أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014
1443
التاريخ: 9-05-2015
1417
التاريخ: 15-02-2015
1449
التاريخ: 13-11-2014
1605
|
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا } [الطلاق: 1] .
لا يختلف الطلاق عن الظواهر الاجتماعية الأخرى التي تمد جذورها في المجتمع وتشارك في تكوينها أسباب وأمور عديدة متشابكة . وعملية منعها والوقوف بوجهها تبقى بدون جدوى ما لم يتم النظر إليها بشكل دقيق يتناول جميع العوامل التي تقف وراءها ، وهي كثيرة جدا منها :
أ - التوقعات والآمال المفرطة التي يبنيها كل واحد منهما على الطرف الثاني ، فلو أنهما جعلا توقعهما في دائرة محدودة ومعقولة وتجنبا التوغل في عالم الخيال ، وأدرك كل واحد منهما الطرف الآخر جيدا ، وحصر التوقع في المجالات الممكنة ، فحينئذ يمكن الحيلولة دون وقوع الكثير من حالات الطلاق .
ب - استحكام روح طلب الماديات ووسائل الرفاه المختلفة يجعل الإنسان - وخاصة النساء - في حالة عدم قناعة مستمرة ، مما يسهل حصول عملية الطلاق والانفصال عند مواجهة أبسط الحوادث تحت ذرائع وحجج متنوعة .
ج - تدخلات الأقرباء في الشؤون الخاصة للزوجين ، وخاصة تلك التدخلات في موارد الاختلافات بين الزوجين . ويعد ذلك من العوامل المهمة التي تساعد على الطلاق .
ونلاحظ من خلال التجربة أن خلافات الزوجين إذا ما تركت لشأنها دون تدخل من الأقارب فسوف تتلاشي وتنطفئ شيئا فشيئا . أما إذا تم دخول طرف من الأقارب والمتعلقين دخولا متحيزا متعصبا ، فإنه سيؤدي إلى إشعال هذه الخلافات وتعقيدها أكثر . ولكن هذا لا يعني أن يبعد الأقرباء أنفسهم عن هذه الاختلافات دائما ودون استثناء ، فإن دخولهم حينما تكبر المشكلة وتخرج عن كونها خلافا جزئيا جانبيا يكون لصالح العلاقة الزوجية ودوامها ، خصوصا إذا كان تدخلا خاليا من التعصب والانحياز .
د - عدم التفات كل من الزوجة والزوج إلى رغبات وطلبات أحدهما من الآخر ، ففي الوقت الذي يحب الزوج أن تكون زوجته دائما جذابة نظيفة ، كذلك تحب الزوجة لزوجها أن يكون كذلك . ولكن هذه الرغبات غالبا ما تكون مكبوتة لا يحاول كل منهما إبرازها والإعلان عنها .
وهكذا فإن عدم اهتمام الأزواج بهندامهم وترك التزيين والترتيب ، وعدم الاهتمام بالنظافة ، كل تلك الأمور تمنع الزوج أو الزوجة من الاستمرار بمشروع الزواج ، خاصة إذا كان هناك من يهتم بهذه المسائل في المحيط الذي يعيش فيه هؤلاء الزوجان .
لهذا نجد الروايات الإسلامية أعطت أهمية خاصة لهذا الجانب ، فقد ورد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " لا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها " (1)
وجاء في حديث آخر عنه أيضا ( عليه السلام ) : " ولقد خرجن نساء من العفاف إلى الفجور ما أخرجهن إلا قلة تهيئة أزواجهن " (2)
ه - عدم تناسب المستوى الثقافي للعوائل ، وكون الزوج يعيش نوعا من الثقافة العائلية لا تنسجم مع ثقافة الزوجة العائلية . ولهذا ينبغي التدقيق في هذا الأمر قبل الإقدام على الزواج ، فالمطلوب ليس فقط " الكفاءة الشرعية " أي الالتزامات الإسلامية ، وإنما يجب أن تتوفر - أيضا - " الكفاءة الفرعية " أي التماثل والتشابه في الأمور الأخرى بين الطرفين . وإلا فحدوث تصدع في العائلة غير مستبعد .
_______________________
1. مكارم الاخلاق , ص81و94.
2. المصدر السابق .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|