم
إذا اجتمعت في المرء والمرء مفلس ****** فليس له قدر بمقدار درهم
ولذلك فإنّ دأب هؤلاء الأفراد جمع المال ، ولا يدخرون وسعاً على هذا الطريق ولا يتقيدون بقيد ، ولا يهتمون بحلال أو حرام ومقابل هذه المجموعة هناك من لا يعير أية أهمية للمال والثروة ، يمتدحون الفقر ويشيدون به ، ويرون في المال عائقاً للتقوى وللقرب الإلهي.
وإزاء ذاك الإفراط وهذا التفريط ، تقف النصوص الإسلامية لتبيّن أنّ المال مطلوب ، ولكن بشروط ، أوّلها أن يكون وسيلة لا غاية.
والآخر ، أن لا يكون الإنسان له أسيراً ، بل أن يكون عليه أميراً.
والثّالث : أن يأتي بالطرق المشروعة وأن ينفق في سبيل رضا اللّه.
الرغبة في مثل هذا المال ليس دليلاً على حبّ الدنيا ، بل هو دليل على الإنشداد بالآخرة. ولذلك ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه لعن الذهب والفضة ، فتعجب أحد أصحابه وسأل الإمام فأجابه : «ليس حيث تذهب إليه إنّما الذهب الذي ذهب بالدين ، والفضة التي أفاضت الكفر»(1).
وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال : «السكر أربع سكرات : سكر الشراب ، وسكر المال ، وسكر النوم ، وسكر الملك».(2)
وعن الإمام الصادق(عليه السلام) قال : «إن كان الحساب حقّاً فالجمع لماذا؟ وإن كان الخلف من اللّه عزّوجلّ حقّاً فالبخل لماذا؟»(3).
كثيرون هم الذين ينشغلون حتى آخر حياتهم بجمع المال ، ثمّ يتركونه للآخرين. هم مسؤولون عن حسابه ، والآخرون ينالون ثماره ، سئل أمير المؤمنين علي(عليه السلام) : من أعظم النّاس حسرة؟
قال : «من رأى ماله في ميزان غيره ، وأدخله به النّار ، وأدخل وارثه به الجنّة»(4).
وعن الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) في تفسير قوله تعالى : {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ} [البقرة : 167] قال : «هو الرجل يدع المال لا ينفقه في طاعة اللّه بخلاً ثمّ يموت فيدعه لمن يعمل به في طاعة اللّه أو في معصيته» .
ثمّ قال الإمام : «فإن عمل به في طاعة اللّه رآه في ميزان فزاده حسرة ، وقد كان المال له أو عمل به في معصية اللّه فهو قوّاه بذلك المال حتى عمل به في معاصي اللّه»(5).
نعم ، رؤية الإنسان للمال قد تصير من المال وثناً خطراً ، وقد تجعل منه وسيلة لسعادة كبرى .
نختتم هذه الوقفة بما ورد عن ابن عباس عن كلام عميق الدلالة قال : «إنّ أوّل درهم ودينار ضربا في الأرض نظر إليهما إبليس فلما عاينهما أخذهما فوضعهما على عينيه ، ثمّ ضمهما إلى صدره ، ثمّ صرخ صرخة ، ثمّ ضمهما إلى صدره ، ثمّ قال : أنتما قرّة عيني! وثمرة فؤادي ، ما اُبالي من بني آدم إذا أحبّوكما أن لا يعبدوا! وثناً! حسبي من بني آدم أن يحبّوكما» (6).
________________________
1. بحار الأنوار ، ج 73 ، ص 141 ، ح 17.
2 ـ المصدر السابق ، ص142.ح18.
3 ـ التوحيد للصدوق ، نقلاً عن تفسير نور الثقلين ، ج5 ، ص 668 ، ح 8.
4. بحار الأنوار ، ج73 ، ص142.ح21.
5 ـ المصدر السابق ، ح20.
3. المصدر السابق ، ص137 ، ح 3.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|