لا مشكلة تكون عندما نعتقد بعدالة جميع الصحابة بل نكون قد ارضينا الله ورسوله في احترامهم وتقديسهم |
1510
09:46 صباحاً
التاريخ: 12-1-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2017
1343
التاريخ: 19-11-2016
2024
التاريخ: 19-3-2018
1274
التاريخ: 19-11-2016
2528
|
[جواب الشبهة] :
يواجه المعتقدون وأنصار فكرة قداسة جميع الصحابة مشاكل كثيرة بسبب هذا الاعتقاد، ومن نستطيع أن نعتبر جميع الصحابة الذين حدثت بينهم معارك شديدة ـ كما نراه في الكتب التاريخية المعروفة والمعتمدة عندهم وحتى أحاديث كتب الصحاح ـ عدولاً وصالحين ومقدّسين; لأنّه يكون من قبيل الجمع بين الأضداد، واستحالته من البديهيات العقلية.
وإذا تجاوزنا حربي «الجمل» و«صفين» الذين خطط لهما كل من طلحة والزبير ومعاوية في مقابل إمام المسلمين علي(عليه السلام)، ولم نغض النظر عن الحقائق التي لا محيص من الاعتراف بخطأ وجناية مشعلي هذه الحروب، فهناك شواهد كثيرة لدينا في التاريخ نقتصر على ذكر ثلاثة منها:
1. يذكر البخاري المحدث المعروف في صحيحه في كتاب التفسير: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي وهو على المنبر فقال: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل [يقصد عبدالله بن سلّول أحد قادة المنافقين] قد بلغني عنه أذاه في أهلي والله ما علمت عن أهلي إلاّ خيراً ... فقام سعد بن معاذ [صحابي معروف] أخو بني عبد الأشهل فقال: أنا يا رسول الله أعذرك، فإن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك ... سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، قالت: [أي عائشة ] وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله، ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل، فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنّك منافق تجادل عن المنافقين، قالت: فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، قالت: فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا»(1)، فهل كان كل هؤلاء الصحابة صالحين؟
2. يقول العالم المعروف البلاذري في «الأنساب»: «قام عثمان بعزل سعد بن أبي وقاص والي الكوفة ونصب مكانه الوليد بن عقبة، وطلب الوليد من عبد الله بن مسعود مفاتيح بيت المال، فألقى ابن مسعود المفاتيح إليه وقال له: من غيّرَ غيّرَ الله ما به، ومَن بدّلَ أسخط الله عليه، وما أرى صاحبكم إلاّ وقد غيّر وبدّل، أيُعزَلُ مثل سعد بن أبي وقاص ويولى الوليد،.. فكتب الوليد إلى عثمان بذلك وقال: إنّه يعيبك ويطعن عليك، فكتب إليه عثمان يأمره بإشخاصه... وقدِم ابن مسعود المدينة وعثمان يخطب على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلمّا رآه قال: ألاّ أنّه قَدِمت عليكم دُوَيْبة سوء، من تمشِ على طعامه يقي ويسْلَحْ، فقال ابن مسعود: لستُ كذلك، ولكني صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر ويوم بيعة الرضوان، ونادت عائشة: أي عثمان أتقول هذا لصاحب رسول (صلى الله عليه وآله)؟، ثم أمر عثمان به فأخرج من المسجد إخراجاً عنيفاً... ويقال: احتمله يحموم غلام عثمان ورجلاه تختلفان على عنقه حتى ضرب به الأرض فدُقَّ ضلعه» (2).
3. ينقل البلاذري في نفس كتاب «أنساب الأشراف» : «كان في بيت المال بالمدينة سَفَط فيه حلي وجوهر فأخذ منه عثمان ما حلّى به بعض أهله، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك، وكلَّموه فيه بكلام شديد حتى أغضبوه، فخطب فقال: لنأخذنّ حاجتنا من هذا الفيء، وإن رَغِمَت اُنوف أقوام.
فقال له علي (عليه السلام): إذاً تُمنع من ذلك ويحال بينك وبينه.
وقال عمّار بن ياسر: اُشهد الله أنّ أنفي أول راغم من ذلك.
فقال عثمان: أعليّ يا ابن المتكاء تجترئ؟ خُذوه ! فاُخذ ودخل عثمان فدعا به فضربه حتى غشي عليه، ثم اُخرج فحُمل حتى اُتي به منزل أم سَلَمة زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم يصلّ الظهر والعصر والمغرب، فلما أفاق توضأ وصلّى وقال: الحمد لله ليس هذا أول يوم أوذينا فيه في الله» (3)، يشير بذلك إلى ما تعرض له من المشركين في بداية الدعوة.
ونحن لا نرغب بنقل مثل هذه الحوادث المؤلمة في التاريخ الإسلامي، ويمكن أن يكون ذكر هذا القدر من الأحداث ليس مناسباً لولا إصرار الأخوة على تقديس جميع الصحابة وجميع أعمالهم.
والآن هل يمكن توجيه تلك الشتائم والأذى والألم الجسدي الذي تعرض له ثلاثة أشخاص من خيرة الصحابة وأطهرهم وهم: (سعد بن معاذ وعبد الله بن مسعود وعمّار بن ياسر)؟ حيث ضُرب أحدهم حتى تهشّمت أضلاعه ، حتى غاب عنه الوعي وفاتتهُ صلاته.
أفهل هذه الشواهد التاريخية ـ وهي ليست قليلة ـ تسمح لنا أن نغلق أعيننا أمام هذه الحقائق؟ ونقول: إنّ جميع الصحابة صالحون وأعمالهم كلها صحيحة، ونؤسس جيشاً باسم «جيش الصحابة» وندافع عن جميع أعمالهم بدون قيد أو شرط؟
أفهل هناك عاقل يقبل بهذه الأفكار؟
وهنا نكرر هذا القول لمرات عديدة وهو: إنّ هناك شخصيات عديدة بين صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) تتصف بالإيمان والصلاح والزهد، ولكن هناك أيضاً شخصيات لابدّ أن تخضع أعمالهم للنقد والتحقيق، وتقوّم بميزان العقل، ويكون الحكم على ضوء ذلك.
__________________
1. صحيح البخاري، ج 5، ص 57 و 58 .
2. انظر أنساب الأشراف، ج 6، ص 147; وتاريخ ابن كثير، ج 7، ص 136 و 183، حوادث سنة 32، (مع اختصار).
3. أنساب الأشراف، ج 6، ص 161 و 162.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|